عيد الأم……!
كتبت خديجة الملقبة الدهماء ريم بمناسبة عيد الأم:
الزمان أنفو-
اليوم 21 من مارس.. عيد الأم؛
هي مناسبة دخيلة على جانبٍ من حياتنا.. جانِبها الباهت، الحارس للعدم.
وحتى من غير عيد، ستبقى الأم حُروفا مُكتملة، أكبر من الحروف، وأبلغ من البَيان.. فهناك في باطن القلب، في هيبة العقل، تترجَّل الكلمات عن عروشها أمام مقامها.
الأم التي تحتضن لتسعة أشهر وعدًا ربَّانِيًّا بالحياة.. بإنهاكٍ هو أشْهى من سائر المُتع والملذَّات،..
الأم التي تَحْتضن لبقية العُمر عهدًا إنسانيا مكتظًّا بالحُبِّ، بالقلق، باللَّهفة، بجراحات الانكسارات.. بأرفع مقامات الإيثار.
احْتفوا بها!.. دلِّلُوها.. اسْتنشقوا عبقها.. فربما تشْتاقون قريبا للأريج المنبعثِ من احْتراق عُمرها فيكم وقتًا مَا،…
ربما تنتظرون طويلا طيْفها على ناصيَّة الزَّمن، بدون أمل في اللقاء، ثم تُغادرون غرباء في الزَّحام..
الأم فرصة يتيمة من إرثِ الحُب.. ستدير الظَّهر يومًا، تستدرج الرَّحيل.. وتُغلق خلفها باب العاطفة الأرقى، والدعاء الأنقى.. عاطفة لا نذِلُّ في بلاط سطوتها العطوف.. تمتصُّ وحدها فائض أحزاننا بثبات، وإنْ طالت مُدَّة الشِّدة..
.هممم.. وكمْ مَسَكت أيدينا، تَعْبُرُ بنا مُفترق الأضداد في مَجاهيل أنفسنا بسلامٍ وسَلاسة.
… وكمْ!
تذكَّروها في عيدها واحتفلوا، قبل أن تضع قُدراتها أوزارها، لتكتشفوا في غفلة أنكم قُدرة معاكسة لضعفها، وأن خَسارتها كانت خَسارة لكم.
لكل الأمهات،.. لكل امرأة أبطلت مُنذ بعيدٍ حقها في خلوةٍ للذَّات ومَنحتِ الحياة،.. سهرت وآثرت تكبح الهم، تكنس الغم، على حساب أعصابها، راحتها،… تحية حُب!.(بقلم خديجة الملقبة الدهماء ريم)