حتى بيرام ؟ كم ذل من بالت عليه الثعالبُ / سيدي علي بلعمش
سيدعلي بلعمش:
الزمان أنفو – حين استقبل ولد الغزواني اللئيم بيرام ولد اعبيد و كرمه ، كما فعل مع كل الأطراف السياسية في البلد ، أطلق الأخير صراخ انبهاره ؛ “وَجَدتُه .. وجدته .. وجدت الصديق الذي طالما بحثتُ عنه”
و فجأة و دون سابق إنذار ، تحوَّل إعجاب ولد اعبيد بـ”صديقه” إلى طوفان شتائم : تأبى العقارب أن تتخلى عن طباعها (لَدْغِ كل من يقترب منها صديقا كان أو عدوا) : عداد بيرام لا يتوقف عن الدوران و على من يريد كسب وده أن يظل يحرس فاتورته المفتوحة ؛ لكن يا أنظمة موريتانيا الغريبة ، لماذ تخطبون ود بيرام ، لماذا تساهمون في صناعته ، لماذا تتجاوزون له أنه يستطيع تهديد أي نملة في هذا البلد؟؟؟؟
و يتحدث بيرام اليوم عن النفعية و أحزاب النفعية .. عن خصومه الحقيقيين في لا وعيه .. عن نقطة ضعفه الكاشفة لكل عيوبه ..
بعد حرقه لكتب التراث المالكي (شلت يداه الآثمة) و توزيع السباب بلا تحفظ و لا استثناء ، على كل علماء البلد الذين أبهروا العالم أجمع بمعارفهم الموسوعية ، نجد اللئيم الانتهازي ولد اعبيد ، قُبيل ترشحه لانتخابات 13 مايو 2023 ، في حَجة و عمرة مشبعة التزلف لمقابر أسياده ، آملًا أن يكون خروج ولد داداه من المعترك ، فرصة لدخوله من باب نسي أنه أغلقه دون نفسه بسوء أخلاقه و انحطاط تفكيره و أغلقه التاريخ قبله بالشمع الأحمر : من أين لك يا ولد اعبيد ، احتلال مكانة ولد داداه ؟
من ضحكوا عليك بهذه الفكرة الساخرة ؟
كم أنت خفيف العقل يا أحمق الحمقاء ..!
ولد اعبيد أبشع جريمة ارتكبها ولد عبد العزيز و محمد فال ولد بلال في حق هذا الوطن . و من دون محاكمة الاثنين و اعترافهما بكل التفاصيل ، لا يكتمل فهم صناعة جريمته.
حاول ولد اعبيد أن يكون مناضلا تحرريا ضد العبودية ، يُسنِدُ ظهره إلى الإعلام السنغالي المعادي لبلدنا و حين ثار نبلاء تييس ضد دفن العبيد في مقابرهم ، لم يستطع ولد اعبيد أن ينبس ببنت شفة ، لأنه إذا فعلها لن يدخل السنغال بعدها ، حيث يبني عماراته و يكدس ثرواته و لم يستطع الإعلام السنغالي المأجور مثله أن يغطي حتى وقفات النبلاء على أرض المقابر التي استمرت عدة أسابيع ..
وحدها موريتانيا الغافلة ، المستهترة هي من تسمح لهذه الغوغاء الجاهلة ، الخائنة ، العميلة ، بتناول حساسيات البلد و مقدساته من قبل كل من هب و دب ..
أمثال بيرام من الجهلة لا تسمح لهم أي بلاد بالحديث فيها عن أمور كبار المثقفين و السياسيين .
ذهب ولد اعبيد إلى أمريكا و سلمت له المنظمات اليهودية التي صنعته جوائز النضال البطولي و حين ارتكبت شرطة أمريكا جريمة قتل جورج فلويد من دون أبسط وجه لتبريرها و أدانها العالم أجمع و استنكر بشاعتها و تبريرها و محاولات تبرئة مرتكبيها ، لم يستطع المناضل المزور ولد اعبيد أن يصدر بيان إدانة أو تصريح خجول ، لأنه يدرك أنه لو فعلها ، لن يستطيع الخروج من موريتانيا بعدها .
