محمد محمود ولد اماه : يتم اغتيال “الطغاة” لكن البلدان لا تبقى على قيد الحياة
»يقدم الغربيون نفس الذريعة دائما: حماية الشعوب من “الطغاة” يتم اغتيال “الطغاة” لكن البلدان لا تبقى على قيد الحياة بعد “الحكام المستبدين” «
القلم: منذ أكثر من سنتين، تدور حرب ضروس ذات تشعبات إقليمية ودولية تهدد العالم بحرب عالمية ثالثة.فما هو تحليلكم للأزمة السورية ؟
الدكتور محمد محمود ولد اماه: بدأ ما يسمى عادة ” بالربيع العربي” مع الثورات في تونس ومصر واليمن.وقد فوجئ الغرب بسرعة سقوط الرئيسين التونسي والمصري وحوّل قطار الثورة عن هدفه الطبيعي:
إسرائيل وحلفائهاالأنظمة العربية المحافظة، لتوجيهه ضد الأنظمة العربية التقدمية أو على الأقل ما تبقى منها: ليبيا وسوريا. لقد تم تقسيم السودان وتدمير العراق وشنق رئيسه صدام حسين يوم عيد الأضحى:في الاستفزاز! اغتيل ياسر عرفات بعد تحويل منزله إلى مخبأ من قبل طائراتF 16الإسرائيلية،اغتيل معمر القذافي بدوره وعرض جثمانه حتى تحلل تماما.
يقدم الغربيون نفس الذريعة دائما: حماية الشعوب من “الطغاة” يتم اغتيال “الطغاة” لكن البلدان لا تبقى على قيد الحياة بعد”الحكام المستبدين”. وفي الواقع تدمر البلدان وخاصة الجيوشالتي يمكن أن تشكل خطرا على إسرائيل بحجة القضاء على “ديكتاتور”. ففي اليمن، قمعت الثورة في حمامات الدم بفعل مؤامرة بين دول الخليج ومجلس الأمن. ولذلك فمن الطبيعي في تونس ومصر أن يكون المستفيدون من هذه الثورات غير أولئك الذين صنعوها.
ففي ليبيا، رأيناساركوزي وكاميرون، اللذين حرضهما الفيلسوف الصهيوني الفرنسي برنارد هنري ليفي، يتباكيان على الشعب الليبي، وخاصة سكان بنغازي، المهددين، على حد قولهما، بالإبادة الجماعية من قبل “الدكتاتور معمر القذافي” الذي كانبالأمسالقريبيبسطان له السجاد الأحمر. واعتمادا على طلب للتدخل العسكري من ماتبقى من جامعة الدول العربية التي تقودها الآن قطر، استصدر ساركوزي وكاميرون قرارا من مجلس الأمن وأشركا حلف شمال الأطلسي. والباقي معروف: دمرت ليبيا بالكامل واغتيل زعيمها بوحشية يندى لها الجبين، بعد قصف موكبه من قبل طائرات الميراج الفرنسية وطائرة أمريكية بدون طيار. كان الغرب يستطيعاغتيال معمر القذافي في اليوم الأول من التدخل، لكنه يجب أولا تدمير ليبيا لإعادة بنائهابواسطة العقود المربحة. ويعلم الجميع الظروف التي تعيشها ليبيا الآن من فوضى وعنف يعجز اللسان عن وصفهما!
في سوريا، حاول الائتلاف الغربي وحلفاؤه في المنطقة من دون جدوى تكرار نفس السيناريو الليبي، لكنمجلس الأمن لم يصدر قراراهذه المرة، حيث أصرت روسيا والصين على أن لا تنخدعا، مثل ما وقعبشأن ليبيا. ويستهدف من وراء ذلك مجموعمحور الممانعة:حزب الله وسوريا وإيران. يشكل النظام السوري النظام العربي التقدمي والعلماني الوحيد الذي لا يزال قائما وتواجه سوريا تحالفادوليا غير متجانس:البلدان الغربية وتركيا ودولالخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية وقطر وسديم الإخوان المسلمين والقاعدة التي يدعي الغرب محاربتها في أفغانستان ومالي… الخ. ويتحالف معها في سوريا. وتمثل الحرب في سوريا نتيجة لمعركة طويلةيخوضها الغرب وإسرائيل ضد الإسلام وحركة التحرر الوطني العربي.
ولغاية أوائل الخمسينيات، قبل ظهور حركة التحرر الوطني العربي، كان الغرب يعتبر الإسلام عدوه الرئيسي. ومع ظهور حركة التحرر الوطني العربي، يواجه الغرب الآن عدوين. وبفضل مهارته وتضامنه، لايحاول محاربة عدوين في آن واحد بل يسعىإلى جرهما إلى المواجهة. يقدم الغرب حركة التحرر الوطني العربي بأنها العدو الرئيسي ويحاولالتحالفمع الإسلام، مدعيا أن رواد حركة التحرر الوطني العربي هم من العربالمسيحيين، محاولابذلكالعزف على أوتارالمشاعر الدينية. وبما أن حركة التحرر الوطني العربي علمانية، فإن الغرب يخطب ود المشاعر الإسلاميةمن وجه آخر. ويصف المستعمر النضالات التحررية ضدهبأنهاتحالف بين حركة التحرر الوطني العربي والعالم الاشتراكي، بحيث يتم تقديم حركة التحرر الوطني العربي للمسلمين باعتبارها حركة شيوعية، وبالتالي ملحدة. ومن هذا المنطلق نفهم الدعم الذي قدمته شركة قناة السويس لحركة الإخوانالمسلمين والدعم المالي الذي تمنحه دول الخليج لأحزاب اليمين الأوربية في كل الانتخابات ضد الأحزاب الاشتراكية واليسارية. وكما أسلفنا، سيهاجم الغرب أولا حركة التحرر الوطني العربي، محاولامواجهتهابالحركة الإسلامية التي سيحاربها لاحقا، من خلال وصفها بالإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. إن هذا الذكاء من قبل الغرب المتمثل في عدم محاربة أعدائه في نفس الوقت يذكرنا قصة مشهورة لعبد الله بن المقفع : الأسد و الثوران. يدرك الأسد أنه لا يستطيع التغلب على ثورين إذا نازلاه معاويحاول أن يوقع بينهما ليأكلهما واحدا بعد الآخر،حيث خاطب أحدهما قائلا: “لم يعد الثور الآخر يترك لنا شيئا، بل يأكل كل شيء فيالغابة.” أحس بأن الثور الثاني يتقبل كلامه، فهاجم الأسد الثور الأول وأكله. وعندما جاع مرة أخرى، ذهب إلى الثور الثاني وقال له: “هل تعرف لماذا أنا هنا ؟ “. أجاب الثور قائلا: “إنما أكلت يوم أكل الثور الأول”. يجدربالإسلاميين أن يتدبروا هذه القصة: فلنيعرفوا الهدنة بعد اختفاء حركة التحرر العربي، وعندهايجدون أنفسهم على الخطوط الأمامية في موقف الثور الثاني. بل إن ذلك قد وقع بالفعل، حيث يوصف الإسلام الآن بالإرهاب، وهو ما يفسر حملات الإسلاموفوبيا التي تجري في الغرب ضد الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن العظيم.
