الرئيس الأمريكي يعلن حالة الكارثة الكبرى في نيويورك

altنيويورك : وكالات

وضع مفاعل نووي في ولاية نيوجيرزي في شرق الولايات المتحدة الثلاثاء خارج الخدمة بسبب الاحوال الجوية السيئة الناجمة عن الاعصار ساندي، كما اعلنت الشركة المشغلة للمفاعل. وقالت شركة “الخدمة العامة للكهرباء والغاز” (بي اس ايه جي) ان المفاعل “سالم 1” الواقع في هانكوكس بريدج على ضفة نهر ديلاوير تم وضعه خارج الخدمة بعدما توقفت عن العمل اربع مضخات مياه من اصل ست يضمها، مؤكدة ان المفاعل المجاور في هوب كريك يعمل بصورة طبيعية.

 

اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما حالة “الكارثة الكبرى” في ولاية نيويورك التي ضربها الاعصار ساندي ما يسمح بتوفير مساعدة فدرالية للضحايا. واوضح البيت الابيض في بيان ان هذا القرار “يضع الاموال الفدرالية في التصرف للاشخاص المتضررين في مناطق برونكس وكينغز وناسو ونيويورك وريتشموند وسافولك وكوينز”. كما اعلنت حالة الكارثة الكبرى في نيوجرزي.

 

 

فيما قال مسؤولون ان حريقا ضخما شب عندما ضرب الاعصار ساندي مدينة نيويورك مساء أمس الاثنين وانه دمر عشرات المنازل في واحد من أبعد الاحياء في المدينة. وغمرت مياه الامواج حي بريزي بوينت بمقاطعة كوينز نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر بسبب الاعصار ساندي وقال متحدث باسم ادارة الاطفاء في نيويورك ان جهود رجال الاطفاء للسيطرة على النيران تعثرت. ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع اصابات ويجري التحقيق في اسباب الحريق.

 

 

وجاء في تغريدة على حساب ادارة الاطفاء في نيويورك ان 50 منزلا أو أكثر دمرت في الحريق. واضافت ادارة اطفاء الحريق انه حتى الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (09:00 بتوقيت جرينتش) لم يكن تم السيطرة على الحريق. وعرض تلفزيون محلي لقطات لرجال الاطفاء وهم يخوضون وسط مياه يصل ارتفاعها الى الخصر حتى يصلوا الى مكان الحريق الهائل. واستخدم البعض زوارق مطاطية للوصول الى الحريق.

 

 

وذكرت التقارير الاولية أن هناك فيضانات واسعة النطاق في مدينة نيويورك. وأكدت الشرطة مقتل شخصين على الاقل من جراء العاصفة في المدينة ووردت أنباء عن وفيات في اماكن بعيدة مثل تورونتو أيضا. وهبت رياح عنيفة واجتاحت فيضانات مئات الاميال من ساحل الاطلسي ويتوقع سقوط ثلوج كثيفة على المناطق الداخلية المرتفعة اذ يتحرك مركز العاصفة نحو الغرب.

 

 

وامتدت رياح العاصفة من الحدود الكندية الى ولاية ساوث كارولاينا ومن ولاية وست فرجينيا الى نقطة في المحيط الاطلسي عند منتصف المسافة تقريبا بين الولايات المتحدة وبرمودا. وهناك أكثر من ثلاثة ملايين شخص بدون كهرباء بالفعل منذ المساء وأكثر من مليون شخص عرضة لاوامر الاجلاء. وغمرت مياه الفيضانات العديد من المناطق. وقال المركز الوطني للاعاصير ان ساندي وصل الى اليابسة في صورة “ما بعد الاعصار الاستوائي” مما يعني أنه لا يزال محملا برياح الاعصار لكنه فقد خصائص العاصفة الاستوائية. ويحمل الاعصار رياحا تبلغ سرعتها 129 كيلومترا في الساعة وهو أعلى كثيرا من الحد الادنى لشدة الاعاصير. وشملت منطقة العاصفة مراكز سكانية كبيرة مثل مدينة نيويورك وواشنطن وبالتيمور وفيلادلفيا.

