صرختنا قبل فوات الأوان
سيدعلي بلعمش:
الزمان أنفو –
مقال د/ يعقوب ولد السيف : ” عن السنغال و جاليتنا في السنغال”، عمل أكاديمي مميز ، في رسالة تنبيه صارخة إلى جهات سياسية نائمة ، لن تحرك ساكنا قبل فوات الأوان ؛ نرجو من الرئيس و السلطات الأمنية أن لا يتركوا الأمر بيدها :
وزراء خارجية موريتانيا و سفراؤهم لا يعرفون عن مهامهم غير تبرير أخطائهم بما هو أقبح من تقصيرهم و عجزهم و عدم شعورهم بالذنب.
كل المعطيات اليوم ، تؤكد أن السنغال تتجه إلى أزمة بلا حل ، لن تنتهي إلا بانتصار الأقوى و لن يكون الأقوى فيها إلا من لا يكترث لمصير البلد مثل كل الحالات الإفريقية مفتوحة الجراح ..
كل المعطيات اليوم ، تؤكد أن أول الضحايا لأزمة السنغال ستكون الجالية الموريتانية المستباحة في مهجرها ، المنسية في بلدها ..
كل من يعرف السنغال يدرك أن التظاهر السياسي فيه مقرون بالنهب و أكثر جمهور الشارع السياسي من الانتهازيين المنحرفين..
كل من يعرفون داكار يدركون جيدا أننا حين نتكلم عن النهب فيه ، نعني نهب المحلات الموريتانية بالدرجة الأولى مع سحل و ضرب و قتل أصحابها ..
كل من تؤلمه هذه الحقائق ، سيدرك حين يتساءل ، أن الأسباب أكثر من موضوعية :
– عدم اكتراث الوزارة
– إهمال السفارة (ابن الوز عوام)
– تخلف الجالية
– غياب التأطير
– احتقار جالياتنا و فوضويتها (في السنغال بصفة خاصة )..
– غياب المحاسبة و المعاملة بالمثل (أحداث 89 : لا إحصاءات ، لا تعويضات ، لا محاسبة ، لا شكوى أممية . تماما ، كأن شيئا لم يكن !؟)
المؤكد اليوم أن أموال الموريتانيين في داكار و مدن السنغال الكبيرة ، ستكون المُمَوِّل الأول للشغب القادم لا محالة .
و المؤكد أكثر أن السفارة (بسبب عدم أهلية فريقها) ، لا تمتلك حلا و لم تقدم مقترحا للوزارة .
و المؤكد أكثر و أكثر ، أن الوزارة لا تملك حلا و لا تصورا و لم تُشعر الرئاسة بخطورة الوضع و لا بعجزها عن تقديم أي حلول عملية ، مقنعة..
لا نملك اليوم – قبل فوات الأوان – سوى أن نحمل الوزارة و السفارة كامل مسؤولياتهم ، قبل أن يتقدموا بوابل من الأعذار غير المجدية في الوقت الضائع ..
مع التنبيه إلى أن استبدال المدير العام للأمن بآخر لا يملك أي تصور عن الأوضاع السياسية و الأمنية ، في هذا الوقت الصعب ، سيكون كارثيا على البلد ..
على فخامة الرئيس أن يدرك أن مدير الأمن ليست وظيفة عادية تخضع لقانون التقاعد و نُظم الإدارة الطبيعية : مدراء الأمن لا تنتهي مهامهم بالتقاعد و لا بغيره .
و حين تكون الظروف القاهرة سيدة الموقف ، يكون القرار الصائب سيد القانون ..
اللهم احفظ جاليتنا في السنغال .