ويذهب بعض السياسيين وبعض الإسلاميين، لتلميع صورتهملدى الغرب، إلى اعتناق الإسلام السياسي، حيث ينسحبون من الأحزابالتي كانوا يناضلون فيها لإنشاء أحزاب جديدة، يعطونها توجها إسلاميا من حيث المبدأويلعبون لعبة الديمقراطية الغربية، مقدمين أنفسهم بديلا عن الإسلام المناضل ومعارضا لحركة التحرر الوطني العربي ومحاولين، تحت الطاولة، تشجيع إرهاب وجهاد تغذيهما المحاظروالمعاهد القرآنية، وممولين من قبل بعض الأنظمة الخليجية، وتخترقهم وتؤطرهم المخابرات الغربية والإسرائيلية، ويضمنونلهؤلاء الضالين الجنة ونهاية الكفار. لكن هذا الجهاد قدتم تحويله، هو الآخر، عن هدفه الطبيعي، حيث يسلط فقط على الدول العربية والإسلامية: العراق، سوريا، مصر، باكستان، الجزائر، موريتانيا، المغرب، تونس، اليمن وليبيا، الشيء الذي ينشئ فوضى مدمرة وغير “خلاقة”، رغم أنف كوندوليزا رايس. هكذا يُهم الآن الكثير من الأشياء التي لم ندركها من قبلُ. إن الغرب يجعل من تنظيم القاعدة عدوه الرئيسي،فهيعدوفي مالي وأفغانستان واليمن لكنها حليف في سوريا ومصر والعراق وإيران وباكستان على وجه الخصوص. ونفهم لماذا يدافع الغرب عن العرب المسيحيين ضد الأنظمة العربية التقدمية والعلمانية في عراق صدام وسوريا الأسد ومصر جمال عبد الناصر وليبيا معمر القذافي حيث ظل أمنهم مضمونا دائما لأكثر من نصف قرن. لكن الغرب لا يهتم بهؤلاء العرب المسيحيين عندما يتحالفون مع تلك الأنظمة العربية التقدمية والعلمانية ضد الإخوان المسلمين في مصر وضد القاعدة في سوريا. وهذا ما يفسر لنا لماذا رفض رئيس الكنيسة القبطية، أمس،زيارة سفير الولايات المتحدة لكنيسة مشهورة. وفوق ذلك،حذر رئيس الكنيسة القبطية الولايات المتحدة من التدخل في الشؤون الداخلية لمصر واستنكر نفس رئيس الكنيسة القبطية تهديدات التدخل العسكري في سوريا وهجمات رئيس الوزراء التركيعلى مؤسسة الأزهر. إن المسيحيين المصريين يتهمون الولايات المتحدة بمساندة الإخوان المسلمينفي مصر، حيث يتم حرق كنائسهم بانتظام، كما يهاجم العرب المسيحيون في سوريا اليوم الدول الغربية التي تتحالف مع تنظيم القاعدة في سوريا، حيث يرغمون على اعتناق الإسلام بالقوة كما في معلولا.
وفيما يتعلق بالسيد باراك أوباما، من الواضح أنه سعى بكل الوسائل إلى تجنب تدخل عسكري في سوريا. ولايمكن تصور عكس ذلك من رجل تتناول كتبه المفضلة في غرفة نومه وفي شبابه وفي مشواره المدرسي والجامعي النضال التحرري للشعوب (الفلسطينيين والزنوج،… الخ.) وحوار الحضارات، الرجل الذي انتخب على أساس وعود بسحب القوات الأمريكيةالمحاربة على جميع الجبهات (أفغانستان، العراق… الخ.)، الرجل الذي فاز بجائزة نوبل للسلام وكان يراهن منذ وقت طويل على فوز الإصلاحيين في إيران لتحقيق التقارب بين إيران وأمريكا والذي يريده ويبحث عنه أيضا أصحاب السلطة الحقيقية في إيران: المرشد الأعلى، البرلمان وحرس الثورة.ولنزع فتيل الأزمة وإسكات طبول الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية والتدخل العسكري في سوريا، أرغم السيد باراك أوباما على الكشف العلني بشكل مبكر لمراسلات “إيجابية” و”بناءة” تبادلها مع الرئيس الإيراني. ويجري الحديث الآن عن تخفيف العقوبات الغربية عن إيران والمتعلقة بالقطاع المصرفي وبحركة ملاحة السفن الإيرانية في الموانئ الغربية. كيف يستطيع التضحيةبكل ما سبقمقابل تدخل عسكري يريده قصيرا ومحدودالمدة يوم أو يومين علىالأكثر، وغير مفتوح، لا يهدد النظام القائمولكن هذا التدخل كان سينسف التقارب مع إيران والذي يعتبره باراك أوباما بمثانة تتويج لولايته الثانية. لكن خطأه تمثلفي إعلانه استخدام الأسلحة الكيميائية خطا أحمر. لقد تلقفأمراء الحرب اقتراحه على الفورلتنظيم هجوم بالأسلحة الكيماوية التي ينسبها أمراء الحرب هؤلاءإلى النظام السوري، يوم وصول خبراء الأمم المتحدة إلى دمشق في وقت يميل ميزان القوى على الأرض لصالحه إلى حد كبير. ونعتقد أن السيد أوباما نفسه لم يكن مقتنعا بصحة الأدلة، شأنه شأنقائد هيئة أركان القوات الأمريكيةالذي صرح قائلا : “إن سقوط النظام السوري يعنيحكم القاعدة في سوريا”.
