قصيدة للشيخ غالي بن مختارفال

الزمان أنفو-

الزمان أنفو  – اطــلال عــفــون دوارسُ

 

تــعــاقــبــهـا بـيـض وسـود حـنـادِسُ

 

مــنــازل أقــوام تــسـاهـمَ أهـلهـا

 

سـهـام المنايا والخطوب الدحامس

 

فـلم يـبـق إلا مـن تناسى أنيسها

 

أحـــاديـــث أحـــداث وآي طـــوامــس

 

فـبـتـنـا بـهـا والقلب خامس أربع

 

هــنــاك وعـلم اللّه للخـمـس سـادس

 

تـنـاوح فـي أرجـائها البوم كلما

 

تـوالت بـهـا للشـيـصـبـان هـسـاهـس

 

وغـــرك بـــاللّه الغــرور وهَــوّسَــت

 

بـقـلبـك مـن داء الغرور الوساوس

 

إلا إنـمـا الدنـيـا سـراب بـقيعة

 

وهــــم وأوهـــام وهـــام مـــرامـــس

 

فـأيـن الصياصي الشاغبات وأهلها

 

وأيـن الجـنـان والجـنان الفرادس

 

وأيـن الكـمـاةُ الصـافناتُ جيادُها

 

وأيـن الحـسان المنعماتُ الأوانس

 

كــان لم تـشـاوَ بـيـن سـلع وفـارع

 

شــئيــت ولم يــسـمـر بـيـثـرب آنـس

 

وكـم ذا ثـوت من ذات دعد معاقلا

 

عـــقـــائل أتــرابٍ وصــيــدٌ فــوارسُ

 

وخـــيـــم فــضــفــاض الرداء مــرزّءٌ

 

ورضــرض رضــراض الحــصـى مـتـشـاوس

 

وراح بــروح اللّه جــبــريـلُ روحـه

 

وغـصـت بـمـحـمـود المقام المجالس

 

وهــاجــر فــي ذات الإله مــبــارك

 

حـنـيـفٌ عـلى تـقـوى من اللّه يائس

 

وقـامـت بـنـصـر اللّه أنـصار دينه

 

وبـيـعت من اللّه النفوس النفائس

 

وجـرت بـنـو عـمياء من ليل كفرها

 

جـنـوداً دعـاهـا للمـحـال الخلابس

 

مـجـرّ أبـي يـكـسـوم جـنـدا عرمرما

 

لتـخـريـب بـيـت اللّه واللّه حـارس

 

تــراغـم طـلال الثـنـايـا مُـسَـلّطـا

 

فـلا رغـمـت والدمـدمـاتُ الدهـارِسُ

 

ودون رســول اللّه أســوار عــصـمـة

 

واسـد الشـرى والدمدماتُ الدهارس

 

أبــاةُ مـضـام لا يـضـام أمـيـنـهـا

 

إذا مـا دعـاهـا للمـراس الممارس

 

حـمـاةُ الحُـمَـيّـا لا يـطار غرابُها

 

إذا ما احزألَت بالصفاح اللواهسِ

 

وحــاوحَـةٌ حـتّـى إذا مـا تـضـاحـكَـت

 

صــآليــلُ مـن زرقِ العـيـون ضـوارسُ

 

وأجـت جـنـون الحـرب ناراً وقودُها

 

جـنـانـيـد جـردٌ والبـزاة الفوارس

 

تـواصـت بـصـدق الصبر منهم عزائِم

 

فــيــنـعَـمُ بـال أو تـئيـمُ عـطـامـسُ

 

وعـجـعـج فـي عـيـدانـهـا كل ما جد

 

ســمــنــدل هــيــجــاء ابــر حـمـارس

 

وظــلت عــراكـا مـاذيـات رمـاحـهـا

 

تــمـاذي بـنـات الجـوف عـف ولامـس

 

تــنــاحَـرُ فـي نـحـورِهِـم ونـحـورِهـا

 

كـوالحُ أنـيـاب المـنـايـا غـواطـس

 

عـــطَـــوّدُ أيـــام يـــمــور عــذابــه

 

تـعـوذ بـأرحـام السـيـوف القوانس

 

وظــلت وانــهــار الدمــاء مـيـازب

 

قــريــنــان مــفــروس وآخــر فــارس

 

تـنـافُـسُ أنـفـاس المـنـون نـفوسُها

 

ومــنــهُــنّ يـقـظـانٌ ومـنـهـن نـاعـس

 

تـراعـى جـيـاع الطير فصل قضائها

 

خـصـومـاً وحـكّـامُ العـماس المداعسُ

 

وظــلت وأسـواق الهـيـاج مـسـاقُهـا

 

إلى غــــمـــرات المـــوت راج وآئس

 

تـنـاجـز بـاعـاتُ النـفـوس سـراتها

 

وكــل عـلى حـفـظ الحـفـاظ يـكـايـس

 

فـداسـت عـبـدان الطـواغـيت خيلُها

 

وجـاءت بـمـا لم يـأت ذبيان داحس

 

فـلمـا قـضـت نـحـبـا وعـلّت ظماءها

 

حــيــاض قــتَــيــم واشـمـأزّ تـواعـس

 

تمنت وما تغنى الاماني لو أنها

 

أطـاعـت رسـول اللّه والحـرب ضارس

 

وبـاتـت وبـلبـال الهـمـوم نـجـيّها

 

وأشــلاؤُهــا لونــان رطــب ويـابـس

 

تـعـزى عـوافـي العـاريـات مصابها

 

مــحــبــا ومـحـبـوبـا صـوى وفـوارس

 

تـشـاقـى سـعـودا طـالعـات سـعودُها

 

إلا أنـهـم هـم الشـقـاة المـناحسُ

 

فـلمـا أمـاط الليـل عـنـها جناحه

 

وأومـض مـن أيدي الهداة المقابس

 

فـمـا هـو إلا أن تـواتـر طـعـنـها

 

ونـاكـت بـإنـعاظ النصال القراطسُ

 

تـقـاذف مـن لظّ الخـمـيـس حـمـيسُها

 

عـثـانـيـن سـيـل ضـاق عـنها محابس

 

فـظـلت وضـوضـاء النـيـاح نـصـيرُها

 

ولطـم الخـدودُ والأيامى العوانس

 

كــأن كــليــبــا بـالذنـائب لفـهـا

 

تـطـيـر انـهـزامـا والدروب أواعس

 

ثــبــات ثـبـات والظـبـاتُ تـحـثـهـا

 

تـروم ثـبـاتـاً والشـريـك المشاكسُ

 

يـمـيـنـا بـرب المـصـطـفـى ورعـيله

 

لذاقت عذاب الهون منها الغطارس

 

ووالت ســبــاءً بـيـن ثـور ونـعـجـة

 

ولاذت بـاعـتـاد الرسـول الأشاوس

 

فـمـا لبـثـوا الا سـنـيـن قـلائلا

 

تـحـنّـثَ مـن صـغـر الخدود العنابس

 

هــنــالك بــزّ المــصـطـفـى وبـزاتُه

 

وحـصـحصَ في غيب الخفايا الدسائس

 

وأسـلس آبـى الكـفـر طـوع قـيادها

 

رمـاقـا هـدتـهـا للضـروس الاباخسُ

 

وللّه آراق قــــليـــلٌ هـــجـــوعُهـــا

 

إذا مـا تـغَـشّـاها من الليل داعسُ

 

تــراقِــبُ عـورات الثـغـور كـأنـهـا

 

مـن الحـزم في جوف الظلام عساعس

 

وللّه قــوم يــال قــوم انــيــسـهـا

 

بـعـيـنـيـن مـن عين الجنان عرائس

 

وأخــرى بــاطــلاح وبــيـر مـعـونـة

 

وللّه يــوم بــاليــمــامــة عــامــس

 

أولئك حـزب اللّه فـاتـوا بـمثلها

 

إلا أن حـزب اللّه تـلك الهـرامـس

 

وهـيـهـات هـيهات الندى من نداهم

 

وشــتـان شـتـان الإضـى والقـوامـس

 

وشــتـان مـا بـيـن النـبـي وغـيـره

 

عــليـه صـلاة اللّه مـا مـر هـاجـس

 

 

غالي بن المختار فال البوصادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى