رحم الله الموظف أحمدو ولد محمد سلطان
تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة أحمدو ولد محمد سلطان تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته وذلك يوم الاربعاء 28 أغشت 2013.
أحمدو ولد محمد سلطان من موظفي الدولة الذين خدموها طيلة حياتهم المهنية وجسدوا علي أرض الواقع صورة الموظف الملتزم. دخل الوظيفة العمومية وترقى في أسلاكها ومناصبها وفق المساطر التنظيمية العادية: من محرر إدارة عامة إلى إداري مدني ومن رئيس قسم إلى مدير عام ثم مستشار فني لوزير الوظيفة العمومية، قبل أن يستفيد من حقه في المعاش ويعتزل في منزله في ضواحي نواكشوط.
لقد سمعت بالمرحوم قبل أن أدخل الوظيفة العمومية. لفد شاع عنه التزامه بتطبيق النصوص واحترام الوقت وسعيه الجاد في تطوير الإدارة نحو المهنية، على درب مؤطره الأول ومدير الوظيفة العمومية لفترة 15 سنة السيد كمرا سيدي بوبو.
وجدت أثاره عند ما بدأت العمل في ادارة الوظيفة العمومية منتصف ثمانيات القرن الماضي. رأيت مسودات مذكرات ورسائل ومشاريع نصوص بخط يده تنم عن كفاءة وثقة عالية في النفس وقناعة بالدولة.
عرفته بعد ذلك عند رجوعه لإدارة الوظيفة العمومية كمدير ما بين سنوات 1994 و2000؛ حيث عملت معه كمدير مساعد. لقد كان إداريا محنكا وموظفا حاذقا. كان يبذل جهدا في مساعدة الضعيف حتى ينال حقه ويقف في وجه القوي اذا أراد التطاول على القانون.
لقد عانى كثيرا من مواقفه، فأقيل من الإدارة في المرة الأولى لأنه طبق النصوص على الجميع.
عانى من وجود رئيس للجمهورية من قبيلته.
عانى من عدم تفهم البعض للقوانين وإصراره على خرقها.
عانى من عدم الاعتراف بالجهود المبذولة من أجل إصلاح الإدارة وتطوير الوظيفة العمومية. وعانى من المرض في السنوات الأخيرة من مساره المهني.
لقد مضى بوفاة أحمدو ولد محمد سلطان أحد أبناء الجيل الأول لبناة موريتانيا الذين كان همهم الوحيد هو خدمة الوطن.
تعازينا لأسرته الكريمة ولموريتانيا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمدن ولد اباه ولد حامد، إداري مدني