حتى لانظلم العسكر/سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو – إذا كانت الديمقراطية هي دعم عودة الحكم “المنتخب ديمقراطيا” في النيجر ، فاشهدوا أنني أكفر بها..
إن الشرعية الحقيقية في النيجر هي أصوات الجماهير المبحوحة التي خرجت باكية فرحا ، يوم الانقلاب.
أسوأ “الاحكام الهمجية” التي عرفتها البشرية حتى اليوم ، هي الأحكام التي أنتجتها الانتخابات في إفريقيا ..
الانقلابات العسكرية أنبل ألف مرة من الانقلابات الانتخابية :
– الانقلابات العسكرية يعترف أصحابها (على الأقل) بتحملهم كامل المسؤولية ، أما الانقلابات الانتخابية فتُحمِّل الشعوب مسؤولية اختيارات لم يختاروها.
– الانقلابات العسكرية “تخطئ” أحيانا ، فتأتي بأمثال بومدين و عبد الناصر و توماس آنكارا ، أما الانقلابات الانتخابية فلم تخطئ يوما في انتخاب غير عباقرة الكذب و النهب و العمالة..
– الانقلابات العسكرية تَلعَنُ الأحكام المستبدة التي تطيح بها بما يمنح الشعوب “لحظة” تنفس صعداء ، هي التراكم الإيجابي الوحيد في تاريخ البلدان المستباحة..
– الانقلابات العسكرية لحظة تمرد جميلة تهدي أصحابها ما يريدون ، لكنها لا تسجل كذبتهم ضد مجهول مثل الانقلابات الانتخابية ..
– الانقلابات العسكرية “فشة خلق” تَحمِل للشعوب المُهانة ، شحنة أمل تذكرها (صادقة كانت أو كاذبة) ، بأن الأمل باق ، أما الانقلابات الانتخابية فتزيد المعاناة و تسد آفاق الأمل ..
– الانقلابات العسكرية تكذب بعد وصول أصحابها للحكم ، أما الانقلابات الانتخابية فتكذب قبل وصول أصحابها للحكم و تحول مكرها إلى نبوءات كاذبة بعد التحكم في رقاب المخذولين..
الانقلابات في مالي و بوركينافاسو و النيجر ، ما زالت حتى هذه اللحظة ، أعظم ثورات تحرر صادقة عرفتها القارة . و حتى يثبت العكس ، سنظل نباركها و نعطي وقتها كل الوقت.
و التاريخ لا يكرر نفسه إلا حين لا نفهمه من أول وهلة .