لقاء ولد مولود ومولاي: حوار طرشان
تم اللقاء المرتقب أمس الأربعاء الموافق بين الوزير الأول ورئيس حزب “تقدم “لكن النتيجة حسب المصادر المطلعة كانت صفرية .حيث قال الوزير الأول لضيفه محمد ولد مولود، لقد فتحنا لكم الباب واسعا للحوار، غير أن نقطتين، لا مجال للبحث فيهما، الحكومة التوافقية وتأجيل الانتخابات .
فرد ولد مولود ، وما معنى إذن الطريق الواسع للحوار . أليس من الأجدر بعد التخلي عن المطلب الصارم (الرحيل) والاستعداد للحوار تشكيل لجنة مشتركة بين الطرفين، لبحث سبل إنجاح هذا الحوار المنشود .
وفي سياق النقاش البارد، المحدود الأفق، سأل ولد مولود محاوره المقيد، عن سبب الامتناع عن بحث تأجيل الانتخابات، فرد الوزير الأول، بأن الأحزاب محليا تلح في طلب إجراء الانتخابات وكذلك الشركاء الدوليين يطالبون أيضا بإجرائها بسرعة .
وبعد نقل تفاصيل اللقاء للمنسقية، تقرر تحديد موعد استعجالي، للبت في مسألة المشاركة من عدمها في الانتخابات البرلمانية والبلدية المرتقبة، التي من المتوقع أن تقسم المنسقية إلى مشارك ومقاطع، مما قد يعرض تماسكها للخطر الحقيقي ، وربما إعادة رسم الخارطة السياسية من جديد، على ضوء مسألة الانتخابات المثيرة ، وهو أمر عموما قد يضعف المعارضة الراديكالية ، ويؤخر فرص التخلص من النظام المستبد، القائم الجاثم على صدور المحرومين و المتبرمين من حكم ولد عبد العزيز، وطريقة التسيير الأحادي للوطن المهيض المخطوف !.
إن وحدة المنسقية من أهم مصالح الوطن في الوقت الراهن ، وإن حرص تواصل على المشاركة لأسباب مقنعة أو غير مقنعة في نظر البعض ، قد يعرض تماسك المنسقية للتحدي الكبير، مما قد يضعف فعلا الصوت الوطني المعارض الحازم .
ويبدو أن حماس تواصل وحاتم للمشاركة ، لا يماثله تحت سقف المنسقية موقف حزب آخر ، فهل ينتبه هؤلاء قبل انفراط عقدهم وذهاب ريحهم !؟.
لقد أثرت أحداث مصر فعلا ، على الربيع العربي ، جملة وتفصيلا ، وعلى آمال الشعوب العربية في التخلص من حكم العسكر المزمن .
غير أن الثبات أفضل من المشاركة الأحادية أو الثنائية غير المأمونة ، على وحدة الصف المعارض الراديكالي.
ولاشك في أهمية المشاركة في حفظ التمثيل وبعض المصالح ، ولكن وحدة الصف أهم وأقرب لتحقيق الوجود والأهداف الوطنية المشتركة الجوهرية الملحة ، من محاولة الحفاظ على تلك المآرب المعدودة الهشة .
إن المنسقية الآن في حالة خلاف غير معلن ، و ما تأجيل تسليم العهدة الرئاسية لحزب إتحاد قوى التقدم إلا جزء من الصراع حول عقدة الحوار والمشاركة .
والإسلاميون والحاتميون وأصحاب ” تقدم ” يدفعون إلى أهمية الاستماع إلى النظام، وربما هم أقرب إلى الحوار من غيرهم ، مع أن النظام لا يرغب في محاورتهم بشكل جاد ومثمر، وإنما لأجل مصالحه الضيقة ، البعيدة من مصالح الدولة الموريتانية والمجتمع الموريتاني بكافة أطيافه .
إنني من موقعي ، كمواطن أرجو لوطني وضعا أفضل ، وكمعارض ضمن حزبنا “تقدم” المتنوع المرن ، أرجو للمنسقية أن تدرك أهمية وحدة الصف، وأهمية وأولوية وجود كيان معارض متماسك، يحرص على المصالح العامة ، بتضحية ووعي ومسالمة وأمانة .
اللهم هل بلغت ، اللهم فأشهد.
إن ولد عبد العزيز ورفاقه أصحاب بزة وكرة وقوة ومنافع ، لا أصحاب رؤية وشراكة وتعايش ، و لا ينبغي أن تحطم لصالحهم المنسقية ، فما ذالك إلا مزيد خدمة للاستبداد والأحادية وسوء التسيير والغبن .
وأما مولاي المأمور – عافاه الله – فلقاؤه والاستماع إليه، ضعف وإهانة للوطن ولنا جميعا ، ولا يقدم ولا يؤخر .
عبد الفتاح ولد اعبيدن
المدير الناشر ورئيس تحرير جريدة “الأقصى”