قصة زواج واخفاء خليهن ومحمودة التي تم عضلها (صورة)
في حادثة اصطدمت فيها الضوابط الشرعية، بالتقاليد التي تفرض سلطة مطلقة للأهل في اختيار شريك حياة بناتهن، تبرز قصة زواج الفتاة محمودة بنت لكويتي، والشاب بون ولد سيد أحمد الملقب “خليهن”، ومع بدأ العد التنازلي لعرض الشابين على العدالة يوم غدا الأحد، تتفق الآراء حول الوضعية الغير تقليدية لزواج محمودة ذات 18 ربيعا والتي تقبع حاليا خلف قضبان السجن،
وتتباين في الظروف التي أحاطت به والتي تسببت في عدم إشهاره، فبينما يصر خليهن ومحمودة على شرعية زواجهما، تتمسك عائلة الفتاة ببطلانه بحكم غياب الولي، وتتهم “الزوج” بالسحر، والفتاة بالمراهقة، وعدم إدراك العواقب المترتبة على تلك الخطوة.
بداية القصة كانت منذ أسبوع عندما انتشر خبر اختفاء فتاتين من مقاطعة تفرغ زينة، وبعد رحلة بحث مضنية تم العثور على آمنة منت لكويتي الملقبة”محمودة” ورفيقتها فاطمة في شقة مؤجرة، لكن المفاجأة كانت بعد معرفة زواج محمودة بشاب يدعى بون ولد سيد أحمد مولود سنة 1980 في فصالة بالحوض الشرقي. حيث اقتنعت بعد مضي ثلاثة أيام على اختفائها أن ترشد أهلها للمنزل الذي تقيم فيه مع زوجها وترفض مغادرته تحت أي ضغط.
الرواية التي توصلت إليها وكالة أنباء تقدم أن محمودة لم تختفي، بل تم وضع سيناريو الاختفاء بالمشاركة مع أقرب أفراد العائلة للفتاة، بعد معرفته بزواجها منذ أشهر بابن عمها الذي يعمل مدرسا للقرآن.
حيث نشئت قصة حب بين الفتاة والشاب، وتزوجا سرا بعلم من أحد أفراد العائلة وبعض الشهود المقتصرين على أصدقاء للزوج، وكانت الفتاة تلتقي خلسة بزوجها الذي كان يعمل مدرسا للقرآن في المنزل، الأمر الذي ساعد في سهولة لقاءهما.
بعد مغادرة الشاب للمنزل من أجل التدريس في إحدى المحاظر، بدأت محمودة “وزوجها” يتذمران من الوضع الجديد، ويشعران بصعوبة الفراق، حتى حانت الفرصة وأطرت محمودة للدخول في مرحلة جديدة، تشهر من خلالها زواجها بطريقة غير تقليدية، وقررت بمساعدة أحد أفراد العائلة –حسب كثير من المؤشرات- أن تغادر المنزل رفقة الخادمة فاطمة.
انتشر خبر اختفاء محمودة في أوساط أسرة أهل لكوتي ، وسرعان مع علم به باقي أفرد العائلة والأقارب حتى وصل الخبر لباسكنو أقصى الشرق الموريتاني حيث تنحدر العائلة، و بدأت رحلة بحث طويلة استمرت لثلاثة أيام، حيث بدأت الاتصالات تنهال على رقم الفتاة، لكنها ترفض أن تجيب.
في اليوم الثاني لاختفائها، استقبلت مكالمة من والدتها، وبحضور بعض الأقارب أخبرت الوالدة الجميع أن ابنتها بخير ولله الحمد، لكنها ترفض أن تدلها على مكان إقامتها، لأنها تزوجت بالشخص الذي اختارت أن يقاسمها الحياة، والذي سبق وأن رفضته عائلتها بعد أن تقدم لخطتبها.
وفي الأثناء تدخل أبناء عمومة محمودة، وأقنعها أحدهم عن طريق الهاتف بمحاورته حتى يطمئن أهلها وتعهد لها بعدم إرشاد أي كان إلى مكان اختفائها.
بعد مجيئ الشاب للمنزل تم الاتصال ب”الزوج” الذي حضر وأخرج عقد الزواج بتاريخ 01/01/2013أي منذ تسعة أشهر.
عندها هدد أقارب آخرون بضرب الزوج حتى يرجع إلى صوابه، ويترك أبنتهم حسب تعبيرهم، إلا أن بعض الأقارب فضل عدم اللجوء لخيار العنف.
وتطورت القصة لتدخل الشرطة على الخط، بعد فشل كل محاولات فك الارتباط بين محمودة وبون، ويتم احتجاز “الزوجين” في مفوضية الشرطة بتفرغ زينة ، وتم بعد ذلك استدعاء الوالدة وتوقيفها مدة 24 ساعة بعد اتهامها بالتستر على الأمر ومحاولة تضليل السلطات، وتم إخلاء سبيلها بتدخل من جهات نافذة من بينهم نائب عن مقاطعة باسكنو التي تنحدر منها العائلة.
إبن عم الفتاة منت لكويتي الذي التقى بها قام بتوزيع نسخ من عقد الزواج على أفراد العائلة الذين قاموا بتمزيقه معلنين عدم اعترافهم بتلك “الوثيقة”، وقد أكدت أسرة الفتاة اتصالها بأحد الشهود الموقعين، وأكد لهم عدم علمه بأي شيء حسب ادعائهم.
كثيرون اعتبر أن التحكم المبالغ فيه للعائلة، زاد في ارتفاع نسب العنوسة لأرقام مخيفة إضافة لارتفاع تكاليف الزواج، ومحاولة الأهل اختيار الزواج على مقاسهم، بدلا من أن يتم اختياره بناء على رغبة الفتاة، عامل مؤثر في قصة زواج محمودة، إلا أنهم ينصاعون جميعا للأحكام الشرعية التي تحرم الزواج دون ولي، وتأكيدهم بأن الخروج عن طوع الأهل أمر غير مقبول بأي حال من الأحوال، وفي ذات الوقت ترى عينة أخرى أن عصيان الأهل في “الطاعة” واجب حسب تعبيرهن، لأنهن يعتبرن بأن محمودة تم عضلها عن الزواج، لذلك أختارت مرغمة ذلك الطريق، وقررت الخروج عن عادات وتقاليد تتحكم في أدق وأهم تفاصيل حياتها الخاصة. قال صلى الله عليه وسلم “إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ” .
وكالة أنباء تقدم
كتب: المامي ولد جدو