نحو التمهين
كتب عبدالفتاح ولد اعبيدن:
الزمان أنفو- المهنة أي مهنة لابد لها من مقصد و دلالة محددة،فالطب علم و الإدارة كذلك و الصحافة أيضا و غيرها،و حين تسود المجاملة و الأغراض أي مهنة، تصبح مائعة و تبتعد عن أهدافها و غاياتها المرسومة.
و الصحافة مهنة تقوم على نقل الأخبار الصحيحة و التحليلات الصادقة،و لذلك نص القانون الموريتاني فى تحديد مفهوم الصحفي،على القول،الصحفي هو الشخص المخول بالحصول على الخبر و معالجته،دون ضغوط أو مخاطر.
و إذا كان الإداري حريصا على تقديم مهامه الإدارية بجدية و أمانة، على غرار الطبيب و غيرهما،فإن الصحفي مطالب بالمهنية،فلا ينقل إلا خيرا صحيحا و لا يقدم ألا تحليلا نافعا،و غير ذلك قد يضر بعمق بتوازنات الدولة و المجتمع.
فالصحفي مهما كانت ميوله، حقيق به أن ينشد الحقيقة فحسب،تفاديا للتأثير السلبي على مسار القطار الوطني.
و بهذه القيود المهنية و الأخلاقية،يصبح لمهنتنا طابعها المهني و أخلاقياتها،ليعي الجميع،ممارسين و متلقين،أن الصحافة ليست إطلاقا للتلميع و التدليس و التحامل،بل هي مهنة رفيعة حساسة،تستدعى الحذر و المسؤولية.
إن الأداء الصحفي غير المهني يضر بالدولة و المجتمع،و إذا كانت الصحافة،بمختلف تجلياتها النموذجية و حتى الناقصة،قد فرضت نفسها على دولتنا بحكم طابعها الديمقراطي،المعلن منذو مطلع التسعينات ،فإن الأسلوب الصحفي المهني،أضحى ملحا و ضروريا،و ما سواه قد يقصم ظهر البعير،كما يقال فى المثل العربي.
و عندما يتجه الصحفي صوب المهنية،لن يجد صعوبة فى القيام بمهامه بتوازن و نجاعة.
و إذا استحضرنا هذا البعد المهني فى نشاطنا الإعلامي،فستعود أنشطتنا نفعا و خدمة على الأوطان و المجتمعات.
عبدالفتاح اعبيدن