محمدعبدالله ولد أوداع يتحدث عن اكتتاب ولد امصبوع ودارسة أبنائه في باريس
الزمان أنفو – تواصلت أمس الاثنين أمام المحكمة الجنائية المعنية بمحاربة الفساد والتي تحاكم منذ اشهر ما بات يعرف بملف العشرية والذي يتهم فيه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وعدد من أركان نظامه.
وفي جلسة اليوم استمعت المحكمة للمدير الإداري السابق للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) محمد عبد الله ولد اوداعه، والذي كشف لها عن ظروف اكتتاب صهر الرئيس السابق محمد ولد امصبوع في الشركة المنجمية الأكبر في موريتانيا.
وقال ولد اوداعه في سياق الرد على أسئلة محامي الطرف المدني إن “الموضوع كان تابعًا لإدارة المصادر البشرية في الشركة”، مشيرًا إلى أن الشركة في ذلك العام اكتتبت 782 عاملًا جديدًا “واحترمت مسطرة الاكتتاب مائة في المائة”، وفق تعبيره.
وفي السياق ذاته سأل المحامي إبراهيم ولد أبتي، رئيس فريق الطرف المدني، عن علاقة اكتتاب ولد امصبوع باستقالة الخليل ولد بياه الذي كان يشغل منصب مدير المكتب التجاري للشركة في باريس.
رد ولد اوداعه بالقول إن “ولد امصبوع لم يتم تحويله إلى مكتب باريس إلا بعد 16 شهرًا من مغادرة ولد بياه للمكتب”، مشيرًا إلى المكتب كان يعيش مشاكل منفصلة لا علاقة لها بتحويل ولد امصبوع.
وأضاف: “تلك المشاكل التي عاشها المكتب التجاري بباريس، كان سببها أن الشركة كانت تعيش طفرة بسبب ارتفاع أسعار خامات الحديد، واقترح ولد بياه تحويل المكتب نحو الصين، وسرح نقابية فرنسية وبواب موريتاني، فرفعت النقابية الفرنسية قضية ضد المكتب وكسبتها”.
وأوضح في السياق ذاته أنه حين وصل إلى ولد بياه مقترحًا بتحويل ولد امصبوع إلى مكتب باريس رفضه بحجة أن المكتب لديه مشكلة بسبب إقالة نقابية فرنسية وبواب موريتاني، ولا يمكنه زيادة موظفيه.
ولكن ولد اوداعه شدد على أن ولد امصبوع كان في تلك الفترة تابعًا لإدارة المصادر البشرية، وليس للمكتب التجاري في باريس، موضحًا أن صهر الرئيس السابق حول إلى الإدارة التجارية بباريس يوم 27 أكتوبر 2014، بينما غادر الخليفة ولد بياه المكتب التجاري يونيو 2013.
وأوضح ولد اوداعه أن ولد بياه حين كان المدير التجاري وصل راتبه إلى 16 ألف يورو، وحين أصبح مستشارًا تقلص ذلك الراتب كثيرًا، وقد يكون ذلك هو سبب استقالته لأنه تلقى عروضًا أخرى.
وبخصوص استفادة أبناء ولد امصبوع من منحة دراسية في باريس، على حساب الشركة، قال ولد اوداعه إن هنالك ميزانية قدرها 500 مليون أوقية قديمة، تخصصها سنيم للمنح الدراسية في الخارج.
وأضاف أنه في ذلك العام استفاد منها أبناء الأطر في الخارج، وتحديدا الولايات المتحدة وفرنسا.
كما نفى ولد اوداعه للمحكمة جميع التهم الموجهة له في إطار ما يعرف بـ “ملف العشرية”، والذي يمثل بموجبه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وبعض المقربين منه أمام المحكمة الجنائية المختصة في جرائم الفساد.
وقال ولد اوداعه في ختام مساءلته أمام المحكمة: “أود تأكيد أن جميع المهام التي أسندت لي، تعاملت معها بما تقتضيه المصلحة العامة للبلد”.
وأضاف: “تحققت مكاسب كبيرة في الفترات التي توليت فيها بعض المهام، سواء في شركة (سنيم) أو الوزارات”.
وضرب المثال بتعديل مدونة المعادن، مشيرًا إلى أنه مكن الدولة الموريتانية من الحصول على عشرين في المائة من رأس مال كل شركة استغلال جديدة في البلاد، وهذا لم يكن موجودا قبل 2009، وفق تعبيره.
وأوضح الوزير السابق أن “عشرة في المائة من النسبة لا تدفع عنها الدولة تعويضًا، وعشرة في المائة لدى الدولة الحق في شرائها”.
كما ضرب المثال بمراجعة الاتفاق بين الدولة الموريتانية وشركة نحاس موريتانيا (MCM)، بالإضافة إلى فرض صيانة طريق أكجوجت، على الشركة، وإنشاء الشرطة المعدنية التي أسندت إليها مهمة مراقبة النشاط المنجمي، وزيادة الإتاوات في إطار مراجعة المدونة المنجمية.
وخلال الجلسة قدم محامي ولد اوداعه عددا كبيرا من الوثائق إلى المحكمة قال إنها تدعم أجوبة موكله، وأرفقتها المحكمة بمحضر الجلسة.
وكان من هذه الوثائق: النظام الأساسي لشركة (سنيم)، وثيقة حول تقييم الشركات المساهمة في الحفر الاستكشافي، اتفاقية بين مفوضية الأمن الغذائي وخيرية (سنيم)، وثيقة حول ضمان الدولة الموريتانية لقرض 15 مليار أوقية قديمة قدمتها (سنيم) لشركة النجاح في إطار مشروع مطار نواكشوط الجديد، وثيقة لرسالة بريدية تثبت أن قرار توسيع خيرية (سنيم) اتخذه مجلس الإدارة.
كما تقدم المحامي بوثيقة لكشف جدول يبين العروض المالية التي تقدمت بها الشركات لتشييد المستشفى الجهوي بنواذيبو، وثيقة كشف زيادات منحتها خيرية (سنيم) للشركة المشيدة للمستشفى، وثيقة حول تصريح مفوض الأمن الغذائي الأسبق في أعلاف منحتها خيرية (سنيم)، وثيقة حول الإجراءات العامة للاكتتاب في (سنيم)، وثيقة حول نتائج تقييم ثلاثة مقيمين لاكتتاب محمد ولد امصبوع، محضر يتعلق بالمستشفى في نواذيبو واللجنة التنفيذية التي اتخذت القرار، مذكرة للجنة التنفيذية حول تقييم مصنع (كلب 2)، جدول كشف الشركات المساهمة في بناء فندق شيراتون، تصريح لرجل الأعمال محي الدين ولد السالك يقول فيه إن ولد اوداعه يرفض جدولة الديون (15 مليار)، محضر للجنة التنفيذية متعلق ببناء مصنع للخرسانة في ألاك.