ديناصورات الفساد ومضاعفة الدخل المادي ..
هل تعلمون انه في موريتانيا يوجد أكثر من 10 اسكانير مما يعني أننا أكثر اسكانيرات من السينغال وكوت دفوار ومالي وغينيا و أقل عدد سكان ومع هذا يموت المرضى قبل الحصول على ميعاد او يتوجهون إلى احد هذه الدول….
اليوم سأتكلم عن واقع عاشه الكثير منكم و هو واقع معاش وحقيقي و مؤلم, يعاني منه المواطن الموريتاني يوميا في المستشفى الوطني, و يتمثل في صعوبة اجراء فحوصات الاشعة, رغم اغتنام العديد من الاجهزة الحديثة, إلا أنه و بفعل اولئك الديناصورات الفاسدة بل و القاتلة, اصبح يُفرض على مرضانا الدخول في طوابير طويلة من المواعيد قد تتجاوز الشهر, مما تسبب و يتسبب في موت المئات من اولئك المرضى المنتظرين للفحص قبل تشخيص مرضهم و قبل الموعد المحدد لهم, في حين أن الأحسن حظا من بينهم و الناجي من الموت يصاب بعاهات مزمنة, بسبب تأخير الفحص و الذي يؤدي بدوره إلى تأخير التشخيص …فتأخير العلاج .. فتفاقم العاهة المرضية… فالإعاقة الدائمة .
ولذلك نلاحظ توجه الكثير من المواطنين الموريتانيين إلى السينغال, من اجل اجرا تلك الفحوصات بدون أي انتظار و بدون طوابير, رغم ان عدد سكان السينغال اكبر من عدد سكاننا و رغم كذلك ان اجهزة اسكنير عندنا اكثر بكثير من اجهزة اسكنير في السينغال( عندنا 10 جهاز اسكنير). إذن فما سبب كل هذه الطوابير و الهجرة إلى السينغال:
إن من أهم اسباب تلك الطوابير الطويلة والمصطنعة عمدا و ذلك التأخير المقصود سلفا هو:
• السبب الأول الاستمرار في التعطيل العمد والمقصود لعمل أجهزة الاشعة في داخل البلاد, بهدف تغذية السوق الخاصة( اوكار الديناصورات ) في العاصمة انو كشوط بالمرضى, مع العلم بأن نقل المرضى المصابين بمشاكل حادة في الدماغ او الحبل الشوكي, من الداخل إلى العاصمة بظروف النقل المعروفة, يتسبب في الكثير من الوفيات قبل الوصول إلى العاصمة بالإضافة إلى تفاقم و تعقيد حالات الناجين من الموت اثناء النقل, مما يتسبب في كثير من الأحيان في عاهات دائمة.
• أما السبب الأساسي الثاني فهو أن كبير الديناصورات لا يقدم الخدمة في المستشفيات العمومية سوي يوما واحدا في الاسبوع, و غالبا ما تقتصر تلك الخدمة المحدودة على معارفه الشخصيين, أما بقية أيام الأسبوع فيخصصها ذلك الديناصور لوكره ” عيادته” المجاور للمستشفى.
• و السبب الثالث هو النقص الحاد في تكوين الاطباء في تخصص الاشعة, لأن كبير الديناصورات الذي علمهم الفساد يقف ضد ذلك التكوين و من زمن طويل, ظنا منه أن تعدد الأخصائيين في الاشعة سيفسد عليه سوق مص دماء المرضى الفقراء.
• أما السبب الرابع فهو وقوف الديناصورات ضد ابرام أي عقود مع أخصائيين في الأشعة….
فهذه النقاط الاربعة من أهم أسباب مئات الوفيات و آلاف الإعاقات الدائمة التي تعرض و يتعرض لها مواطنينا منذ اكثر من ثلاثين سنة بطريقة مدروسة و مقصودة و محبوكة من طرف ديناصور أراد بناء قطاع الصحة على هذا الشكل التجاري القاتل…. و لذلك يجب على جميع المواطنين اليقظة و عدم التسامح مع مثل هذه الاخطاء و تقديم شكاوى في المحاكم ضد هذا النوع من التآمر على صحتهم بل و على حياتهم, و أنا على استعداد للتعاون مع أي متضرر, من اجل ان يأخذ حقوقه من هؤلاء الديناصورات القاتلة, و من اجل ذلك هذا بريدي الإلكتروني للتواصل.
بقلم: الدكتور محمد ولد أممد
كلية الطب تخصص أشعة