 

 

وسقطت الاشجار في وسط شوارع مدينة نيويورك التي باتت مدينة اشباح واغلق الحطام أحد الجسور الرئيسية في بوسطن وغمرت مياه الفيضانات الشوارع الجانبية في منتجع ديوي بيتش بولاية ديلاوير لترى فقط قمم صناديق البريد. وفي بلدة فيرفيلد الساحلية بولاية كونيتيكت وهي نقطة سفر رئيسية الى مانهاتن اغلقت زوارق الشرطة الطريق الرئيسي المؤدي الى الشواطئ وطوق شريط الشرطة الاصفر المداخل الجانبية. واغلقت أسواق الاوراق المالية الامريكية لاول مرة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011 وستبقى مغلقة اليوم الثلاثاء. وأغلقت الحكومة الاتحادية في واشنطن وأغلقت أيضا المدارس على امتداد الساحل الشرقي.

 

 

 

وتوقعت شركة للتنبؤ بالخسائر أن الخسائر الاقتصادية قد تصل الى 20 مليار دولار في نهاية المطاف نصفها فقط مؤمن عليه. وأعلن حكام ولايات الساحل الشرقي حالة الطوارئ. وحذر مارتن أومالي حاكم ولاية ماريلاند من أن الاعصار ساندي سيقتل أشخاصا في طريقه لا محالة. وتوفي شخصان في حي كوينز في نيويورك رجل في منزل بسبب سقوط شجرة وامرأة سقطت في بركة مياه مكهربة. وسجلت أيضا شرطة تورونتو حالة وفاة واحدة وهي امرأة اصابها حطام طائر. وصل الاعصار ساندي لليابسة الى الجنوب مباشرة من مدينة أتلانتيك سيتي على بعد حوالى 190 كيلومترا جنوب غربي مانهاتن.

 

 

 

وأظهرت لقطات تلفزيونية ارتفاع منسوب المياه الى مستويات تاريخية في مانهاتن مما يزيد احتمال حدوث فيضانات في شبكة مترو الانفاق في المدينة. وذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز أن المياه بلغ ارتفاعها ستة أقدام خارج مكاتبها في مانهاتن. وقال شاهد من رويترز ان 19 عاملا حصروا داخل محطة طاقة تابعة لشركة كون اديسون على الجانب الشرقي من مانهاتن مساء الاثنين من جراء مياه الفيضانات المتدفقة التي صاحبت الاعصار ساندي. وقام مسؤولو المدينة باجلاء جيران مبنى سكني فاخر تحت الانشاء مكون من 90 طابقا بعد انهيار الجزء العلوي من رافعة البناء وسط الرياح العاتية مما أثار مخاوف من سقوطها على الارض.

 

 

 

وبينما أغلق الاعصار تدريجيا المدارج والطرق والجسور والانفاق يوم الاثنين بات من الصعب ان لم يكن من المستحيل الانتقال من واشنطن الى مدينة نيويورك على طول ما هو عادة احد أكثر ممرات السفر كثافة في الولايات المتحدة. وفي واشنطن دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما عشرات الملايين من الناس في مسار الاعصار الى اتباع تعليمات ونصائح السلطات. وقال أوباما في البيت الابيض “اذا لم يتبع الجمهور التعليمات فان هذا يجعل الامر أكثر خطورة على الناس وذلك يعني سقوط ضحايا يمكن تفادي سقوطهم”. وأضاف أن الناس يجب أن تتوقع انقطاع التيار الكهربائي طويلا وتوقف شبكات النقل.

 

 

 

وعطل الاعصار ساندي حملة انتخابات الرئاسة الامريكية قبل ثمانية ايام فقط من الانتخابات. وألغى الرئيس أوباما ومنافسه ميت رومني بعض الزيارات الانتخابية. وأدت العاصفة ساندي الى مقتل 66 شخصا في منطقة البحر الكاريبي الاسبوع الماضي قبل ان تسبب هطول أمطار غزيرة على بعض سواحل الولايات المتحدة وفي سقوط ثلوج على المناطق المرتفعة مع تحركها شمالا. ويقول خبراء الارصاد الجوية ان ساندي ظاهرة نادرة الحدوث تتمثل في “عاصفة فائقة الضخامة” نتجت عن التفاف تيار قطبي بارد حول عاصفة استوائية وأدت الى هطول امطار وصل ارتفاعها الى 30 سنتيمترا وسقوط الثلوج حتى بلغت قرابة متر على جبال أبالاتش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى