اغتيال أحمدي مجتبى وأصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل
اغتيل رئيس مركز الحرب الالكترونية الإيرانية مجتبى أحمدي بطريقة تحمل بصمات الموساد. ويرى محللون أن هدف إسرائيل من توسيع دائرة المستهدفين تخطى تخريب برنامج إيران النووي نحو وأد بوادر التقارب بين طهران والولايات المتحدة.
للمرة الأولى منذ نحو عامين عادت الاغتيالات التي ينفذها مجهولون على دراجة نارية إلى إيران، وذلك عبر مقتل الضابط في الحرس الثوري الإيراني مجتبى أحمدي رئيس مركز الحرب الالكترونية. جاء اغتيال أحمدي في مرحلة دقيقة تمر بها الاتصالات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران. ويرى مراقبون أن مقتل أحمدي، الذي عُثر على جثته في منطقة أحراش في شمال غرب طهران، يمكن أن يعزز موقع المتشددين، الذين يبحثون عن ذريعة لإجهاض حملة الرئيس حسن روحاني الهادفة إلى التواصل مع الغرب.
تقليل شأن وأشارت مصادر إيرانية إلى أن أحمدي لم يكن قائدًا كبيرًا في الحرس الثوري الإيراني، الذي ينفي أن موته كان اغتيالًا. ولكن كونه رئيس مركز الحرب الالكترونية يجعله هدفًا مغريًا بكل تأكيد. وفي حين أن إيران كانت هدف هجمات الكترونية أميركية وإسرائيلية، أبرزها دسّ الفيروس “ستاكسنت” لتعطيل أجهزة الطرد في منشآت نووية إيرانية، فإن طهران كانت نفسها مصدر هجمات الكترونية. وقد تكون إيران قوة من الدرجة الثالثة في هذا المضمار، ولكنها تبقى قادرة على إلحاق بعض الضرر.
أخطر الهجمات الالكترونية الإيرانية كانت في الصيف، عندما استهدف الفيروس “شامون” كومبيوترات شركة أرامكو النفطية في العربية السعودية. ومنذ أيلول/سبتمبر الماضي، اتُهمت إيران بالمسؤولية عن موجة من الهجمات الالكترونية على أكثر من 12 مصرفًا غربيًا. وقبل أيام، أفادت تقارير أن إيران اخترقت كومبيوترات تابعة للبحرية الأميركية في واحد من أخطر أعمال القرصنة الالكترونية حتى الآن.
نصرة للأسد في هذه الأثناء تواصل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل اختراق الكومبيوترات الإيرانية، وتسعى دول الخليج إلى حماية منظوماتها ضد الاختراقات الإيرانية. ولاحظ محللون أن أسلحة إيران الالكترونية تُستخدم أيضًا في سياق الحرب الأهلية المستعرة في سوريا، وخاصة لدعم ما يُسمّى الجيش الالكتروني السوري، الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد.
لكن اغتيال رئيس مركز الحرب الالكترونية أعاد توجيه الأنظار صوب إسرائيل. وكانت الحلقة الأخيرة في مسلسل الاغتيالات التي استهدفت مسؤولين إيرانيين في كانون الثاني/يناير 2012. ونُسبت هذه العمليات على نطاق واسع إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد”، الذي قال مسؤولون أميركيون أيضًا إنه وراء الاغتيالات. وتحمل الطريقة التي نُفذت بها عملية الاغتيال الأخيرة، التي قُتل فيها أحمدي، بصمة الموساد، خاصة بعد إفادات شهود عيان بأن القتلة استخدموا دراجة نارية. وسيمثل الهجوم في هذه الحالة توسيعًا مفاجئًا ومهمًا، بعد هدوء دام نحو عام. إذ إن كل المستهدفين في العمليات السابقة كانت لهم علاقة على هذا النحو أو ذاك ببرنامج إيران النووي.
ضربة للتفاهم وقال الباحث في المعهد الملكي للخدمات الموحدة شاشنك جوشي لصحيفة الديلي تلغراف إن قدرات إيران في مضمار الحرب الالكترونية لا تُعد خطرًا جديًا بقدر برنامجها النووي. وبالتالي يرى محللون أن هدف إسرائيل من توسيع دائرة المستهدفين أبعد من تخريب برنامج إيران النووي، ليشمل عاملين في مجال الحرب الالكترونية، يهدف إلى وأد بوادر التقارب والتفاهم بين إيران والولايات المتحدة في مهدها.
وتخشى إسرائيل من أن تسفر مبادرات روحاني عن اتفاق بشأن الملف النووي، يعزز موقع إيران على حساب مصالحها. كما يضع اغتيال أحمدي بيد خصوم روحاني في إيران سلاحًا ضد جهوده الدبلوماسية. ومما له مغزاه أن توقيت اغتيال أحمدي جاء متزامنًا مع اتفاق الولايات المتحدة وإيران على إطلاق جولة جدية من الدبلوماسية النووية في جنيف في وقت لاحق من هذا الشهر. إيلاف