الأستاذ عبدالله ولد ابوه يدون بمرارة عن واقع المدرس ببلاد شنقيط
في تدوينة تنضح صدقا كتب الأستاذ " ادله" عن واقع زملائه الأساتذة والمدرسين ورسم صورة قاتمة لحال أغلب المدرسين في موريتانيا،وقام زميله محمدالسالك بنفض والغبار عن التدوينة ووضع لمسات عليها لنشرها من جديد،فأردنا مشاركة قراء الزمان انفو لأنها برأينا تستحق القراءة:
الزمان انفو – كتب زميلي عبد الله ولد ابوه الملقب ادلل استاذ الفلسفة في ثانوية افديرك :
ربع قرن حتي الآن هو عمري الوظيفي وهو ايضا عمر اشياء لاتزال تشكل جزء من هويتي كمحفظتي البالية وبذلتي القديمة وحذائي المتآكل..
بعد تخرجي بخمسة اعوام استطعت بناء بيت واحد وعريش وكوخ صغير وتزوجت،وفي السنة الثانية رزقت بإبنة اتفقت انا وزوجتي ان نسميها آمال املا في تغير الواقع وطمعا في حياة كريمة.
وكان لي جيران محمود الاسكافي. ومعطلل الحوذي والمختار السائق اشخاص احببتهم طيبون وبسطاء تقرأ في تجاعيد وجوههم ماضي الحارة وقساوة الٱوبة التي انتصروا عليها في نهاية المطاف يحبون الحياة ويتشبثون بها.
وهناك مثل صيني يقول إن الإنسان يتحدد عبر جيرانه وهذا ليس ادعاء للطيبة ؛ فأنا ربما فعلت في الثقافة فعلتها ففي نظر روسو أن الإنسان طيب بطبعه وأن الذي أفسده هو الثقافة .
كبرت آمال وتضاءل الأمل لأنه لا شيئ تغير سوي أن محمود استطاع بناء بيت آخر اما معطلل فقد تخلص من الحمار وورثه ابنه تلميذي سابقا وقد اخبرني تلميذي بسر أن أباه قال له ذات مرة بعد ان اخبرته برسوبه شد علي الحمار يابني واكدح لنفسك حتي لاتكون حياتك كحياة #الكراي
اما المختار فقد اكتتب من ضمن آخرين في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم وقد تحسن حاله كثيرا لاسيما مع سنوات العصر الذهبي للمناجم.
تغيرت ملامح الشارع بفضل تغير واقع الناس ووفق منطق تطور الأشياء ؛ وحده بيتي بيت #الكراي كما يسميه الجيران بقي علي حاله وكٱنه شيئ ثابت وسط عالم متغير…
تعاتبني زوجتي في عجزي عن مجاراة الجيران وتسخر من كلامي حين أقول لها انني موظف انتمي الي الطبقة المتوسطة متسائلة اذاكان هذا هو حال الطبقة المتوسطة فٱين هي الطبقة الدنيا سؤال يخجلني ولا أملك له جوابا.
مايهمني هو طلابي فليعذروني إن تثاءبت كثيرا قبل الدرس فٱنا مرهق ومتعب…
وليعذروني حين آتي متثاقلا كٱني أحمل جبلا فوق ظهري فقد خارت قواي.
وليعذروني حين لا ابدو أنيقا لٱن مسح غبار الرصيف عن الأحذية أصبح يعريها فيبدو تشققها ؛ وبذلتي المتآكلة من الداخل تكشف عورتها ا أبسط حركة مني أو من نسيم الريح.