اعتصام حجاج مغاربة بسبب تأشيرات من موريتانيا
يواصل عدد من المغاربة المتوجهين لأداء مناسك الحج اعتصاما مفتوحا منذ الأربعاء الماضي في مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء جنوبي الرباط، احتجاجا على منعهم من السفر إلى الديار المقدسة بتأشيرات سفر “غير نظامية” صادرة عن السفارة السعودية في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وأفادت الجزيرة نت أن عدد المعتصمين حاليا يبلغ حوالي مائة شخص -أغلبهم نساء ورجال مسنون- ضمن ما يناهز 650 شخصا معنيين بهذه التأشيرات التي وصفها بيان للسفارة المغربية في السعودية بأنها “غير نظامية”.
وقال أحد المعتصمين واسمه عادل (رفض الكشف عن هويته كاملة) في اتصال مع الجزيرة نت، إن المعتصمين منعوا الأربعاء من السفر من قبل سلطات مطار محمد الخامس بدعوى صدور قرار من وزارة الحج السعودية يمنع المغاربة الحاملين لتأشيرة سفر من موريتانيا من التوجه إلى السعودية.
وتزامن ذلك القرار مع إيقاف السلطات السعودية فوجا مماثلا يتكون من 113 حاجا مغربيا يحملون نفس التأشيرات وصلوا إلى مطار جدة الأربعاء، وتم التحقيق معهم -حسب تقارير صحفية- حول كيفية حصولهم على تلك التأشيرات رغم أنهم لا يتوفرون على إقامة في موريتانيا ولم يتنقلوا إليها.
وأوضحت السفارة المغربية في جدة أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أصدر أمرا شخصيا بعد ذلك للسماح لأولئك الحجاج بأداء مناسك الحج.
عملية احتيال
وكانت السفارة قد أوضحت في بلاغ سابق أنه “تبين حسب التحريات الأولية أن أولئك الحجاج ربما وقعوا ضحية عملية احتيال من طرف بعض وكالات السفر التي قد تكون زودتهم بتأشيرات من حصة المواطنين الموريتانيين بموريتانيا”.
وبخصوص المسؤولية القانونية للمعتصمين في حصولهم على تلك التأشيرات من دولة لا يقيمون فيها ولم يسبق لأغلبهم زيارتها، قال عادل إنه تم الحصول عليها من قبل وكالات سفر مغربية أكدت لهم -حسب قوله- ” قانونيتها” باعتبار أنها تغطي جزءا غير مستوفى من حصة الحجيج المخصصة لموريتانيا.
ويناشد المعتصمون -يضيف عادل- الملك محمد السادس التدخل لدى السلطات السعودية بهدف تمكين هذا الفوج من أداء مناسك الحج “ورفع معاناتهم النفسية والمادية والاجتماعية” بسبب حرمانهم من ذلك.
وتكررت في السنوات الأخيرة في المغرب عدة حالات احتيال تورطت فيها وكالات سفر خاصة اتجاه عدد من المرشحين لأداء مناسك الحج أو العمرة، تدخلت خلالها السلطات المغربية لإيجاد تسويات وأحيلت بشأنها العديد من الحالات على القضاء.
وكان المغرب أعلن هذا العام خفض عد حجاجه من 32 ألفا إلى 25 ألفا، في وقت قررت فيه السفارة السعودية بالرباط عدم منح أي “تأشيرة مجاملة” بشكل مؤقت بسبب خضوع الحرم المكي لأشغال التوسعة.
المصدر: الجزيرة نت