المشهد السياسي الراهن وأزمة الإنتخابات الإسرائيلية/سري القدوة
ولا يمكن بكل الاحوال فصل ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم يمارسها الاحتلال وأركان جيشه بمعزل عن الانتخابات الخامسة فممارسة الارهاب واقتحام المدن الفلسطينية والتصعيد القائم حاليا في مدن الضفة الغربية ما هو الا دعوة لإنتاج حكومة اكثر عنصرية وتطرف هدفها اساسا تغييب البديل للحلول السياسية للصراع واستبدالها بمعالجات عسكرية تخدم مصالح الاحتلال والهروب الى الامام من خلال التخلي عن مسؤولياتها وفي الوقت نفسه التعامل مع اجندة الانتخابات الاسرائيلية التي باتت تنتج مجتمع اكثر تطرفا امام ما يجرى من محاولات قائمة لفرض اجندات الاحتلال كبديل وحيد والاستمرار في تنفيذ مخططات الضم والتوسع والتهويد واستبعاد مواقف المجتمع الدولي في اي حلول قائمة ومطروحة للمعالجة الاستراتيجية لحل الصراع .
أمام هذه الهجمة الاسرائيلية الشرسة على الشعب الفلسطيني لا بد من التحرك السياسي والدبلوماسي الواسع لفضح جرائم الاحتلال ووضع حد لهذه السياسات التعسفية وتعزيز الموقف الوطني ميدانيا وضمان العمل على توحيد الموقف السياسي الفلسطيني وأهمية المشاركة العربية الشاملة في الانتخابات المقبلة للكنيست الاسرائيلي هذا من ناحية ومن ناحية اخري يجب على القيادة الفلسطينية العمل وبأسرع وقت لتطبيق قرارات المجلس المركزي السابقة بما يتعلق بالعلاقة القائمة مع الاحتلال وذلك لحماية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الذي لن يقبل بأي حال من الأحوال استمرار الوضع الحالي الذي يحاول الاحتلال تكريسه عبر إجراءاته القمعية والتصعيد الخطيرة لكل اشكال العدوان الغاشم .
وبات من الواضح ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية تثبت ان المجتمع الاسرائيلي يتوجه لانتخاب العنصرية مما يعزز استمرار اليات القمع والتنكيل وممارسة ارهاب الدولة المنظم بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية والمسحية حيث يعكس ذلك طبيعة الموقف الاسرائيلي الغير مؤهل للسلام كون ان الانتخابات تعيد انتاج التطرف والإرهاب والتحريض ضد العرب ومناهضة مسيرة السلام بالمنطقة والتي لم تشهد أي تقدم يذكر منذ سنوات بل شهدت تدمير واسع وقتل لروح ومبادرة السلام العربية .
دولة الاحتلال بكل مكوناتها العنصرية تختار طريق التطرف والاحتلال والاستيطان والناخب الاسرائيلي يصوت لصالح الدم والقتل والعنف والإرهاب المنظم الذي يمارسه جيشهم بحق الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والمجتمع الاسرائيلي القائم على التطرف يختار العنصرية مجددا ولم يختار السلام وبذلك يكون قد اصدر شهادة وفاة لعملية السلام مما ينعكس سلبا على مستقبل المنطقة برمتها والناخب الاسرائيلي يعيد انتاج الاحتلال بأبشع صوره مجددا مما يثبت حقيقة راسخة بان دولة الاحتلال قائم على التطرف وممارسة القمع وغير جاهزة ولا مستعد للسلام .
سري القدوة
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية