ما هو السيانيد؟

السيانيد هومادة غازية أو سائلة عديمة اللون شديد الاشتعال و سامة جدا تتكون من الكربون و النيتروجين و تستخدم في الأسلحة الكيميائية و السموم و حقن الإعدام وفصل الذهب و الفضة من خاماتهما وعند تعرض الجسم لها تتحد بالحديد الموجود بهيموجلوبين الدم و تجعل كرات الدم الحمراء عاجزة عن نقل الأكسجين لأجزاء الجسم المختلفة فيموت الإنسان فورا.

يحدث التعرض للسيانيد تهيجا للعيون والجلد والجهاز التنفسي. وتبدأ الأعراض بتهيج للعيون والجلد مصحوبا بأحمرار، ويؤدي استنشاقه لمتاعب تنفسية تؤدي للانهيار، ويمكن أن يتأثر الجهاز العصبي بالمركب مما يؤدي لخلل في التنفس والدورة الدموية.

الطريق الشائع لدخول السيانيد إلى الجسم هو إما عبر استنشاق غاز هيدروجين السيانيد، أو ابتلاع أملاحه، فاستنشاقه قد يحصل عند استنشاق هواء المنطقة التي توجد بها ΜCΜقرب مدينة أكجوجت وتحصل بالتالي حالات التسمم به، إما بشكل حاد وسريع أو بصفة بطيئة مزمنة. ويعمل السيانيد، حال دخوله الجسم بشكل سريع، على ظهور أعراض التسمم بالسيانيد، والتي تشمل الصداع والدوخة وعدم التوازن في الحركة وضعف نبض القلب وظهور اضطرابات في إيقاع نبض القلب والقيء والتشنج والدخول في غيبوبة والوصول إلى مشارف الموت، ربما خلال دقائق. أما التعرض المزمن لكميات ضئيلة ومتواصلة من السيانيد، فقد يُؤدي إلى رفع نسبة السيانيد في الجسم، ما ينتج عنه ضعف متواصل في عضلات الجسم والجهاز العصبي والآلية خلف هذا كله هو تسبب السيانيد في وقف عمل أنزيمات مهمة لعملية تنفس الخلية الحية واستخدامها للأوكسجين، واتحاده مع عنصر الحديد الموجود في مركبات الهيموغلوبين لخلايا الدم الحمراء وبالتالي لا تستطيع خلايا الجسم إنتاج مركبات الطاقة اللازمة لحياة ولعمل أعضاء مهمة في الجسم، مثل القلب والدماغ. ويستطيع الجسم بسهولة التخلصمن الكميات الضئيلة لمركبات السيانيد التي يتناولها الإنسان ضمن المنتجات الغذائية الطبيعية. أما عند حصول حالات التسمم، فثمة عدة أنظمة علاجية مستخدمة للتغلب على التأثيرات السمية لها. وتشمل إعطاء المُصاب جرعة قليلة من مادة «أمايل نايترايت» لاستنشاقها، ثم حقنه في الوريد بمادة نترات الصوديوم وحقنه أيضاً في الوريد بعد ذلك بمادة ثيوسلفيت الصوديوم. والفكرة هي محاولة تخليص المركبات المهمة في الخلايا وخلايا الدم الحمراء من التصاق السيانيد بها. وهذه الطريقة، المعتمدة في الولايات المتحدة، ليست هي الوحيدة، بل ثمة طرق علاجية أخرى مستخدمة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. ولذا فإن المحاولات العلمية مستمرة لإيجاد طريقة أفضل وأقوى وأسرع لعلاج حالات التسمم بالسيانيد. أعلنت مجموعة من الباحثين الأميركيين، قطعها شوطاً كبيراً من مشروع إنتاج ترياقأو ما يُعرف بعقار مضاد، يعمل بسرعة عالية للحد من تأثر الجسم بمادة السيانيد. وعلق السيانيد في الأذهان منذ دخولΜCΜ في موريتانيا و بدإ نشاطها المعدنى و ذالك بعد أن كان السبب في حالات الوفيات المفاجئة لمجموعة من عمال الشركةΜCΜوكذالك نفوق حيوانات بالجملة في أكجوجت.

