الثلاثة الذين خلفوا
الزمان أنفو- هم: – كعب بن مالك
- وهلال بن أمية
-
مرارة بن الربيع
وهم من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والقصة أنهم تخلفواعن الخروج معه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، في غزوة تبوك. وكان لا يتخلف عن الخروج معه في غزواته إلا بعض المنافقين وذوو الأعذار. والثلاثة لم يكونوا من المنافقين، ولم لا من ذوي الأعذار.ولكنهم كانوا في وقت الغزوة في أحسن أحوالهم. وقد خرج صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة في شدة الحر. حتى قال بعض المنافقين: (لا تنفروا في الحر) فرد الله عليهم قائلا: (قل نار جهنم أشدحرا لو كانوا يفقهون، فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوايكسبون) وقد وردت في صحيح مسلم قصة طويلة رواها كعب بنمالك لا يتسع المقام لذكرها. وملخصها ان هؤلاء الثلاثة لم يكذبوا عليه صلى الله عليه وسلم بعدما رجع من الغزوة كما كذب عليهالمنافقون.
وكان من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم ان يذهب الى المسجد بعدرجوعه من أي غزوة. فلما جلس في المسجد جاءه المنافقون يعتذرونله ويختلقون الأسباب التي يرضونه بها. فقبل علانيتهم واستغفر لهم.ووكل سرائرهم إلى الله. ولكن هؤلاء الثلاثة لم يكذبوا عليه خوفا منالله جل وعلا. فشهد لهم بالصدق وأمرهم بانتظار أمر الله فيهم. ثم أمرالمسلمين ألا يكلموهم. فقعد هلال بن أمية ومرارة بن الربيع في بيوتهمايبكيان، أما كعب بن مالك فقد كان أصغرهم، فكان يشهد الصلاة فيالمسجد. ويذهب الى الأسواق. ولكنه كان في حالة من الهم والغموالبكاء مثل صاحبيه.
وبعد مرور 40 ليلة قاسية. أمرهم الرسول ان يعتزلوا زوجاتهم. وذلكمما زاد بلاءهم. فقال كعب لامرأته: «الحقي بأهلك» أما زوجة هلال ابنأمية فقد استأذنت الرسول صلى الله عليه وسلم ان تمكث مع زوجهالتخدمه لأنه شيخ كبير. ثم مرت عشر ليال أخرى وهم في هذا الغموالبلاء العظيم. يبكون ويتضرعون الى الله ان يقبل توبتهم ويغفر لهم.حتى جاء فرج الله بقبول توبتهم. وذلك في قوله: (لقد تاب الله علىالنبي والمهاجرين والأنصار الذي اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاديزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم، وعلىالثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقتعليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبواإن الله هو التواب الرحيم).
وقد تعجب من وضع هؤلاء ضمن العظماء رغم تخلفهم عنالغزو. ولكن تم وضعهم لصدقهم وخوفهم من الله. ولذلك تاب عليهم فيحين انه ذم المنافقين بقوله: (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بماكانوا يكسبون، يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لايرضى عن القوم الفاسقين).