بين تباكي عزيز و بكاء ذبابه / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو ـ بلغة غاية في الركاكة (“زواج سفر” ، اندباط”)، و أفكار مضطربة ، تأخذ من كل شيء و لا تعطي أي شيء و أكاذيب لا يعرف صاحبها الخجل ، حاول ولد عبد العزيز بالأمس أن يحسن من صورته فأساء إليها ، ناسيا أن من وصفهم بأنهم بلا “دمائر” هو من أسسهم و سلطهم على الشعب و مكنهم من كل شيء و متناسيا أنه كان الأسوأ من بينهم بلا منازع ..
كل عيوب ولد عبد العزيز و كل مساوئ نظامه حولها إلى انتقادات لخلفه بما يذكرنا عند مجيئه (لا رد الله بمثله) ، باختطافه لخطاب المعارضة و دعاية “رئيس الفقراء” التي حولها إلى حقيقة على الأرض بتجويع كل الشعب و احتقاره و تفقيره ..
لقد أبدع ولد عبد العزيز حقا يوم أمس في تبرير الغباء بالغباء و تبرير النهب بالنهب و تبرير الكذب بالكذب ..
لقد اخترت أصحابك (من تصفهم اليوم بالخونة) ، على معايير واضحة : النفاق و التزلف و الخيانة و الخوف من كل من يعطيهم أو يمنعهم .
فماذا تنتظر منهم اليوم ، كأنك تنسى أنك أكثرهم جبنا و خيانة و تزلفا و كذبا و نفاقا (يوم كنت في مواقعهم) .
حديث ولد عبد العزيز بهذه اللهجة و انتقاده للجميع و اتهامه للجميع ، احتقار ما بعده احتقار للشعب الموريتاني و هو أمر لا نستبعده على من خان دينه و خان أمانته و خان عهده ..
كان ولد عبد العزيز تافها حين حكم حوالي خمسة عشر عاما ، لم يتذكر فيها أن أفلام “مجموعة وطنية تستحق الاحترام” إلا اليوم !!؟
كان تافها ، حين تحدث عن فساد القضاء و صدور الأوامر العليا للقضاة ، تماما كما كان يفعل ، ناسيا أن كل القضاة في المحاكم اليوم هم أنفسهم من كانوا يصدرون الأحكام في عهده !!
كان سخيفا و تافها حين نسي أن من ينعتهم اليوم بالنفاق و الطاعة العمياء و الخيانة ، هم كانوا رجال عصابات نهبه ؛ وزراء و أمناء عامون و سفراء و مدراء …!!
و قد كذب ولد عبد العزيز حين قال (متأسفًا) ، أنه هو من دعم غزواني و أوصله للحكم : لقد انضم ولد عبد العزيز إلى حملة غزواني حين فهم (و يكفيها وضوحا أن يفهمها عزيز) ، أن اللعبة أكبر منه و أنها تدار من فضاء لا يمكنه وصوله و حين أدرك أن لا مكان له في مستقبل الحكم (مهما فعل)، لم يترك أي طريقة لإفشال حملة غزواني إلا وسلكها كما يعلم الجميع ؛ فبماذا تمن على الرجل اليوم يا هبنقة زمانه.
هستيريا ولد عبد العزيز تدل على عمق حكمة الكاتب الإيرلندي الساخر بيرنارد شو “الجاهل إذا تكلم أخطأ و إذا سكت أخطأ و إذا ذهب ضل جدا” .
سيظل ولد عبد العزيز يتخبط في الأخطاء حتى يودع السجن ..
لقد كنت متأكدا من حتمية سجن ولد عبد العزيز منذ أول أيام اغتصابه للسلطة بغبائه و تسلطه و غروره و احتقاره للجميع و جهله لخطورة الشعوب ..
كان مصيره واضحا لكل عاقل من أول يوم .
ويخطئ طبعا كل من يعتقد أن ولد الغزواني يمكن أن يسجن عزيز أو حتى يضايقه و يخطئ أكثر بكل تأكيد كل من يعتقد أن الرئيس غزواني يمكن أن يحمي عزيز من السجن .
محجوزات عزيز تعد (حتى الحين) ، بعشرات المليارات و عليه فقط أن يبرر من أين له بها ، فأين وجه التعقيد في هذا الأمر ؟
و ما حاجة غزواني إلى التدخل لتجريم عزيز ؟
و بماذا يستطيع غزواني أن يتدخل لحمايته ؟
لقد أجرم عزيز في حق هذا الوطن و هذا الشعب و عليه أن يواجه جرائمه ، ليس إلا .
و على كل من يدافعون عن حماقات عزيز بالتحامل على المجتمع أن يفهموا أن ملاحقتهم القانونية لا يحول دونها غير تسامح المجتمع و ترفعه عن سخافتهم ..