لكن أمراء الحرب (إسرائيل، دول الخليج، تركيا…) حاولوا تسريع التدخل بسبب التغييرات التي وقعت في مصر، في أعقاب خطاب مرسي الذي دعا إلىالجهاد في سوريا وطرد السفير السوري في مصر وذلك في اليومالمواليلاتصاله الهاتفي الشهير بالرئيس الإسرائيلي قائلا:”عزيزي بريز”. عندها تذكر الجيش والشعب المصريان كلمات جمال عبد الناصر المشهورة “لقد كانت دمشق دائما وستظل قلب العروبة”ووضعا حدا لنظام الإخوان المسلمين وغيرا الوضعية في المنطقة: لمتعد سوريا وحزب الله وحدهما. ففي ما تبقى من الجامعة العربية قام ميزان قوى جديد، حيثانضمت مصر إلى لبنان والعراق والجزائر وسرعان ما التحقبهم الأمين العام لنفس الجامعة. ووجدتالمملكة العربية السعودية نفسها في أقلية حولالاقتراح الروسي. وانضاف محور جديد “حزب الله وسوريا ومصر”، كانت تخافه إسرائيل كثيرا، إلى المحور القديم: “حزب الله، سوريا، العراق، إيران”.
القلم: كيف تفسرون انخراطأولاند الواضح في الأزمة السورية ؟
الدكتور محمد محمود ولد اماه:في الواقع، وهذا فاجأ الجميع، فإن السيد أولاند، المعروف بالحذر والترددوالتحير، يندفع على رأس جميع دعاةالحرب. وعندما تعينتمعرفة وضعية البلداندعاة التدخل العسكري فيسوريا، وجدأولاند نفسه وحيدا مع أوباما ورئيس الوزراء الاسترالي. بل إن السيد هاربر، رئيس وزراء كندا قد اضطر إلى التخلي عن المشاركة، رغم حضور قائد أركان جيوشهاجتماع رؤساء أركان الجيوش في الأردن.
كما فعله ساركوزي للمتمردين الليبيين، كان السيد أولاند أول من استقبل المتمردين السوريينوسلمهم، على الفور، السفارة السورية في باريس. وعلى الاقتراح الروسي للقضاء على الأسلحة الكيميائية السورية والمرورمستقبلابمجلس الأمن لفرض عقوبات على دولة ذات سيادة، لم ينتظر السيد أولاند، وهرع مرة أخرى، من خلال وزير خارجيته، الذي يبدو أنهغالبا ما يسير على خطاه، لتقديم قرار عدواني، بل استفزازي، إلى مجلس الأمن، رفض على الفور من قبل وزير الخارجية الروسي بمجرد مكالمة هاتفية. يلاحظ كذلك أن فرنسا هي البلد الوحيد الذياستبق نتائج تقرير الخبراء، على لسان وزير خارجيتها، هو نفسه أيضا، محملةالرئيس السوري مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيميائية، رغم أن قضية المسؤولية ليست جزءا من موضوع التقرير. ألم يؤنب السيد أولاندنفسه تلفزيون فرانس 24 علىمقابلةالرئيس السوري، في حين تتسابق وسائل الإعلام الأميركية للحصول على تصريحاته.
هل أصبح السيد أولاند، الذي هو على وشك شن حربهالثانية، بعد حرب مالي، خلال عام من الحكم، رجل حرب بدلا من رجل اليسار الذي تمنى الكثير منا فوزه ضد ساركوزي وهورتيفو وگيانه، في إطار العلاقات الممتازة التي نسجها هذا البلد العظيم، فرنسا، على مر التاريخ مع العالم العربي والإسلامي. صحيح أن الاشتراكيين شاركوا في جميعالحروب: العدوان الثلاثي من قبل إسرائيل وفرنسا وإنجلترا على مصر عام 1956، حرب الجزائر، حروب الخليج وأفغانستان، دون أن ننسى أن الاشتراكيين الفرنسيينهم الذين زودوا إسرائيل بالقنبلة النووية.
