Camara Seydi Moussa: لماذا يحتقرنا ولد عبد العزيز إلى هذه الدرجة
تحدث أحد رجال الدولة ذات مرة إلى شعبه قائلا: قل أي شباب لديك، أقل لك أي شعب أنت. لكن الموريتانيين يمكن أن يعرفوا بطريقة أخرى مثل نوعية الرجل الذي يحكم البلد. فعندما يكتشف الآخر الرئيس ولد عبد العزيز يستطيع أن يعرف بسهولة ما هي موريتانيا.
فهي دولة أخرى من القارة المتحللة، عالم أصبح مجنونا.
لقد استمعنا إلى الرئيس فى لقائه المعتاد مع الشعب، لقد بدا ازدرائيا وقليل التواضع ينظر إلى الشعب من أعلى كرسيه ليحدثه عن موريتانيا التى تخصه هو. لقد أراد أن يقول لشعبه إنه يعرف كل شيء ومطلع على الجميع حتى أنه يعرف الأسئلة التى ستطرح عليه قبل أن تطرح وأن كل شيء على ما يرام فى البلد.
ولد عبد العزيز قال بسخرية ولا مبالاة إن موريتانيا قبله لم تكن. وأنه لم يرث شيئا سوى البؤس وأن ما نعيش فيه الآن إنما هو من جهده هو وحبه للبلد التى لا يحابي فيها أحدا، دون أن يتحدث عما يفعله أقاربه اليوم. قال إنه حارب البطالة وأنها نزلت حسب أرقامه هو من 30 إلى 10 بالمائة. وقال إن أرقام الأمم المتحدة التى تظهر عكس ما قاله لا تعدو كونها مجرد استقراء خاطئ. فالنسبة له فإن الفقر قد هزم هزيمة نكراء.
لكن وراء خطاب من يصفق لنفسه فإن كل أحد فى هذا البلد لا يرى في هذا الخطاب سوى الشتيمة لموريتانيا التى تتخبط فى الفقر وانعدام الأمن. إن حصاد ولد عبد العزيز سيء على كل المجالات. فعلى المستوى الاقتصادي يعرف الرئيس نفسه أن الأرقام التى قدمها لا تطعم جائعا ولا تؤوى متشردا وأن الموريتانيين يعيشون فى حالة فقر خصوصا فى الأحياء العشوائية التى يبدو أن السيد الرئيس لا يهتم بها.
بالنسبة للصحة فإن الرئيس وقومه لا يتعالجون هناك حتى يتعرفوا على مستوى خدمات الصحة، فالعلاج فى مستشفيات موريتانيا هو وصفة للموت البطيء، فلو نظرت إلى مركز صحي فى مدينة سنغالية صغير كرشاد تول لوجدت الموريتانيين يتعالجون فيه أكثر من السنغاليين.
أما التعليم فهي صفعة أخرى يتلقاها هذا الشعب، فالتعليم هو أساس مشكلة البطالة حسب ولد عبد العزيز، متناسيا أن الشباب العاطل تخرج من أكبر الجامعات والمعاهد فى العالم. كما أن أبناءه وأبناء وزراءه لا يدرسون فى مدارس موريتانية.
على أية حال تابعنا مرة أخرى سيركا سنويا كما هو فى الماضي، فلا الرئيس ولا المصفقون ولا الشعب بالأحرى مقتنع بما قيل. فهي لا تعدو كونها فرصة لنكتشف نحن والعالم أكثر شخصية الرجل الذي يحكم موريتانيا. الرجل الذي يقضى ليلة تامة فى ترديد الحماقات والتناقضات.
Le nouvelle expression Mauritanie
ترجمة “الصحراء”