الإسلام دين الرحمة والسلام..ندوة فكرية في أنواكشوط
الزمان أنفو – أقامت مؤسسة رسالة السلام للدراسات والبحوث الإسلامية بالتعاون مع مؤسسة الموريتاني للنشر والتوزيع مساء أمس الخميس ندوة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط تحت عنوان “الإسلام دين الرحمة والسلام”، أنعشها عدد من المفكرين تناولوا هذه المفاهيم في إطار فهم الخطاب الإلهي، وتنزيله التنزيل الصحيح.الندوة استهلت بكلمة للأستاذ حي معاوية حسن رئيس فرع المؤسسة بموريتانيا وضع فيها الندوة في سياقها، وجاء فيها”السلام عليكم ورحمة الله وأهلا بكم وسهلا في هذه الندوة التي تتناول خصائص رسالة الإسلام، رسالة السلام والمحبة والعدل والرحمة والحرية، والتي تنظمها مؤسسة الموريتاني للنشر والإعلام والتوزيع.السادة الكرام: تتجلّى رحمة الله بعباده بدين الإسلام، فالإسلام دين يُسرٍ ورحمةٍ، إذ كلّف الله عباده ما يستطيعون القيام به، وإن تعسّر الأمر عليهم، خفّف عنهم من أصل التشريع، كالقصر في الصّلاة، والإفطار في نهار رمضان للمسافر، ثمّ إنّ الله رفع عن أمته الإصر الذي كان على الأمم السابقة، فقد أوقعوا أنفسهم بالمهلكة؛ بكثرة المسائلة لأنبيائهم.وأوصى الإسلام المسلمين بالتراحم فيما بينهم، فقال -تعالى-: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)،[٢] وجعل الله رسوله محمد رسولاً الرحمة، ولا تقتصر هذه الرحمة على المسلمين وحسب، بل امتدّت لتشمل غير المسلمين، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الراحمون يرحُمهم الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ يَرْحَمْكم من في السماءِ).ومن مظاهر الرحمة في الإسلام أن فرض الله على عباده من الفروض ما يستطيعون القيام به دون مشقةٍ؛ فالصّلاةُ خمس مراتٍ في اليوم واللّيلة، والصّيام شهرٌ واحدٌ في السنة، والحجّ مرةٌ واحدةٌ في العمر، والغالب في هذه الفروض أنّ شرع الله فيها الاجتماع بالمسلمين معاً؛ ليخفّف على كلِّ واحدٍ منهم القيام بها، وليتعاظم الأجر.أما السلام فهو اسم الله وتحية المسلمين، وداره هي الجنة، وقد ربط الإسلام حياة المسلمين بكل معاني وحقائق وأوصاف السلم، ونادى على كل من ينتسب إلى الإسلام بالدخول في السلم في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً).وحقيقة السلم تقع على ثلاثه معان من حيث الاشتقاق: فهو أولا من السلامة وهي النجاة من أي مضرة، وكذا على المسالمة وهي ترك المقاومة، يقال أمسالم أنت أم محارب، كما يطلق على الصلح والمساومة، وهذه المعاني الثلاثة تنطبق على دين الإسلام، فكان المقصود بالسلم في الآية.وقل نفس الشيء عن العدل والحرية والمساواة فهي مقاصد إسلامية أصيلة.وحول هذه المحاور ومكانة هذه المفاهيم في فكر مؤسسة رسالة السلام، والمكانة التي تحتلها في مؤلفات الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، تتنزل هذه الندوة التي ينشطها أياتذة كرام، ومفكرون أجلاء.أهلا بكم وسهلا في رحابها، ومتابعة مفيدة وتبادلا للرأي والأفكار حول هذه المواضيع..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.تناول الكلام بعد ذلك الأستاذ مجدي طنطاوي وكانت مداخلته جامعة مانعة حول رسالة الاسلام التي تتمثل في تطبيق القرآن والارتباط به وتمثله وتدبره والانطلاق منه عقيدة وممارسة ومنهج حياة في ضوء مؤلفات الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، وركز الأستاذ على دعوة الله للناس التي تتبناها مؤسسة رسالة السلام ليعيش الانسان يستمتع في حياته ويرتقي بأخلاقه ويطبق المنهاج الرباني الذي يدعو للخير بكل صفاته ( فاستبقوا الخيرات ) أي كما قال الله سبحانه ( وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولاتنس نصيبك من الدنبا واحسن كما أحسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لايحب المفسدين ) وقول الله سبحانه : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان ) وقوله الله سبحانه ؛ ( واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ان الله بما تعملون بصير )وقول الله سبحانه : ( وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين ) وقول الله سبحانه ؛( ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) وقال الله سبحانه
وما تقدموا لانفسكم من خير تحدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير) وتلك بعض الايات التي يأمر الله الناس جميعا بالسعي للخيرات وكل ماينفع الانسان يحقق له المسرات تطبيقا للشريعة الالهية والمنهاج الرباني الذي يجعل الناس يحيون حياة طيبة يحيطها الرضى والسرور وتبادل المنافع والخيرات كي لا يبقى في المجتمع فقير اوسائل او محروم اوجائع او بائس او مظلوم”.ثم تدخل الفقيه نوح عيسى وقد تحدث عن رسالة القرآن الشاملة التي تشتهدف التدبر والتمعن والتفكير، وصال وجال في ذلك الموضوع، محاورا ومستنطقا مؤلفات الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.أما الأستاذ أماي الخليل فقد تحدث عن مضامين رسالة السلام التي جاء بها الإسلام قائلا “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: انه لشرف لنا كبير ان نحضر هذه الندوة الفكرية التي تنظم تحت عنوان الاسلام رسالة الرحمة و السلام وعليه سنحاول قدر المستطاع التطرق لبعض جوانب هذه الندوة المعنون: بالرسالة الالهية للناس جمعا ايها الحضور الكريم لقد كلف الله عز وجل رسوله الكريم بابلاغ رسالته لكافة الناس رغم اختلاف الوانهم والسنتهم رسالة تهدف لعبادة الواحد الاحد واتباع كتابه الكريم بقوله عز وجل: اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ماتذكرون كل ذلك من اجل اخراجنا من الظلمات إلي النور حين نتخذ القرآن الكريم منهاجا ينير حياتنا اليومية بتطبيقنا الشريعة الالهية كسلوك و تعامل مبنيا علي الرحمة والعدل و الإحسان والتسامح”وتحدث الأستاذ سيدي انجاي مترجما مبادئ الدعوة التنويرية باللغة البولارية.وألقى الأستاذ محمد أحمد حبيب الله ورقة تحت عنوان الإسلام جاء لإسعاد البشرية، جاء فيها:رغم مايحويه العنوان مفاهيم لا تتسع لها ورقة واحدة..إلا اني سأحاول بلورة الافكار في فقرات :الفقرة الأولى مفهوم السعادة،.الفقرة الثانية السعادة في المنظور الإسلامي..الفقرة الثالثة ما يحققه الإسلام من السعادة الدنيوية،والاخروية من خلال القرءان الكريم ،..من خلال فكر المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي اولا: مفهوم السعادة من مفاهيم السعادة انها شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان، والأدلة علي ذلك من القرآن يلي: قال الله تعالى:(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة( (النحل). وقال تعالى:(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) (طه).وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(ليس الغنى عن كثرة المال ولكن الغني غني النفس).السعادة ليست في الماديات فقط السعادة في المنظور الإسلامي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط، وإن كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة ذلك أن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته لذا كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي كأثر مترتب على السلوك القويم.وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها، قال الله تعالى:(والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) (النحل)، وقال الله تعالى:(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) (الأعراف)، وقال (صلى الله عليه وسلم):(من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح).الإسلام يحقق السعادة الأبدية للإنسانلقد جاء الإسلام بنظام شامل فوضع للإنسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية والأخروية ويضمنها له. فقد جاء الإسلام للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على: النفس والعقل والمال والنسل والدين فالسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين :السعادة الدنيوية فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى, إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة قال الله تعالى:(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) (النحل).وقال تعالى:(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا)(القصص) وقال تعالى:(فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) (التوبة)السعادة الأخروية: و هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا قال الله تعالى:(الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) (النحل), وقال تعالى:(للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين)) النحل).الحياة الدنيا ليست جنة في الأرض.
وفي نهاية هذه الورقة اختم بتضمين فقرة للمفكر الدكتور محمد عالي الشرفاء يقول فيها..”إن الله انزل كتابه على رسوله عليه السلام ليهدي الناس لكل ما يحقق لهم الخير والصلاح والسعادة والسلام في الحياة الدنيا، ويجنبهم أهوال عذاب يوم القيامة المعدّ للكافرين الذين ضلوا طريق الحق وتكبروا على آياته وإرشاده لهم إلى طريق الخير والرشاد. فإذا اتبع المسلمون هدي القرآن وأدركوا مقاصد آياته التي تدعوهم إلى التمسك بشريعته ومنهاجه لتحقيق سعادة الإنسان في الحياة الدنيا وتكفل له الجزاء الأوفى يوم القيامة وذلك من خلال الالتزام بشرعته عملا بها، وبمنهاجه سلوكا في التعامل بين الناس جميعا، وقد وصف الله سبحانه أهداف القرآن بقوله (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا).وتناول الصحفي المصطفى محمد محمود السلام في القرآن وتعاليم الإسلام انطلاقا من مؤلفات الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.اما عضو المؤسسة أمين المشاريع الثقافية باتحاد الأدباء الموريتانيين محمد ناجي الواثق فقد تحدث عن الإسلام كرسالة رحمة ومحبة بين العالمين.ملقيا الأضواء على كتاب رسالة الإسلام متحدثا عن أضلاعها الأربعة.