يوجد السيانيد في الطبيعة وتنتجه الكثير من النباتات، ويستخدمه الأطباء فى بعض الأدوية. لذا ليس كل المواد المحتوية على السيانيد لها مفعول سام في الجسم. وثمة حاجة طبية لاكتشاف ترياق يتغلب على التأثير السميّ القوي لبعض مواد السيانيد. وتمت الأبحاث الأميركية، المدعومة بشكل قوي من قبل المؤسسة العامة للصحة بالولايات المتحدة، نظراً لاحتمالات تسمم البعض في مناطق شتى من العالم نتيجة لانبعاث مادة السيانيد في الحرائق أو المصانع أو المناجم أو غيرها. وبالرغم من أن لدى الجسم أنظمة من التفاعلات الكيميائية القادرة على التغلب على تلك الكميات القليلة التي يُمكن أن تدخل الجسم من آن لآخر، إلا أن الهيئات الطبية العالمية لا تزال غير متفقة على أفضل وسيلة لعلاج حالات التسمم بالسيانيد، ولذا تُستخدم أنظمة علاجية مختلفة في تلك الحالات. وما هو متوفر منها محدود الفاعلية، بسبب جوانب تتعلق بقوة مفعول تلك الأدوية وحصر جدواها بالاستخدام ضمن فترات قصيرة من التعرض لتلك المادة السامة. خطوة متقدمة ووفق نتائج ما تم نشره في مجلة الكيمياء الطبية الصادرة في الولايات المتحدة، تمكن الباحثون من مركز جامعة ميناسوتا لتصميم الأدوية، من النجاح في اختبارات تقييم فاعلية الترياق الجديد على الحيوانات. وهو ما يُعد خطوة متقدمة جداً للبدء، خلال السنوات الثلاث المقبلة، من إتمام تجارب تقييم فاعليته وأمانه حال استخدام البشر له. وفي ما يُعتبر اكتشاف «وسيلة إنقاذ للحياة»، قال الدكتور ستيفن باترسون، الباحث الرئيس في دراسة جامعة ميناسوتا، إن أنواع الترياق المتوفرة حالياً تعمل ببطء شديد، في مقاومة التأثيرات السميّة للسيانيد. كما أنها غير فاعلة مطلقاً لو تم أخذها في وقت متأخر من الإصابة بالتسمم واعترف الباحثون أن جهودهم كانت تكملة لاكتشافات سابقة للبروفسور المتقاعد، هيربيرت ناغاساوا. إلا أنهم تمكنوا من تطوير عمله نحو اكتشاف الترياق الذي يعمل بفاعلية في غضون ثلاث دقائق، والذي يُمكن إعطاؤه للمصابين ضمن فسحة زمنية علاجية أرحب من تلك التي تتم المعالجة بها حالياً. وذكر الباحثون ميزة أخرى للترياق الجديد، هي أنه يُمكن تناوله عبر الفم، بخلاف تلك العلاجات المستخدمة حالياً التي تتطلب إعطاءها للمرضى عبر الوريد. كما ذكروا أن الترياق يُمكن أخذه قبل ساعة من احتمال التعرض لحالات تسمم بالسيانيد، وهو ما أنصح به كل من يريد السفر الى اكجوجت أو من يريد المرور منه. لا تُوجد مادة واحدة تُسمى السيانيد، بل هناك مجموعة واسعة من المواد الكيميائية التي يُطلق لفظ السيانيد عليها، طالما احتوى تركيبها على مركب مجموعة سيانو  Cyano Group. ومركب مجموعة سيانو يتشكل من ارتباط ذرة كربون مع ذرة نيتروجين عبر ثلاث روابط كيميائية في ما بين هاتين الذرتين، أي مجموعة كربون ونتروجينCN Group. ولذا قد تُوجد مادة السيانيد في سوائل أو غازات أو مواد جامدة. وليس كل مركب كيميائي يحتوي على مجموعة سيانو هو بالضرورة مادة سيانيدية سامة، بل هناك أنواع معينة منها سامة وأخرى غير سامة مطلقاً. ومن أشدها سميّة مركبات هيدروجين السيانيدHydrogen Cyanide، والأملاح المشتقة منه، كبوتاسيم السيانيد وصوديوم السيانيد وغيرهما. والفارق بين ما هو سام وما هو غير سام القدرة على إخراج مركب مجموعة سيانو بشكل حر من تلك المادة المحتوية عليه. وتظهر بعض هذه المواد، المحتوية على مركب السيانيد، في الطبيعة من مصادر شتى، كالبكتيريا والفطريات. كما أن بعض المنتجات النباتية قد تحتوي على كميات ضئيلة جداً من السيانيد، مثل بذور التفاح أو اللوز. كما توجد ضمن مركبات دوائية عدة، منها ما لا يُشكل أي خطورة على الجسم، كتلك الموجودة في عقار سيميتدينCimetidine، أو ما يُعرف بتاغاميت، المستخدم في علاج قرحة المعدة، أو الموجودة في عقار فيراباميل Verapamil، المستخدم في خفض ضغط الدم، أو الموجودة في مركب نايروبريسايد Nitroprusside للخفض السريع لضغط الدم.  

فهل ترى عزيزي القارء أن لنا قبلا على مواجهة هذه المادة و نحن لا نملك قو تنا اليومي من ماء و طعام

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى