كلمة في حق رجل الأعمال محمد بوعماتو/ اسماعيل الرباني
ما من أحد في موريتانيا؛ غنيا كان أم فقيرا، إلا ولأيادي رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو البيضاء حق عليه، فإما أن يكون غنيا ساعده في الوصول إلى الغنى قروضا أو تسهيلات، وإما أن يكون فقيرا استفاد من تشغيله أو مساعدته أو علاجه.
وتبدو عظمة الرجل للعيان، عندما ينال حقه في الاحترام والاعتراف بمزاياه وهو لا يزال بين ظهرانينا، في تحد واضح للقاعدة التي تحكم عظماء البلد، والتي تقول إنهم لا ينالون الاعتراف بعظمتهم ما داموا أحياء يرزقون. ولا غرابة في ذلك، فالرجل أنفق حياته؛ أطال الله بقاءه، في خدمة البلد، سواء على مستوى إنعاش الاقتصاد من خلال مجموعته التجارية التي وفرت آلاف فرص العمل وضخت العملات الصعبة في الدورة الاقتصادية، وسواء على المستوى الخيري من خلال هيئته الخيرية التي وفرت العلاجات المجانية لمرضى العيون، وساعدت الفقراء المحتاجين الذين يعانون شتى الأمراض. ويأتي القدر ليكشف المعدن النفيس لولد بوعماتو، فتضطره الظروف لترك الرقعة الأرضية التي عاش عليها ومن أجلها، فيزداد الجميع قناعة بأن غيابه كان خسارة للفقراء الذين اكتشفوا أن وجوده في الوطن كان يغطي فوهة بركان من آهاتهم وآلامهم، التي لم تجد بعد غيابه من مجيب، خاصة أؤلئك الذين يؤمون مستشفى العيون في مقاطعة لكصر لعلاج أغلى ما يملكه الإنسان بفعالية ومجانية؛ وما أكثرهم حين تعدهم، ولكن حين تعد من يشعر بمأساتهم بعد ذهاب ولد بوعماتو تجدهم صفرًا. إن وجود الرجل في المنفى لم يحل بينه وبين السعي لإسعاد فقراء بلاده، فهو يتذكرهم دائماً ويعمل ليل نهار من أجل استمرار خدماته الخيرية التي يستفيدون منها، ولكن الدولة؛ التي لم توف الرجل حقه، لم تترك أياديه البيضاء المبسوطة تصل إلى حيث أراد، فها هو البنك المركزي الموريتاني يتحفظ على مبلغ 400 مليون أوقية حولها رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو إلى هيئته الخيرية من أجل تمويل خدمات مستشفى لعيون، رافضا تمرير التمويل، وكأنه يحاسب الفقراء لإظهارهم أن تصويتهم للرئيس الحالي كان تلبية لطلب ولد بوعماتو، وليس شيئا آخر، حينما قرروا الخروج في شوارع نواكشوط ونواذيبو وبقية مدن الداخل لمؤازرته في وجه محاولات تفليس مجموعته التجارية وإغلاق هيئته الخيرية من قبل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز. لقد انتصر الشعب لولد بوعماتو، وخرج المواطنون في مهرجانات ووقفات احتجاجية للتضامن معه، وردد المتظاهرون شعارات تندد باستهداف مصالحه؛ التي عبروا عنها بمصالح الفقراء. لقد هتف الآلاف لحياة وعودة ولد بوعماتو، بعدما أدركوا مكانة الرجل الذي قدم الكثير لموريتانيا، وكان خير معين للفقراء والمعدمين، ومستحضرين فضل الرجل على الدولة الموريتانية منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث كان من أهم الركائز التي بني عليها الاقتصاد الموريتاني خلال العقدين الأخيرين. ولقد اعتبر الكثيرون أن استهداف ولد بوعماتو بدأ منذ فترة، وبلغ مرحلته النهائية من خلال فرض ضرائيب مجحفة على مؤسساته، دون أن تستند تلك الضرائب لأي قانون؛ مستغربين في الآن ذاته استهداف تلك المؤسسات دون غيرها. وباختصار شديد؛ فالجميع يدرك بر ولد بوعماتو لوالدته، وأعماله الخيرية التي تشمل الإنفاق على الفقراء والمحتاجين، وتغليبه لمصلحة وطنه حتى في مجال استثماراته وتجارته وأمواله الخاصة، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: توفير الغاز المنزلي، توفير النقل الجوي، توفير أول شبكة للهاتف الخلوي، توفير مستشفى مجاني لأمراض العيون… إلى غير ذلك مما يضيق المجال عن حصره.