هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة من النيجر؟/سيدعلي بلعمش
الزمان أنفو – 1 – الدول الغربية تُملي على المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) مجموعة من الإجراءات القهرية ضد الانقلابيين في النيجر :
– تعليق جميع المبادلات التجارية و المالية بين بلدانها و النيجر ،
– تجميد أصول المسؤولين العسكريين المتورطين في الانقلاب،
– إمهال الانقلابيين أسبوعا من أجل إعادة النظام الدستوري ،
– الإفراج الفوري عن الرئيس المخلوع ،
– التهديد المباشر باستخدام القوة في حالة عدم الاستجابة .
3 – فرنسا تزبد و تبرق ، مشيدة بقرارات إيكواس ، معلنة دعمها لكل المبادرات الإقليمية الهادفة إلى استعادة “النظام الدستوري” و عودة الرئيس المنتخب ..
3 – وزير الخارجية الأمريكي آنتوني بلينكن ، يعد بأن تظل أمريكا منخرطة بنشاط مع إيكواس “للحفاظ على الديمقراطية التي حققتها النيجر بعد جهد كبير”
4 – الاتحاد الأوروبي يعلن على لسان مسؤول شؤونه الخارجية ، “دعمه بسرعة و حزم” لقرارات إيكواس..
و كأن الديمقراطية و الإنسانية و الشرعية الدولية و حقوق الإنسان و احترام الدستور و اللباقة الدبلوماسية ، هي أن تظل فرنسا تستنزف خيرات الشعب النيجري المتضور جوعا و مرضا عن طريق شركة آريفا ، المؤمنة لأكثر من 40٪ من الطاقة النووية لفرنسا دون مقابل يذكر ، يذهب مردوده إلى جيوب الحكام ، دون وازع من ضمير و لا مسؤولية ..
كأن الديمقراطية في النيجر هي الضامنة للسيادة الوطنية و الشفافية الاقتصادية و توزيع الثروة بعدالة و حرية التعبير و الكرامة الإنسانية ..
كأن استنزاف فرنسا للثروة النيجرية و حمايتها لأنظمة التبعية و تزكيتها للانتخابات المزورة و تلويحها بعدم شرعية الانقلابات العسكرية ، هي قمة الديمقراطية و الحكمة و التمدن و النخبوية و التفكير الواقعي النابع من الوعي و التجربة السياسية المحنكة ..
إن ما يحدث في النيجر اليوم ثورة بكل المعايير ، لم تتأخر الجماهير في تأييدها و مباركتها بنزولها إلى الشارع و إحراق السفارة الفرنسية ، تعبيرا عن غضب متراكم تخنقه أنظمة التبعية منذ أكثر من نصف قرن من الاستباحة ..
الانقلابيون في النيجر لن يتراجعوا حتى لو صلبوا واحدا تلو الآخر و التأييد الشعبي لهم لن يتراجع بأي معجزة و أي مواجهة معهم من الإيكواس ، ستقود إلى اندلاع حرب ينقسم فيها العالم إلى قطبين لا ثالث لهما ، بقيادة أعتى قوتين في العالم ..
اليوم أصدر ثوار النيجر قرارا بوقف صادرات الذهب و اليورانيوم إلى فرنسا ، ردا على التهديدات الفرنسية التي أخذت كل الألوان و الأشكال خلال الأيام الماضية ، في رسالة واضحة إلى القزم ماكرون بأن العالم تغير و التحالفات تغيرت و موازين القوة تغيرت ..
الغرب الجبان ، العاجز عن مواجهة البطل بوتين من على أراضيه ، يحاول اليوم أن يواجهه في ميدان أبعد لتوسيع جبهة القتال من جهة في محاولة لإنهاك الجيش الروسي و لتفادي الضربات النووية المحدودة على الميادين الأوروبية من أخرى ..
هذا التفكير الغربي الساذج يعتقدون أنه يمكن أن ينطلي على القيادة الروسية ، المستعدة بلا تردد لأحد احتمالين لا ثالث لهما : إما النصر و إما النصر ..
و حين تكتمل أسباب الحرب و يصبح لا بد من المواجهة ، لا تستغربوا من أين تنطلق و لا لأي سباب ..
*حفظ الله موريتانيا الواقعة دون أن تدري في عين هذا الإعصار الغائر . *