الطريق إلى الحلم الأمريكي المؤلم
الزمان أنفو – من بين 16 ألف شاب سلكوا طريق المكسيك هناك مايناهز11ألف منهم اضطرت أسرهم لتوفير ثمن التذكرة وضروريات السفر بطرق تدل على مدى حاجتهم لسفر ابنهم وحالتهم المزرية ؛ تتبرع الأخوات بما يملكن من مصوغات ذهبية ؛ وتتبرع قريبات بساعاتهن ويلجأ بعض الآباء لشبكة شبيكو والاقتراض بالضعف ؛ أوتبيع أسرة قطعة أرض رخيصة في ضواحي العاصمة كانت تعول عليها في بناء بيت يغنيها عن الإيجار الدائم بالعاصمة.
وتبيع أسر في الريف رؤوس بقر أو قطيع ماعز لتوفر لابنها مصاريف الهجرة إلى المجهول
وهناك فئة (دينكات) تؤمن مصاريفها بسرقة البيوت واختطاف الهواتف من المارة.
وفئة أخرى من الذين كانوا يستأمنهم صراف أو صاحب شركة إيجار سيارات أو صاحب بورصة على إدارة الأعمال ؛ فيخونون الامانة ويفرون بعشرات الملايين إلى مابعد الحائط !
وقد تشكلت عصابات موريتانية في طريق المهاجرين وأخرى في آمريكا هدفها النصب على أبناء وطنهم ؛ عبر التنسيق مع عصابات دول آمريكا اللاتينية ؛ أو لعب دور محولي عملات إلى الوطن.
كما تنشط عصابات موريتانية في المدن الآمريكية التي ينجح الموريتانيون في دخولها بعد خروجهم من التوقيف الآمريكي ؛ وتعمل هذه العصابات كوسطاء وفاعلي خير لمساعدة المهاجر على ترتيب ملفه القانوني والبحث عن عمل ؛ وكثيرا ما يتم النصب على الوافدين الجدد
وهناك أزمة كفالات ؛ إذ يبقى كثير من الموريتانيين في السجن لأنهم لم يجدوا من يكفلهم.
وتنعكس المأساة في انواكشوط ؛ فقد تتلقى اتصالات من معارف يسألون عن إمكانية المساعدة في تأمين كفيل لقريب لهم في سجون الهجرة بآمريكا.
وعلى مستوى السكن والإعاشة والعمل يحد الموريتانيون صعوبات أليمة ؛ خاصة أن أغلبهم لايجيد أي حرفة ولا يتحدث الإنجليزية.
وقد يضطر بعضهم للانخراط في وظائف قذرة كبيع الخمور والمخدرات وغير ذلك.
وينتهز بعض اليمنيين الفرصة فيبالغ في استغلال الموريتانيين دون رواتب لمدة أشهر.
لماذا لايهاجر بائع النعناع والتيفاي وجامع القمامة إلى آمريكا.
في بحث ميداني أنجزنته عن فرص الكسب من الأعمال الحرة البسيطة في موريتانيا ؛ اتضح لي أن سبب الفقر الرئيسي في بلادنا ليس في انعدام فرص تحسين الدخل وإنما في ثقافة الكسل وازدراء الأعمال الحرفية والأعمال الحرة البسيطة التي تنتج ذهبا.
بائع نعناع يمتلك دراجة هوائية عادية أخبرني أن دخله الشهري من بيع النعناع هو400ألف أوقية قديمة ؛ حيث نجح في بناء شبكة تسويق من 80محلا تجاريا يوفر لها النعناع يوميا ؛ ويربح 100%
ويخطط لرفع دخله بتوسيع شبكة توزيعه والاستعانة بعامل ودراجة إضافية.
لذلك لا يفكر في الهجرة إلى آمريكا.
جامع قمامة لديه عربة يجرها حمار يساعده أبناؤه ؛ وقد اقتنى حمارين وعربتين من فائض أرباحه ؛ يقول أنه يؤمن دخلا يبلغ 900ألف أوقية عبر شبكة زبناء في أحياء عديدة بالعاصمة ؛ حيث يتقاضى 3000أوقية قديمة شهريا من كل بيت
تيفاي مواشي (بائع مواشي) يقول أنه يؤمن دخلا شهريا صافيا من بيع (اغيارن) يتراوح مابين 1مليون شهريا ومليون ونصف
سألته كم كان رأس ماله عندما بدأ ؟
قال 3مليون أوقية.
إذن الفكرة هي رأس المال الحقيقي فبها نستطيع خلق دخل كاف في الوطن.
قسم التحقيق الاستقصائي
مجموعة نخبة موريتانيا