هل ينسى السيد أولاند بسرعةحيث لايتذكرأنه قاتل القاعدة في مالي لمنعها من تطبيق الشريعة الإسلامية في حين يتحالف معها في سوريا لإجبار المسيحيين العرب على اعتناق الإسلام والمسدساتمشهرةعلى رؤوسهم في معلولا؟
هل أصبحت فرنسا السيد أولاند أكثر أطلسية من الأطلسيين أنفسهم؟يذكرنادق طبول الحربالحالي بخروج فرنسا من التحالف الأطلسي الذي اتهمه الجنرال ديغول بالمشاركة في اختطاف المعارض المغربي، بن بركة، المكلف وقتهابتفعيل تحالف القارات الثلاثالشهير كما يعيد إلى أذهاننا معارضة شيراك للحرب على العراق.
وافقت ثلاث دول فقط على التدخل العسكري في سوريا: الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وأستراليا. كنانعتقد أن السيد أولاند، من خلالالتحالف مع أمريكا وأستراليا، يسعى إلى النمو الاقتصادي الذي جعل منه خياره ويلهث وراءهمنذ أكثر من عام، ولكن ليس لشن الحرب على دولة ذات سيادة خارج إطار الأمم المتحدة وفي تحد علني لرأيه العام. يتوفر السيد أوباما علىبنك مركزي، بنك الاحتياطي الفيدرالي، يضخ كل شهر 100 مليار دولار في اقتصاده. أما السيد أولاند فقد اختار الانتماءإلى منطقة اقتصادية ونقدية ذات عملة موحدة، الاتحاد الأوروبي، حيث يسير اليورو من قبل البنك المركزي الأوروبي ولا يسيره بنك فرنسا. أما بالنسبة لرئيس الوزراء الأسترالي السابق، فقدتمكن، هو الآخر، من تجنيب بلاده الأزمة الاقتصادية العالمية التي يواجهها الاتحاد الأوربي وعانت منها الولايات المتحدة التي تخرج منها الآن، على حساب الدول الناشئة. وشأنه شأن السيد أولاند، لمتكن استطلاعات الرأي العام مواتية له وخسر الانتخابات الأسترالية قبل عشرة أيام.
ما الذي يدفع السيد أولاند إلى التدخل العسكري في سوريا؟
يعتقد السيد أولاند أن سقوط النظام السوري سيضع حدا لوجود حزب الله في لبنان ويعزل إيران، وهو ما من شأنه أن يسمح لفرنسا، التي كانت لها وصاية من الأمم المتحدة على سوريا ولبنان، باستعادة جو اتفاقيات سايكس ـ بيكو. وبالإضافة إلى ذلك، سيشكلالتدخل العسكري في سوريا حربا بالوكالة عن إسرائيل، بناء على نصيحة صديقه، الفيلسوف برنار هنري ليفي، هو مرة أخرى، وبتشجيع من السيد فابيوس، الذي يبدي نشاطا غير مألوف، هو الآخر،وبعث الاشتراكية الفرنسية على طريقةگي موليه.
وفي يوم السبت 14 سبتمبر، علم السيد أولاندبمرارة أن وزيريخارجية روسيا والولايات المتحدة قد أكملا اتفاقا للقضاء على الأسلحة الكيميائية السورية واللجوء من الآن فصاعدا إلى مجلس الأمن لأية عقوبات محتملة ضد أية دولة ذات سيادة. كما قررااللقاءمن جديد في أواخر شهر سبتمبر في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في محاولة لترتيب اجتماع جنيف II. وأكد الصحفيون الذين حضروا المؤتمر الصحفي للوزيرين، أن الفنادق، التي ينتظر أن تؤوي المعارضة السورية في مؤتمر جنيف II، قد تم حجزها بالفعل .
عندما تحدث السيد كيري عن تمويل إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، سخر السيد لافروف قائلا : “ترشحالبعض لتمويل الحرب، وسيترشح آخرون، بدون شك، لتمويل السلام هذه المرة “.
ومع ذلك، يستطيع السيد أولاند أن يتأسى، لأنه لم يفقد كل شيء في جحيم سوريا،بل نقل العدوى للسيد أوباما، حيث نقله له تردده.