افتتاح مهرجان تيشيت الرسائل والأفاق
كتب عبدالفتاح ولد اعبيدن:
الزمان أنفو- /يوم الجمعة 20/1/2023 تم افتتاح مهرجان تيشيت من قبل السيد الرئيس بخطاب مقروء و مشحون بالأساليب اللغوية الجيدة و المضامين الثقافية و السياسية النوعية،حيث أكد السيد الرئيس أن حرية التعبير مصونة و حذر من النفس القبلي ضمن إشكالية و نزاعات الملكية العقارية،و رفض السير فى اتجاه سلبي بهذا الصدد،مبشرا بالعمل على حل هذه الإشكالية و الدور الفعال للقضاء فى هذا الموضوع.
و تعتبر مشكلة الماء الشروب من أهم تحديات ساكنة تيشيت،و قد تم تدشين مشروع الماء لتعزيز فرص المدينة التاريخية بهذا الجانب الأولوي،و ستبقى مصاعب الطرق المفضية لتيشيت مطروحة،و بوجه خاص الطريق الرابط بين تجكجة و تيشيت،و الذى يحتاج لجهود نوعية للتغلب على نسبة من هذا الإشكال الحقيقي،الذى سيظل مساهما للأسف فى عزلة تيشيت، ما لم تسعى الجهات المعنية للتعامل بعناية و حزم مع مصاعب هذا الطريق،و فى مجملها رمال عاتية متراكمة على طول هذا الطريق الرابط بين تجكجة و تيشيت(220كلم).
و فى حفل الافتتاح بعد كلمة عمدة تيشيت الممتازة جاء خطاب الوزير محمد ولد إسويدات الحافل بالمعانى المثمنة لمكانة تيشيت و حتى مختلف مدائن التراث فى هذا الوطن العزيز و ربطها بعمقها العربي و الافريقي و الإسلامي.
ثم جاء خطاب المدير العام لإذاعة موريتانيا محمد الشيخ ولد سيد محمد عند تدشين توسعة لنشاط الإذاعة فى تيشيت و كان خطابا نوعيا ممتازا لفت الأنظار و سجل بصمة الإبداع و الإتقان،رغم ما قد تثيره من حسد لدى البعض.
و لعل أهم رسائل مهرجان تيشيت الاهتمام بالعمل الاستعجالي على حل أقسى أوجه معاناة بعض مدائن التراث فى هذا البلد،فلقد كان من الحوادث الطريفة فى هذه البلدة القصية (تيشيت)أننا اشترينا ” كيص” ماء طيبة 12 علبة ب 2500 أوقية قديمة،بعد أن قال البائع 3000 ثم خفض إلى 2500 مردفا ماءنا مالح فقصدنا بهذا الغلاء تذكيركم بحاجتنا الماسة للماء الصالح للشرب.
فعلا استجابت الجهات المعنية لهذا الطلب الملح و دشن السيد الرئيس مشروع تعزيز قدرات تيشيت للتزود بالماء البارد،و كان ذلك فى اليوم الأول عند افتتاح مهرجان مدائن التراث فى نسختها الحادية عشر.
و كانت الرسالة الأساسية من خلال افتتاح هذا المهرجان استمرار الاهتمام بالتراث الموريتاني و بذل كامل الجهد للوصول لهذه الغاية الثمينة الجوهرية.
لقد مثل بذل كل هذه المقدرات المعنوية و المادية و حضور هذا العدد الكبير من المشاركين و المتابعين و المؤطرين و حضور الرئيس شخصيا و على مدار 48 ساعة تقريبا و جمع من الوزراء من مختلف القطاعات دليلا مقنعا على مدى الاهتمام الرسمي و الشعبي بمهرجان تيشيت الغالية.