و بدل أن يعترف اللئيم ولد اعبيد أن موريتانيا متقدمة على العالم أجمع في حقوق الإنسان (أمريكا تستعبد العالم أجمع ، فرنسا تستعبد كل القارة الإفريقية و شيوخ القبائل الإفريقية هم من كانوا يبيعون العبيد للأمريكيين و الأوروبيين و هم من مازالوا حتى اليوم يمنعون الزواج منهم و يمنعون جلوسهم على فراشهم و يمنعون دفنهم في مقابرهم . و لو لم يكن بيرام في موريتانيا اليوم لكان في مؤخرة المحتقرين منهم من دون حق التعبير عن محنته) ، بحث اللئيم عن طريقة لإلهاء قطيع خراف جمهوره ، بنعت موريتانيا بالآبارتايد ، واصفا من يقف بينهم تحت قبة البرلمان بالفصل العنصري ..!؟
لا حدود لجهل ولد اعبيد و لا مراء في لا مبالاة الالقضاءالموريتاني ..
و حين طالبت المنظمات الحقوقية في مالي قبل حوالي أربعة أشهر فقط ، من السلطات المالية بإصدار قوانين و محاكم خاصة تجرم العبودية كما في موريتانيا (منذ بداية الثمانينات)، لم يعترف الحقير ولد اعبيد ، بأن آخر من يمكن أن يتهم بالآبارتايد في القارة و العالم هي موريتانيا التي يعتبر الغبي بيرام و أمثاله طيبوبة أهلها اليوم و تسامح نظامها ضعفا . و قد غرت مثل هذه الأحكام كثيرين قبلهم .
اليوم يصف اللئيم ولد اعبيد موريتانيا بالابارتايد من جديد ، خدمة لأعدائها في السنغال و فرنسا و إسرائيل و هي البلدان المتهمة أكثر في العالم أجمع بممارسة العبودية و العنصرية و الاضطهاد ، من دون أن توقفه السلطات عند حده أو تتخذ أي إجراء ردعي ضده..
اليوم يهدد الجبان ولد اعبيد موريتانيا بحمل السلاح إذا اعتُمدت نتائج انتخابات 13 مايو 2023 .
سنحتقر هذا النظام إذا قبل أي مساومة في إعادة هذه الانتخابات، في انتظار حمل الجبان بيرام لسلاحه : من هم أحرار موريتانيا الذين تتحدث عنهم يا ولد اعبيد ؟ من أي نافذة تطل عليهم من برج رباطك المنيع ؟
ما هذه الفوضى ؟
ماذا بقي من هيبة الدولة ؟
ماذا تبقى من المسافة بين المسموح و الممنوع ؟
اليوم يتحدى الحقير ولد اعبيد المجتمع الموريتاني كله من جديد بما يكفي لإفهام النظام أن أكبر الأخطاء هو تجاوز أخطاء ولد اعبيد..
اليوم نطالب النظام بحرمان ولد اعبيد من الجلوس في البرلمان و مصادرة جوازه و كل أوراقه المدنية و سحب ترخيص الصواب و إلغاء كل الانتخابات في الخارج و معاقبة كل من منحوه الأهلية القانونية للترشح و البول على الديمقراطية.
كيف تجاوز كل هؤلاء تهديد ولد اعبيد للأمن و السلم الاجتماعي ، حين هدد بحرق الشرطة و الدرك و كل العاصمة نواكشوط؟
متى كانت الديمقراطية غير كذبة الأقوى ؟
نريد أن نرى ماذا يستطيع بيرام أن يفعل بنا ؟
على ماذا يعتمد ؟
بماذا يهددنا ؟
من من بين كل من يحرضونه و يركِّبونه و يؤطرونه (في السنغال و فرنسا و إسرائيل) ، يستطيع أن يقدم لنا دروسا في الأخلاق و الإنسانية؟
ماذا سيقول بيرام أكثر مما يمرر على مسامعنا كل حين؟
ماذا يستطيع أن يفعل أكثر مما يفعل كل يوم ؟
ما حاجتنا إلى الحياة .. إلى الوجود .. إلى البقاء ، إذا كان السخيف ولد اعبيد يستطيع أن يهدد استقرارنا ؟
اليوم نقول للنظام الموريتاني ، إذا كنتم عاجزين عن مواجهة هذه الفقاعة العفنة ، اتركوا الشعب الموريتاني يختار من يدافع عن كرامته من أبنائه الأبطال القادرين على محق بيرام و من خلقوه و من ركَّبوه و من أوهموه بأنهم قادرون على حمايته ..
ما عاد هذا الوضع يتحمل المزيد ..!
ما عاد لهذا الوضع أي معنى في قاموس الوطن ..!