ذلّ من لا سفيه لهم!/سيدعلي بلعمش
الزمان أنفو – ما زال العبيط الإخواني المغرور ، أوسمان سونغو ، قائد حراك شباب النهب و التلصص و التخريب في السنغال ، يهدد كل يوم في خطبه الصبيانية الحالمة ، الدولة الموريتانية ، بإحياء مشروع الأحواض الناضبة و بما لا أدري ما أسميه في رفضه لتقسيم الغاز بين موريتانيا و السنغال بدعوى التفاوت الديموغرافي بين البلدين ناسيا التفاوت الجغرافي الأهم و التراكم التاريخي الأعمق ، المهدد بكل ما يحتاج من أدلة دامغة لكل ولاية اندر و ضفتي النهر !
و لا شك أن الجاهل أوسمان سونغو يجهل (جهلا مركبا) ، أن موريتانيا إذا حبست مياه “الوادي الأبيض” وحده ، دون بقية روافد النهر المرتبطة كلها بالمرتفعات الموريتانية المطلة عليه من الشمال ، لنضبت مياهه إلى الأبد و متناسيا أكثر (جهلا منه لحالة بلده الكارثية) ، أن موريتانيا لن تخسر أي شيء إذا أُلغيَّت اتفاقية الغاز (التي كان من المفروض أن تكون موريتانيا هي الرافضة لها) ، عكس بلده الذي يعقد كل آماله المحبطة على كل المستويات ، منذ عدة سنين ، على هذا المشروع مكذوب النتائج تأويلا و تهويلا بين أجنحة الصراع المتناحرة في بلده.
شخصيا ، لا أخاف فوز سانغو في الانتخابات الرئاسية القادمة بسبب ضعف منافسيه و لا نوعية مناصريه لكنني أخاف فوزه بسبب وعوده المغرية ، أمام جمهور ساذج و جاهل مثله ، بالعبث بكل ما يتمنون العبث به في موريتانيا ، على خلفية نسخة سانغو المزورة للتاريخ و الأطماع الحالمة لسذج مناصريه و عدم مبالاة النظام الموريتاني بخطابه المؤسس على الإساءة إلى موريتانيا و الازدراء بأهلها و ما يمثله ذلك من عمق غائر في نفوس الكثيرين في بلده ..!
يبدو واضحا أن نظامنا لا يدرك أنه يساهم بما لا يمكن تصوره في ازدياد جمهور هذا الجاهل المغمور ، بعدم مبالاته بخطبه النارية العازفة على أطماع دفينة ، حتى لو كانوا يجهلون أنها أحلام في قبضة المستحيل..
ليس لأوسمان سونغو ما يقدمه للجمهور السنغالي غير العداء لموريتانيا .
و لا شك أنه سيقود بلده إلى جحيم بلا قاع إذا فاز في الانتخابات بمثل هذا الخطاب المعادي لبلد جار ، خابت آمال كل من عادوه قبله ، لكن يخطئ من يعتقد أنه لم يوفق في العزف على جرح شعبه الغائر ..!
إذا لم يعرف نظامنا الغارق في صفقات الفساد و محاصصة الوظائف و صراع أجنحة النفوذ و توزيع القطع الأرضية و عمولات الفساد، كيف يرد على هذا الجاهل المغرور ، سيكون علينا أن نُرشِّحَ من يطالب باستعادة عاصمة موريتانيا الأولى سينلوي و كل منطقة اندر الممتدة على طول ضفتي النهر .
و أخشى حينها ، أن يدرك النظام (بعد فوات الأوان) ، أن لا صوت اليوم في أي بقعة من الكون ، يمكن أن يعلو على صوت التطرف .
نعم ، نعم ، ذل قوم لا سفيه لهم