ولد مكت بطاقة الرئيس الذهبية
النائب محمد ولد مكت..بطاقة الرئيس الذهبية:
لم يكن الوضع السياسي داخل حزب الإنصاف وداخل الحكومة عشية الانتخابات وضعا يسمح بصناعة نصر حاسم للحزب الحاكم .
رجال الصراع داخل الحكومة والحزب في دوامة صراعهم و عملهم المنظم سرا وجهرا ضد حلف آخر في الظل تقريبا أو خارج دائرة النفوذ ظاهريا.
ورغم زخم الثروة لدى حلف الصراع فقد كان جليا أن المال وحده لايكفي لصناعة نصر سياسي.
لكن الرئيس لم يكن يفته ذلك فقد أخرج بطاقته الذهبية لإحداث التوازن المنشود ولضمان إكسير الفوز الذي سرعان ما أكمل دورته في روح المنافسة بثقة ومصداقية فكان النصر .
ولم تكن تلك البطاقة الذهبية إلا القايد والنائب الحكيم محمد ولد بمب ولد مكت.
فالقايد ولد مكت بخلقه وانفتاحه على الطيف السياسي ورفضه أن يكون طرفا في أي صراع ووفائه للرئيس ولد الغزواني كان يحمل كل مؤهلات التأثير الإيجابي في هذه المرحلة.
الرجل حمل هم تصعيد كل اللوائح الوطنية للحزب في الوقت الذي كان خصومه من داخل الحزب والحكومة يعملون بكل طاقتهم لإفساد خطة رئيس الجمهورية لانتشال الحزب والموالاة كلها باختياره الموفق لرجل المرحلة محمد ولد بمب ولد مكت.
كانت كل الجبهات إلا جبهته في حالة عدم توازن رغم ما أنفق من مال ؛ وكانت هزيمتهم مدوية في انواذيبو والشمال ؛ فحسمت أحزاب أخرى المقدمة نهائيا قاذفة بالإنصاف في آخر اللوائح الناجحة ؛ وبرز الوهن في ازويرات ليطلب من السيد ولد مكت التدخل السريع لإنقاذ مايمكن إنقاذه في تيرس.
كانت هزيمة الإنصاف في ألاك من صناعة حلف الصراع الذي أدرك أن أحدا لن يصوت له فأدار ظهره للحزب!
كانت قلاع الإنصاف التي يتولى رجال الصراع “حراستها” تسقطع تباعا ؛ فما أغنى وزراء السيادة وغيرهم من الوزراء نقيرا في لعصابه ؛ ولا في جكني ولا في بلدية ومقاطعات أقصي فيها الإنصاف كليا أو جزئيا !
سياسي سجين يهزم حلف الإنصاف في بلديات عديدة بجكني ويفرض معادلة ذات مجاهيل متعددة على حلف لديه كافة الإمكانيات!
الشوط الثاني وشيك في دوائر عديدة وليس من منقذ إلا شخصيات قليلة حول الرئيس لها مصداقيتها الميدانية؛ ويتقدمهم ولد مكت بإنجازاته الميدانية البارزة كخد الشمس .
ولم يستطع رجال الرئيس الأوفياء العمل بكل طاقتهم لأن السيد وزير الداخلية له أجندته الخاصة في تصعيد أو هزيمة أحلاف معينة ولو كانت من الإنصاف ؛ ولأنهم يتحاشون الصدام معه فقد آثروا الصمت .
وأول الهاربين من الميدان كان ولد اجاي ؛ فقد انسحب إلى إسبانيا منتظرا انجلاء غبار معركة لم يخضها إلا بالصراخ والصخب والمزايدة على رجال الميدان الحقيقيين.
وكالعادة سيحاول رجال الصراع قطف ثمار لم يزرعوا حقولها ولم يسهموا فيها إلا ببث الأشواك في ممراتها.
لكن الانتخابات فرضت توازنات جديدة لامكان فيها لرجال الصراع.
فالأقطاب السياسية التي على أساسها ترسم التوازنات الاستراتيجية في الحكومة ثلاثة هي:
1قطب الولايات النهرية
الترارزه ؛ لبراكنه ؛ كوركول ؛ كيدي ماغا
2قطب الولايات الشرقية
لعصابه؛ الحوض الشرقي ؛ الحوض الغربي ؛ وتكانت
3قطب الشمال
آدارار ؛ اينشيري ؛ تيرس ؛ داخلة انواذيبو
ولانواكشوط وولاياتها أحكام سياسية خاصة ؛ فهي ولايات تعد رافد ترضية لنخب سياسية معينة
ويرجح أن تكون رئاسة البرلمان للنائب الموقر ولد مكت ؛ لذلك لا وجاهة لجمع رئاستين لقطب الولايات الجنوبية ؛ فمنصب الوزير الأول غالبا سيكون من نصيب قطب الشرق؛
فليس من التوزان الذي تفرضه نتائج الانتخابات ؛ احتفاظ القطب الشرقي بكل وزرات السيادة مع منصب الوزير الأول ؛ فالراجح أن القطب الشرقي سيفقد حقائب وزارية مهمة كالعدل والخارجية والداخلية ؛ والشؤون الإسلامية ؛ مع بقاء وزارة الدفاع لذلك الحلف.
ولا يستبعد أن تحدث إعادة عملية توزيع داخل الحلف الشرقي تحقق للحوض الغربي حضورا أبرز ولتكانت.
حلف الشمال سترتفع حصته دون شك ؛ فلديه حاليا رئاسة الحزب وحضور جيد في الحكومة والإدارة.
وربما نشهد كذلك تموضعات جديدة داخل الحلف الجنوبي تنصف كل ولاية لإحداث قدر أكبر من التوازن المناسب لمرحلة ماقبل الانتخابات.
ويحتاج كل قطب سياسي من أقطاب بلدنا لمزيد من حسن الاختيار لامتصاص نقمة كتل ناخبة أساسية فيه ترى أنها همشت في العملية السياسية الأخيرة؛ خاصة في مدينة النعمه ذاتها وتجمعات حولها(اجمان وكنته)
وتحتاج هذه المرحلة لحذر سياسي شديد يتلافى أخطاء مامضى من المأمورية ؛ فلا معنى لحكومة جديدة لايستطيع أعضاؤها لعب دورهم كحكماء وحكام يلجأ إليهم لفك الاشتباك السياسي في حواضنهم الجهوية والمحلية.