د. بدي ابنو : حتى مفاهيم مثل الإنسان والكرامة الإنسانية كما توظف دوليا ليس لها بعد محتوى كوني يتجاوز الحدود الثقافية
شارك معهد الدراسات الأبستمولوجية في القمة الدورة الاستثنائية للهيئة السويسرية “مونتانا كران فوروم” الذي يختتم اليوم في العاصمة الأربية بروكسيل.
وقد تم تنظيم المنتدى هذه السنة بالشراكة مع المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم. وبحضور مكثف لعدد من المؤسسات التربوية والمدنية في العالم.
وقد كانت مداخلة مدير المعهد الدكتور بدي ابنو حول “مفاهيم التعايش البشري المعولَم والمرتكزات والمفاهيم المعرفية والأخلاقية التي ينبني عليها أو يمكن أن ينبني عليها”. وقد ركز ولد ابنو على أن الأسس والمنطلقات والمفاهيم التي تُوظف الآن إقليميا ودوليا حول قضايا الحوار الثقافي والتعايش والقرية العالمية هي آليات وأدوات موروثة عن عهود مختلفة عن فترتنا الراهنة و”تم تصورها وتنظيرها أساسا في عهد الدولة الوطنية القومية الأربية وحروبها”. و ركز على أنه “حتى مفاهيم مثل الإنسان والكرامة الإنسانية كما توظف في المواثيق والعهود الحقوقية ومواثيق الحقوق والحريات الأساسية وأدبياتها على الصعد المحلية والأقليمية والدولية ليس لها بعد محتوى كوني يتجاوز الحدود الثقافية” مشددا على أن ذلك ما يظهر استقرائيا بمجرد أن نتجاوز الإنشائيات الخطابية الموجَّهة والعبارات واللباقات الدبلوماسية التي لم تنجح يوما بل لم تُوضع يوما من أجل أن تمنع البشر من محاربة بعضهم البعض بل العكس” بحسب تعبيره. واستطرد أبنو بالقول “إن بعض المتدخلين هنا يسهب في موضوع مغلوط تماما ومزيف معرفيا عن الدين وعن الإسلام بشكل خاص ويراه يشكل عائقا أمام التعايش ويكرر أن الإسلام يُوظَّف سياسيا” مؤكدا “أنه على العكس الدولة الوطنية الحديثة بطابعها الإدماجي الأحادي من الناحية الثقافية والمعيارية هي التي استفزتْ وماتزال تزيد من استفزاز الطبيعة التعددية للمنظومات المعيارية السابقة عليها والتي لم تقبل طواعية أن تمحي أمام طاحونة الإلغاء الأحادي الطرف الذي انتهجتْه الدولة الوطنية كما تنتهجه الآن المؤسسات العولمية.”