عن رواية كافكا على الشاطىء
محمدعبدالله
الزمان أنفو ـ
“كافكا على الشاطئ” من أشهر روايات الأديب الياباني هاروكي موراكامي،ترجمتها للعربية إيمان حرزالله .
وهي رائعة خالدة مركبة ومتعددة الطبقات، يأخذ خلالها موراكامي القارئ في رحلات غرائبية لم تعرفها قبله روايات مترجمة.
بطلها كافكا هو فتى مليء بحيوية الشباب مندفع للبحث عن معنى للحياة ويسعى للحرية. لكن عبث الأقدار يأخذه لاتجاهات لا تخطر له على بال .
صدرت الرواية بترجمتها البديعة لـ ايمان حرز الله،عن المركز الثقافي العربي.
أثارت جدلا كبيرا حيث يمكننا مطالعة سيل التعليقات والحوارات، على صفحات الكتب والمجلات الثقافية.
وكان لافتاً الجو الغرائبي، “الميتافيزيقي”، الفلسفي الذي يسود هذه الرواية التي تدخل الموسيقى والأدب والفلسفة وألف ليلة وليلة كهامش يبني أفكار المتن. ..عجوز يجيد محادثة القطط، أسماك تهطل من السماء، جنود يعيشون في غابة منذ الحرب العالمية الثانية، حجر سحري قد يقود إلى خراب العالم أو خلاصه.
أجواء غريبة يحفل بها كتاب كافكا على الشاطئ، ابتدعها عبقري الأدب الياباني هاروكي موراكامي..
ورأى المعلقون أن أجواء الرواية بقدر ما هي غرائبية بقدر ما هي بسيطة تحتفل بسحر الحياة وتدافع عنها، وذلك من خلال حكايتين متوازيتين متقاطعتين، حكاية عجوز يبحث عن نصف ظله الضائع. وفتى في الخامسة عشرة من العمر هارب من لعنة أبيه السوداء. وبينهما عوالم ومدن وشخصيات ورحلات شبه ملحمية تلخص جميعها حول البحث عن الحب، ومعنى الموت، وقيمة الذكريات، رواية لا تدفع كل واحد منا فحسب إلى تأمل الحياة، بل تستفزه لكي يغيرها أو لكي يغير نفسه فيها ويبدأ رحلة البحث عن بوصلته الضائعة.
اقتباسات من رواية كافكا على الشاطئ
مع كل فجر جديد لا يكون العالم هو نفسه، ولا تكون انت الشخص نفسه.
بعض الناس لا يحبون أن يكونوا أحرارًا. ولو صاروا أحراراً فعلاً ، فسيقعون في مأزق حقيقي
يمكنك وأنت مستيقظ أن تقمع الخيال، أما الأحلام فلا يمكنك قمعها.
بركة ماء مظلمة تحاصرني على الأرجح أنها موجودة طوال الوقت. مختبئة في مكان ما. لكن عندما يحين الوقت تندفع مياهها في صمت، تقشعر كل خلية في جسمك. تغرق في ذلك السيل الجارف محاولا التنفس. تحاول الوصول الى منفذ ما عند سطح الماء، تكافح، لكن الهواء الذي تفلح في تنفسه جاف يلسع حنجرتك. ماء وعطش، برد وحرارة – أضداد تجتمع ضدك . العالم كون واسع، لكن الفضاء الذي سيحتويك _ و الذي ليس بالضرورة أن يكون كبيرا جدا – لا وجود له . تبحث عن صوت. فماذا تجد؟ الصمت. تبحث عن الصمت، فماذا تسمع؟ ليس إلا نذير الشؤم إياه يعيد نفسه مرارا.