عن قصيدة “أهيم بدعد” ..
أَهيمُ بِدعد ما حيّيت فَإِن أمت فَوا حُزنا من ذا يَهيمُ بِها بَعدي/نصيب ابن رباح
الزمان أنفو _
أمّا عن مناسبة قصيدة “أهيم بدعد ما حييت فإن امت” فيروى بأنّه كان نصيب بن رباح يحب فتاة يقال لها دعد، وكان حبه لها شديدًا، ويصل لدرجة الهيام، وكان يخاف أن يموت، لأنه لا يعرف من الذي سوف يحب حبيبته من بعده، وفي خبر ذلك يقول:
أَهيمُ بِدعد ما حيّيت فَإِن أمت
فَوا حُزنا من ذا يَهيمُ بِها بَعدي
وَدعد مَشوب الدل توليكَ شيمَة
لِشك فَلا قُربى بِدعد وَلا بُعدي
وفي يوم من الأيام وبينما كان الخليفة عبد الملك بن مروان في مجلسه، ومن حوله الشعراء والأدباء، أتى ذكر ما قال نصيب في حبيبته أمامهم، فسألهم أمير المؤمنين عن رأيهم فيما قال، فعابوا عليه كلهم ما قال، فقال لهم الخليفة: فلو كان الأمر عائد لكم، فماذا كنتم ستقولون؟، فقال له أحدهم: يا مولاي، كنت سأقول:
تُحبُّكُمُ نَفْسي حَيَاتي فإِنْ أَمُتْ
أُوَكِّلْ بدَعْدٍ مَنْ يَهيمُ بها بَعْدِي
فقال له أمير المؤمنين: والله إنّ ما قلت لهو أسوأ ممّا قال هو، فقال له الحاضرون: وكيف كنت ستقولها يا أمير المؤمنين؟، فقال لهم: كنت سأقول:
أهيم بدعدٍ ما حييت فإن أمت
فلا صلحت دعدٌ لذي خُلةٍ بعدي