اللهم إنا نستودعك موريتانيا / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو-
ليس من عادة أذكياء العالم و عباقرته الاهتمام المباشر بالسياسة و لا العمل في أروقتها ..
و السياسة في العالم الثالث، عمل من لا عمله و واجهة أكثر من فشلوا في تحقيق أي طموح في الحياة..
و أهل السياسة في موريتانيا هم أغبى الناس على وجه الأرض و هم أكثرهم إساءة إلى الوطن و السياسة.
حولوا السياسة إلى بازار شعبي و الفضيلة إلى رذيلة و الرذيلة إلى موضة و الموضة إلى أخلاق و الأخلاق إلى “طشة هم” .
- يقود تواصل مخابرات الدولة و يقود منسقية المعارضة و إعلام اليسار الناطح و أجندة اليمين الناصح ..!!
- يعلن بيرام الحرب على الوطن و الشعب و يحتل واجهة المعارضة البديلة و يعلن الموالاة العمياء لرئيس الجمهورية و العداء الكامل لبرنامجه و توجهاته..!!
-
تعلن flam “الجبهة المسلحة لتحرير موريتانيا” (و لا يكون التحرير إلا بالسلاح، لمن يصدقون أن A (افلام)، ترمز لغير المسلحة)، العداء للبيظان، و تشعل حرب الحقد و الكراهية في كل حشائش الوطن ، دفاعا عن العدل و المساواة و حقوق الإنسان التي يدوسونها ليل نهار في حق إخوانهم البيظان..!؟
-
إيرا منظمة سياسية و حزب غير وطني ، غير معارض و غير موالي ، غير مرخص و غير ممنوع النشاط؛ هو علافة “العندو ش اليعقوب” و “سطلة سيدي محمود” و تاقنجة ليلى و “تسبيح” ولد تارمبه و “اكليب” الكفية ولد بوسيف (و “الخطية” هنا طبعا لا تعني غير الجنرال ولد الهادي الذي أنشأه من عدم و أطره و موله و أقنع عزيز بضرورة ثورته في وجه اكتساح مسعود للساحة أيام ترشيح الجبهة له . و الحمد لله على جزاء سنمار له)..
السياسي في موريتانيا يقول كل شيء و عكسه ، يفعل كل شيء و عكسه ، لا تعتريه أحكام الشرع و لا تقنعه قوانين الفيزياء ، حوَّلَ السياسة إلى دكان و الدكان إلى منظمة غير حكومية و المنظمة إلى مكتب مقاولات في انتظار فرصة اختيار تَوَجُّهٍ لا تحددها غير الانتخابات “القادمة”..
الأنظمة التي تعاقبت على البلد هي من أفسدت الأحزاب و الصحافة و الناس و هي من تكتوي اليوم بنيران سياستها العرجاء و لن تستطيع الخروج من ورطتها إلا باعترافها الصارخ بخطيئتها و الاعتراف في بلدنا المهاب ، معرَّة مذمومة ، تمس الفحولة و تنقص الرجولة ..!
السياسة في بلدنا نوع من المس ، تتجاوز الناس لأهلها الصراخ و البذاءات و التهتك و التملق و الخفة..!
ليس في البلد معيار للمعارضة و لا آخر للموالاة :
– تنام مواليا و تصبح معارضا ..
– تغازل الموالاة بالتقرب من المعارضة ..
– تشق صفوف المعارضة في مهمة للموالاة ..
– لا يمين و لا يسار في موريتانيا ..
– لا يهم تاريخك و لا توجهك و لا آخر ما تدلي به ..
حزبان (جمهوري و ديمقراطي) يتصارعان في أمريكا .. يثقلان كاهل الدولة القارة ، الأغنى و الأعتى في العالم . و 120 و نيف من الأحزاب في موريتانيا ، ليس من بينها جمهوري و لا ديمقراطي و لا رأسمالي و لا اشتراكي و لا ليبيرالي؛
كلها خارجة على القانون و التصنيف، و الفهم ، من إسلام تواصل إلى وطنية الرگ طولا و من “إنصاف” (الحاكم) إلى ديمقراطية “الكرامة” عرضا ؛ كأننا في إحدى روائع رائد الكوميديا السوداء (الماغوط) ، في “مشهد كامل” على خشبة إحدى بكائيات الفنان الموهوب غوار .. !
لا فائدة من القيام بأي شيء في هذا البلد ، ما لم يقرر النظام ، بإرادة طاغية الجدية و الصدق ، إنهاء هذه الفوضى العارمة، المخجلة ، المستهترة، في الأحزاب و الصحافة..
لقد أفسدت العصابات التي تعاقبت على البلد كل الحياة بهذه اللعبة القذرة و لن يستحق أي حاكم في موريتانيا صفة المصلح، ما لم يبدأ من هاهنا و لن تكون له رؤية إصلاح مفهومة ، تستحق الاحترام ، ما لم يضع خطا فاصلا ، من هاهنا، بين الجد و اللعب.
- قضايا بلدنا الحساسة يذرع فيها كل معتوه باسم رئيس حزب أو رئيس تحرير لا يفرق أي منهما بين الحال و “الخبر” ..
- لحمة شعبنا المقدسة تنهشها أنياب الجهل و التخلف و الارتزاق كيفما اتفق ، باسم ديمقراطية “علافة” بيرام و خناجر تيام سامبا ..
لم يعد في بلدنا دين واقي و لا قانون رادع و لا فكر حامي ..
لم يعد في بلدنا منزه عن الكذب و لا مؤتمن على الحق و لا مرجع لأي ثقة ..
فإلى أين المهرب و ما الفائدة من أي شيء مما نقوم به و أي إصلاحات ننتظر و لصالح من ، ما لم يكن كل منا هو هو بكامل حقيقته و بما تملي حقيقته من حقوق و واجبات عليه ..؟
- ألا يخجلكم اعتراف أجهزة الدولة بأن جل شهادات موظفينا مزورة؟
- ألا يرعبكم أن يكون ثاني أكبر “حزب صرافات” في البلد ، ضالع في تبييض الأموال و الغش التجاري و تزوير الأدوية و (…) ؟
فهل هذه مقدمات لممارسة السياسة أو نهايات لممارسة الإرهاب المسلح بعد عقود من ممارسة الإرهاب الفكري باسم دين هزم كل طغاة الأرض بالدعوة إلى التراحم ، في الاختلاف قبل الوفاق ؟
يجب لجم كل هذه الغوغاء العابثة ، الخائنة ، الجاهلة ، المرتزقة ، المستهترة بكل المقدسات..
لا توجد دولة في العالم تسمح لخبراء علم الاجتماع المحافظين و كبار المثقفين المسؤولين ، بنبش حساسياتها و الحديث عن أي شيء حول وحدتها ، فكيف نسمح نحن لهذه العصابات المرتزقة ، الموغلة في الجهل و التخلف بنشر كل غسيلنا على كل حبال الأعداء..!؟
اللهم إنا نستودعك موريتانيا .. اللهم رد كيد أعدائها في نحورهم .. اللهم ارزقنا أحكاما رشيدة، عادلة، موفقة ، تعيد شعبنا إلى جادة الصواب بعد تفلته من كل قيود العقل و الرشد و الأخلاق ..