وقفة تأمل حول مايدور في الساحة/سيدعلي بلعمش
الزمان أنفو- ما يحدث الآن في حزب الإنصاف ليس فشلا سياسيا و لا قضية سوء تقديرات و لا أخطاء تكتيكية و لا انفلاتا من قيود هنة غامضة ؛ هذا عمل وقائي تم التخطيط له بذكاء جريء و تعاملت معه الناس بغباء كبير كما أُريدَ لها بالضبط.
صحيح أن كل ما يرتبط بسمعة الدولة و أبهتها و كبريائها ، يجب أن يظل مصانا بما يعزز ثقة الناس في النظام و يوحي لها بأن كل شيء تحت السيطرة و يؤدي مهامه بشكل طبيعي (الجيش ، الأمن ، الإدارة ، حزب الدولة …)
ربما كان الخطأ الوحيد المرتكب في هذه العملية الجراحية متطورة الأدوات ، هو أن السلطة السياسية لم تُشرك أجهزتها الإعلامية في العملية و لم تضعها في الصورة و لم تحدد لها مهمتها في التعاطي مع الحدث ، و هذه إحدى نقاط ضعف هذا النظام أو ذكائه ، المتكررة في أكثر من حالة.
ما يربك الناس اليوم ، ناسية أنها كانت تعبرُ منذ وصول الرئيس غزواني للحكم ، عن استغرابها لاحتفاظه بكل عناصر الوفاء المؤكد لسلفه ، هو كيف تمت إدارة اختيارات الحزب بهذه الطريقة الأقرب إلى الانتحار الجماعي ؟
لكن ، حين ندقق في وجوه و سِيَّر من تم إبعادهم ، لا بد أن نكتشف أنها كانت عملية وقائية يعرف أصحابها جيدا ماذا يريدون و كيف يصلون إليه ..
إذا نجح النظام في توجيه عملية النزوح بإحكام (و يبدو أن السياسيين استوعبوا المهمة بسرعة) ، سيكون الخطأ الأوحد داخليا و خارجيا (على المديين ، المتوسط و البعيد ) ، هو عدم الحد من نصيب تواصل من هذا النزوح الواسع ، أمام قدرته الاستيعابية الرهيبة..
الفرصة الآن متاحة أمام حزب تواصل لإثبات أنه مجرد حزب سياسي وطني بخلفية إسلامية تزيده أصالة و احتراما و التزاما ، بعيدا عن ألاعيب حركة الإخوان المسلمين و مشروعها واضح الغموض بما فيه مما نقف الآن دون إثارته .
قد لا يكون هذا رأي رأس النظام في “الإخوان”، لكن سيكتشف حتما أنه مخطئ ، من يعتقد يوما أن للثعلب دينا.