حين حركات أبيات لمحمد ولد احمديوره عن “المدروم ” الساحة الأدبية بحلب
الثلثاء 8 حزيران (يونيو) 2010
الزمان أنفو – مازال موضوع أبيات المدروم للعلامة والولي الشاعر أمحمد ولد أحمد يوره يحرك الساحة الأدبية بمدينة حلب السورية، ويتفاعل داخلها تفاعلا ايجابيا. فبعد أن قدمها الشاعر السوري المهندس محمد بشير دحدوح (النابغة الرندي ) بأسلوبه الرائع وإلقائه المتميز خلال الأمسية الأدبية التي أقامتها نقابة المهندسين السوريين وبعد المعارضات الجميلة التي جاري فيها شعراء حلبيون كبار هذه الأبيات، هاهي أيضا تثير فضول النقاد السوريين وتدلهم علي كنز من كنوز الثقافة العربية اسمه الشعر الموريتاني، فقد أبدي العديد من النقاد وأساتذة الأدب اهتماما ملحوظا بهذ القطعة الشعرية أو التحفة الفنية حسب تعبير أحدهم.
وفي هذا السياق فقد أعد الأستاذ الباحث زياد محمد مغامس دراسة نقدية رصينة تتناول الأبيات المذكورة ومعارضاتها تحت عنوان:
مرآة الروح / رؤية في قصائد وجدانية
والأستاذ زياد مغامس هو كاتب وناقد فلسطيني مقيم بمدينة حلب له العديد م الدراسات والمقالات الأدبية المنشورة، وقد عرف عن الأستاذ زياد عشقه للصحراء وإعجابه بقيم أهلها وعاداتهم وهو الذي عاش فيها وعاشر أهلها ردحا من الزمن .
يشار إلي أن أبيات محمد ولد احمد يوره الآنفة الذكر قد أصبحت ذائعة الصيت و متداولة بين الشعراء والنقاد في مدينة حلب الشهباء السورية
ونضع هنا أمام الوطنيين أبيات العلامة امحمد ولد أحمد يوره رحمه الله ، ومجارات بعض الشعراء لها.
يقول ولد أحمد يوره مخاطبا المدروم وهو اسم موضع بموريتانيا.
على الربعِ بالمدرومِ أيِّـهْ وحيِّهِ = = وإن كان لا يدري جواب المؤيِّهِ
وقفتُ به جذلانَ نفس كأنما = = وقفت على ليلاهُ فيهِ وميِّـه
وقلت لخلٍّ طالما قد صحبتُه = = وأفردته من بين فتيان حيِّهِ
أعنّي بصوبِ الدمع من بعد صونِهِ = = ونشرِ سرير السرِّ من بعد طيِّهِ
فما أنتُ خلُّ المرءِ في حال رشدهِ = = إذا أنتَ لستَ الخلَّ في حالِ غَيِّهِ
فقال شاعر الشهباء محمد هلال فخرو
تحاملتُ عصراً نحو أطراف حيِّهِ = = أسائلُ عن ليلاه فيه ومَيِّهِ
لقد كانتا ترباً لمن قد فقدتُـهُ = = لعلَّ لدى إحداهما علمَ حيِّهِ
فقال لي الصبيانُ : ليلى تُوفيتْ = = ومَيَّةُ في قاع الرشاد وغَّيِّهِ
فما تبتغي ..؟ قلتُ السلامةَ والهدى = = وسِرتُ شجيَّ الحلقِ من بعد ريِّهِ
يكاد يرى الراؤون وقعَ جوابهم = = فقد بانَ فوق الوجه آثارُ كَـيِّهِ
يحقُّ لمثلي أن يدلِّـهَهُ الهوى= = ويعرِضَ عن أزياءَ ليستْ كزِيِّهِ
فيا شاعرَ المدرومِ شعرُكَ قاتلي = = فأيِّهْ .. فما أسمعتَ غيرَ المؤيِّهِ
الشاعر الموريتاني الدكتور الشيخ أحمد دومان قال في معارضته لولد أحمد يوره:
رويتُ حمى المدروم مثلَ أُخيِّهِ = = بدمعي فما أوفيته حقَّ رَيِّهِ
فخاطبني طيفٌ لحسناءَ قائلاً = = أتبكي على المدروم يا ابنِ أُبَيِّـهِ
فقلتُ لها من أنتِ .؟ هل تعرفينه ؟ = = ولم تدري عن ليلاه شيئاً ومّيِّهِ
فقالتْ : أنا من أبرؤ العشقَ والهوى = = وأثني ذراعَ الشوق من بعدِ لّيِّهِ
فقلتُ: وجرحُ القلب بالأيِّ نازفاً = = كجرحِ فتى المدروم في يوم غّيِّهِ
فقالت : إذاً فالكيُّ .. قلتُ : لربما = = فليس يرجَّى البرءُ إلا بكيِّهِ
فقالتْ: لأنت الخلُّ في الرُّشدِ والغوى = = فأيِّهِ على المدروم يا شيخ أيِّهِ
أما النابغة الرندي فقال
على ذكرِ أربابِ الودادِ فأيِّهِ = = وإن كان لم يسمعْكَ غيرُ المؤيِّهِ
عسى حرقةُ الأيَّـات تُرسلُ نسمةً = = فتحملَ من طيب الهوى ونديِّهِ
ومنْ لم تكنْ ليلاهُ بلسمَ جرحِهِ = = فليس له بُرءٌ بأعطافِ ميِّهِ
فيا نخلةَ المدروم سعفكِ شاهدٌ = = غداةَ دعا المختارَ من أهل حيِّهِ
ويا ظبيةَ المدروم طرفُك ساهمٌ = = ذروفٌ على صبح الفتى وعَشيِّهِ
وهمسِ صبايا الحي في كل خلوةٍ = = ونشرِ شَغاف السِّرِّ من بعد طيِّهِ
فيا سادراً في اللومِ ..حسبُك مرةً = = فما لك بالحسونُ من بعدِ رمْيِهِ
فلن يستبينَ الرُّشدَ فاقد خِلَّـه = = ولن يهتدي للحقِّ راكبُ غَيِّهِ
فهذا أخو الشهباءِ أيَّـهَ والهاً = = على فقد تربِ الودِّ وابنِ أُخيُّهِ
ففاح رطيب الشعر بالفقد روعةً = = كما فاح عودُ الرَّندِ طيباً بشيِّهِ
فيا شاعرَ المدرومِ أيِّـهْ على الحمى = = ويا شاعرَ الشهباءِ للتِّربِ أيِّهِ