حين يزأر الريسوني في قمقم/سيدي علي بلعمش
حين يزأر الريسوني في قمقم / سيدي على بلعمش
حب الظهور و الجهل بالتاريخ مصيدة السخفاء الأزلية . و زعامة الأمة الإسلامية بالعمالة الغربية و دق عطر منشم بين شعوبها ، ستظل رسالة الإخوان المقدسة و بند أولويتهم الأوحد بأجندتهم الشيطانية..
و تحرش النخبة المغربية بموريتانيا (لأنها نخبة لا تقرأ و لا تتعلم من التاريخ)، مَعرَّة قديمة ، قِدمَ الأطماع المغربية المبنية على التاريخ المقلوب و المفاهيم المقلوبة و قلب كل الموازين و المعايير المنطقية..
و قد شرحت جل الحالة المرضية المغربية في مقال قديم تحت عنوان “ماذا علينا إذا فسا الفاسي”، لمن يريد التوغل في تشعبها .
ليس في الأمر جديد : ما كان ليس غريبا .. ما صار ليس بعيدا : زنيم إخواني ، مغربي العداء للتاريخ و الأهواء ، يترنح على حلبة الجهل بخفة بهلوان و سخافة مهرج..
ربما يعتقد الكثيرون أن الريسوني كان يعني ما قاله حين طوَّحَت به طوائح الزمن ليقول في لحظة نشوة غير محسوبة العواقب ،”يجب أن يعود المغرب كما كان قبل الغزو الأوروبي” ، ربما قالها جهلا بالتاريخ مثل الكثير من المغاربة ناسيا أنها قد تعود إليه دون مراكش و من دون عرش إذا تقدم في التاريخ و بأقل من ذلك بكثير إذا تقدم أكثر ..
لقد عودتنا نُخب المغرب على فَيْض نَخْب كتاباتها بما يجعلها أقرب إلى شطحات المجانين ، كلما تناولوا موضوع موريتانيا و الصحراء و تيندوف، متناسين أن الأحلام خلقت كي لا تتحقق ..
و في خبر بالعريض، كتب موقع “بلانكا بريس” الذي أعد المقابلة “الخطيئة” مع الريسوني ، بنشوة انتصار نعرف جيدا ما تعني لهم :”الريسوني يثير غضبا في نواكشوط بعدما وصف موريتانيا ب”الغلطة” ؛
ليس في كلام معتوه يتصيد المواقف ، طَوَّحَ به الجهل إلى حيث ألقت رحلها أم قشهم، مثل الريسوني ، ما يثير غضبنا ، لكنه يظل من واجبنا أيضا أن نعلمكم كيف تدار المعارك الفكرية بما يخدم التاريخ ، لا بما يسيء إلى الحقائق الأزلية..
نعرف جيدا أن تفجير الأمة من الداخل ، من أقدس المهام في أجندة الإخوان الشيطانية..
نعرف جيدا أن العودة إلى خرائط المستعمر ستظل مثار جدل بين من تكيفوا مع أمر الواقع في كل بقعة من الأرض و من تكيفوا مع اجترار التاريخ بحب غجري ضائع كمن يبكيه ..
و حتى لا يتعلل لنا البعض (هنا)، في كل مرة ، برسمية هذا و عدم رسمية ذاك و كذبة حرية الرأي و حق التعبير ، فليتكلم لنا مغربي واحد عن فتح الموريتانيين لمراكش و حقيقة “المرابطين” (المقلوبة في المغرب) و لتسألوا عنه بعد عشر دقائق من نشره .. و إلى الأبد..
المأمورون غير الرسميين في المغرب هم من يديرون دفة قافلة الرأي العالم و قد فهمنا أن لا نطلب منهم اعتذارا و لا نترك لهم شاردة و أن نلقم “الرسمية” المغربية ألف حجر من نار من دون تحميلها أي مسؤولية و أن نفعلها بكامل رسميتنا لأن موريتانيا أرضنا رسميا لا أرض الملك مثلهم .. لأن الدفاع عنها مهمة رسمية على عاتق أي منا ، لا بقرار يستمد شرعيته و رسميته من أي عرش أو جذع .. لأن “الرسمية” أمانة في أعناقنا ، لا بيعة تحول الوطن إلى ملكية خاصة و ساكنته إلى موالي معفية من أي مسؤولية..
أيها البهلول الأزعر، نحن لا نسجد لغير الله و لا نُقبِّل أيادي السلاطين ، فأين كنتم ستجلسوننا في صفوف المستقبلين ل “آفاتار” مُخرِج النسخة الأخيرة من مسيرتكم الخضراء المتجهة إلى نهايتكم؟
و قبل من تسيئون إلى التاريخ اليوم بكذبة بيعتهم مثل “العائدين” إلى أرض لم تطأها أقدامهم من قبل، تذكروا ابن تاشفين ، فكلكم عورات و لأحفاده ألسن ..!
تخلصوا من عقدة التاريخ ؛ فلا الجزائر نظيركم و لا الصحراء نصيركم و لا موريتانيا “جاركم”، إذا أرغمتهم التاريخ على الكلام باستفزازاتكم المستمرة ..
- نعرف جيدا أن النظام الملكي يخنق فضاء تنسمكم ..
- نعرف جيدا أن الجغرافيا (لحسن حظ البشرية) تخنق انتشار مزارع حشيشكم ..
- نعرف جيدا أن سماحة الإسلام تخنق ضيق صدر وثنينكم ..
- نعرف جيدا أن الفصاحة العربية تخنق رطانة ألسنتكم المأزومة..
- نعرف جيدا أن منطق التوسع كان لا بد أن يكون ضمن خيارات أي آخر في مثل وضعكم، فتحملوا مأساتكم كما أبدعتم في صناعة السردين..
الحل في الصعود إلى أعلى و أنتم تحفرون في الأسفل :
الجزائر الصديقة كانت ستكون أرحم بكم من الجزائر العدوة..
الصحراء الجارة كانت ستكون عونا لكم على إسبانيا المحتلة بعد أن أخرجوها من أراضيهم بالكفاح المسلح و أخرجتكم من أراضيكم بالقهر المذل ..
فحلوا مشاكل جواركم قبل القفز على المريخ الأقرب لكم من “ديالية” موريتانيا الفاصلة ثقافيا في المنطق “ديالكم” ..
ما كان أحوجك إلى تأمل رطانتك و رطانة آبائك و أنت تعتصر لغة الضاد من صدرك القمقم ، لتسأل لغتك المأزومة من أين لك من دوننا ، بهذه العروبة و الإسلام (الذي تعيش على راتب تربعك على عرش منظمته المغموز في دورها أكثر من الغمز في حقيقة دورك) …
أم صدَّقتَ كذبتك حين تُدرِّس أبناءك تاريخ أمجاد كتائب من بَنَيتُم على أنقاض التنكر لهم كذبة مغربية مراكش العظيمة ، العربية بأصالتنا ، الإسلامية بعناد فاتحينا؟
ليتك تفهم حاجتك إلى الصمت حين تكون الفصاحة مغنمة من لا يحتاج أن يتكلم..