إمام مسجد بن عباس في خطبة الجمعة يدعو إلى الحوار
في خطبة الجمعة اعتاد الناس على الموعظة فحسب ، دون الوصول إلى حساسيات الوضع القائم ، رغم اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبه بأهم القضايا والمحاور الواقعية المعيشية ، من خلال التوعية والتشريع ووضع النقاط على الحروف، خصوصا في خطبة الوداع التاريخية الجامعة المانعة ، التي وضعت أهم محاور الدستور الإسلامي ، الصالح لكل زمان ومكان.
فما السنة إلا تفسير وشرح للقرآن الكريم ، المحفوظ ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )، وقال صلى الله عليه وسلم ،فيما نسب له من الحديث الشريف ” من أصبح لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم “.
أجل كان الإمام حدمين ولد السالك في خطبته العصماء المتميزة ، حريصا يوم الجمعة المنصرم ،في الحث على ضرورة إنجاح الحوار، وتحقيق الوفاق بين الشركاء السياسيين الموريتانيين كافة، دون أن يفصل ، ربما بحكم المقام ، وطبيعة العقليات .
ولقد كانت البداية فعلا مع أهم القضايا الكبرى في حياة الإنسان ، من خلال سورة النبأ(عم ) في الجزء الأول من الخطبة ، حيث النعيم للمتقين والعقاب للمخالفين والمتحدين لحدود الله وحرمات الشرع ، وأفاض في هذا وأجاد .
وفي الجزء الثاني من خطبته الشيقة ، الرفيعة الأسلوب ، تحدث عن واقع الناس ودعاهم لما ينفعهم ،من ضرورة الاتعاظ بغيرنا من الشعوب العربية و الإسلامية التي غرقت في نتائج المواجهات الدموية .
عسى أن نقتصر نحن على الخلاف السلمي والمخارج الجامعة ، أو على الأقل التوافقية المخلصة ، من مهالك التصعيد والكراهية والعنف الأعمى ، المجهول المصير والمآل ، والعياذ بالله.
لقد بلغ رأيه ونصحه .
فهل يقبل الفرقاء تجسيد مضمون هذه الخطبة الخير ، أم أن العناد والحسابات الضيقة للنظام القائم الاستبدادي أو خصومه ، ستطغى على المصلحة العامة، الأولى بتنازل وتعقل الجميع ، قبل فوات الأوان .
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
“مجرد مستمع ومتابع لردات المشهد المثير للتأمل والدعاء والشفقة “
نواكشوط جامع ابن عباس حيث وردت هذه الخواطر الموجزة.