اعتذار بمرارة واجب التحفظ/ سيدعلي بلعمش
الزمان أنفو- لقد ثبت لدي بما لا يدع مجالا للشك ، أن مدير الأمن الأسبق ، لم يلتق قط بمؤسس مشروع تمزيق اللحمة الوطنية المحمي و المأجور من قبل نظام عزيز ، شيطان محرقة كتب التراث الإسلامي الأعظم التي لا تخلو صفحة منها من عشرات الآيات المطهرة و الأحاديث الشريفة (فضح الله مسعاه و رد كيده و ارتزاقه في نحره و حشره مع عزيز في الدرك الأسفل من مأزق خيانته).
لن أعتذر لحضرته طبعا، لأنه عاش على الواجهة الأمامية لعدة أنظمة ، تعاقبت على الحكم في بلدنا ، عاثت فيه نهبا و فسادا و طغيانا و لم يعتذر لنا قط أي منهم عن أي فعلة..
لن أعتذر لحضرته لأنه عاش على الواجهة الأمامية لعدة أحكام ، حكمتنا بالكذب و الدعاية السخيفة و المغالطات و لم يعتذر لنا أي منهم حتى اليوم، فلماذا يكون حلالا لهم ، حرام علينا ؟
لن أعتذر له بكل تأكيد ، لأنه كان مدير أمن لأنظمة طغيان ، أخذت بالكذب و التحايل ، من تعاستنا ، أكثر بكثير من نشرنا لكذبة متداولة في بلد (ديمقراطي جدا)، يُمنع على الصحافة فيه الحصول على الحقيقة و يمنع عليها استخدام الشائعة و هي (الشائعة)، الحالة المؤقته غير المنقحة للخبر، حسب تعريف “باري ماتش” الفرنسية.
لن أعتذر له لأنه كان مدير أمن في بلد عربي يقتل باسم الديمقراطية و ينهب باسم الديمقراطية و يكذب باسم الديمقراطية ، من الطبيعي أن لا تكون علاقته ودية بمسكون مثلي بأوهام التحرر الخرافية ، كما يقولون ..
– لن أعتذر له لأنه لا يحتاج اعتذاري في شيء و ليس لدي فائض عاطفي لرجالات الدولة الذين أحملهم جميعا مسؤولية فشل دولتنا من المختار ولد داداه (غفر الله له) إلى لائحة مترشحي الانتخابات القادمة (أعاذهم الله من شرور أنفسهم).
- لن أعتذر له لأن الاعتذار في بلدنا ارتبط بصفقات تراضي (رابح رابح) ، ستحوله إلى مسؤول موريتاني “أصيل” (و لا أريد تحمل مسؤولية تأكيد ذلك أو نفيه) و تحولني إلى صحفي موريتاني “أصيل” و هي خسارة تمحق كل ما تحملته من بؤس و حرمان من أجل وطن لم يعد يتحمل ما نرتكبه من أخطاء في حقه (حتى لا أستثني نفسي من المسؤولية كما يفعل الجميع) .
لم يلتق الجنرال محمد ولد الهادي قط مع المرتزق المأجور بيرام ولد اعبيد و يبدو أن سكوت الأخير على هذا الاتهام الذي فجره الدكتور أعلي ولد أصنيبه في الأسابيع الماضية ، من لندن، كان للتغطية على اتفاقه المباشر مع عزيز الذي كان من الطبيعي أن يُلصقَ بمدير أمنه كما تفعل جل الأنظمة ، إلا أننا ننسى أن عزيز لا يثق في أي أحد و ما كان ليعطي شفرة سر أجندته الشيطانية “أنا و من بعدي الطوفان”، لجنرال ملدوغ مثل ولد الهادي بالذات ، لا يستطيع عزيز إدارة غموضه. (أعترف هنا بقصور فهمي في عدم استدراك ذلك).
لقد كان اللص عزيز يشرف بنفسه على تنفيذ جميع جرائمه التي كانت أخطرها جريمة المحرقة (شلت أياديهم و خابت مساعيهم) و حين لم نغضب لله أذلنا الله بأبسط خلقه و أحقر خلقه و أذل خلقه و أجبن خلقه (بيرام و عزيز و افلام و “إخوان” الشياطين و أخوات “النمارق”…).
لقد وجب الاعتذار هنا (على الأقل)، للشعب الموريتاني، عن هذه المعلومات المغلوطة . و لا شك أن الجنرال ولد الهادي يفهم بكل تأكيد ، أن واجب التحفظ المُلزم به لا يلزمنا بالبحث عن مبررات لما يسكتون عن الرد عليه لأسبابهم المهنية التي لا تعنينا في شيء.