تحريض غير مبرر
كتب عبدالفتاح ولد اعبيدن:
الزمان أنفو – تابعت المؤتمر الصحفي،الذى نظمته بعض أحزاب المعارضة،و الذى عبروا من خلاله عن رفضهم التام لنتائج العملية الانتخابية،مطالبين بإعادتها كليا،بحجة التزوير،و وعدوا بالنزول للشارع و توعدوا بتحول هذا المسار إلى أزمة سياسية،قد تقود البلد لما لا تحمد عقباه.
لغة عالية من التصعيد،إن قورنت بنتائج بعض القيادات الحاضرة لهذا المؤتمر الصحفي و عجزهم عن الولوج للبرلمان،سيتبين المتابع أنها على احتمال راجح مجرد ردة فعل بسبب عدم تحقق مصالح خاصة،فهذه الأحزاب لم تحركها الوضعية المعيشية،التى يعيشها الكثيرون فى هذا الوطن و أزمة ارتفاع الأسعار ،و شيئ من هذا القبيل يفهم عندما تقول قوى معارضة بأنه مبررها للاحتجاج و التضايق،أما أن يطالبوا بإعادة العملية الانتخابية برمتها و يهددوا بالنزول للشارع و يتوقعوا أسوأ المآلات للوطن الجامع،لمجرد توقع حدوث خروقات فى عملية انتخابية فى إحدى دول العالم الثالث،فهذا أمر غريب يصعب فهمه عند الأسوياء،لتبقى مثل هذه السينفونية مجرد طريقة استعراضية لمحاولة التغطية ،محليا و خارجيا،على التراجع الانتخابي الحاد،الذى مس بعض أحزاب المعارضة التقليدية.
عندما تعلن بعض قوى المعارضة عن موقف تحريضي على الاستقرار،دون مقدمات مقنعة متدرجة،فقد لا يعنى ذلك سوى التطرف و المجازفة بالمصداقية،و أما السواد الأعظم من الناس فلن يستسيغوا مثل هذه الأساليب التحريضية غير المبررة،فقبل المطالبة بإعادة العملية الانتخابية و التهديد بالنزول للشارع و التهديد بتأزم الوضع العام،كلها و بحزمة واحدة و دون إثبات وقوع تزوير واسع و بأدلة ملموسة مفحمة نهائية،و قبل التباحث مع الجهات المعنية،فهل هذا يعنى سوى التصعيد المغرض العبثي حقا؟!.
و من المؤسف أن بعض الأحزاب المعارضة العريقة ،المشاركة داخل هذا التنسيق،و الذى نظم هذا المؤتمر الصحفي،اختار طريق التصعيد بدل البحث عن مخارج مناسبة هادئة.
و لعله من الوارد التساؤل عن مصير المعارضات التقليدية و إمكانية صعود انماط جديدة من المعارضة،ربما أكثر حضورا و تأثيرا.
و يبقى أيضا من حق المتابع ،التساؤل عن جماهير المعارضة،التى تهدد بها للنزول للشارع،فلماذا قبل النزول للشارع لم تظهر تلك الجماهير عبر صناديق الاقتراع أولا،أم هذا مجرد فقاعات لابتزاز السلطات و الرأي العام،قصد تلافى بعض ضربات صناديق الاقتراع،أو أن الأمر فى مجمله حملة من نوع آخر قبيل موعد الشوط الثانى؟!.