ولد أبنو في صالون ولد أبنو المقداد
الزمان أنفو – يتحدث أحدهم عن أول مجيئ لمحمد ول ابنو ول احميدا إلى دار ول ابن المقداد، كان فتى يافعًا مغمورا لا يكاد يعرفه أحد. قدم مع صديق له ، و كان ولد ابن المقداد يستلقي على أرجوحة توضع له في صالة منزله. وعن يمينه الشاعرالأديب شمّادْ ولد أحمد يوره ، والأديب الوالد ولد القطب ، والولي ولد الشيخ يبّه ، وبعض كبار الأدباء وكان إمحمد ول أنكَذي ” لعور”(انـكْـرِي) تيدينيتو وكان أعورَ، أصلع قوي الصوت وشجيه يقول له أحد الشعراء :
من كان أصلع فليضــرب ليطربناأو كان أعور فليشدو بما شـاءَا
ياليتَ كلّ مغنٍ كـان ذا صــــلـع أوكانت العين عينا منه عــوراءا
ويقول فيه البيضاوي الجكني المعروف ب (باشا تَارُودانِتْ)
لَعَمرِي لقد خُضتُ القُرَى مِن كُناكِر ***وَجَاوزتُ أرضَ الصَّينِ بعد الجزائِرِ
وبالمغرِبِ الأقصَى دِيارِى ومنشئِي *** وسامرت أربَابَ الغِنَا والمزامِرِ
فماسمِعَت أذنِي ولم يَرَ ناظِــرِي ***كذَا الأعورالمشهُورِ عن كل شاعِرِ
وفي ذلك المجلس أخبر لعور الحضور أن لديه شورا جديدا يسمى “دزَّيتْ إمبرْ” لم يعزف من قبل وبدأ يشدو به فشحذ أداءه وصوته العذب ملكة الشعر عند المغنيين الكبار، وكان كبيرهم، محمدن ولد ابن المقداد قد فتح السجال بهذا الكاف :
إمْبِرْ إلِّ كالْ الْمَجّــادْ *** بُوصَلْعَهْ بُوخَزْرهْ مِن زِرْ
ذَاكُو كِيفْ إمْبرْ إلَعَادْ *** إلِّ لاهِ ينْـــكَـــالْ إمبـــرْ
بعدها قال شماد ولد أحمد يورة :
النّاسْ إلَ كَالِتْ بَاجْنَـاسْ*** عَنّكْ تكَدرْ تُحامِـرْ فُـرْ
ذاكْ ألاَّ كَولْ النّاسْ النّاسْ*** إتْمَشِّ لكَـوَارِبْ فِالْبِـرْ
وقال الوالد ولد القطب :
إمْخَمَّمْنِ فأمرْ الْغَيْدَاتْ *** عَوْدانِ نافدْ كَدْ إشْبرْ
وألاَّ نِكْبِرْ والطَّافِلاتْ*** كِذَّ كِـذَّ وحْـدَ تكْبـِرْ
فخاطب ولد احمده لعور من طرف المجلس وكأنه يستاثر به دون غيره كول :
شاعِرْ فالْهَولْ إمْعاكْ إتْـلَ *** إيْعودْ إفزرْ أوْ عِتْ إفْـــــزِرْ
ذاكْ الزِّرْ إمْنْ الهولْ إخْلَ *** ؤذاكْ الزّرْ إمنْ الهَوْلْ إعْمِرْ
فجلس ول ابن المقداد على أرجوحته كمن داهمه خطب قائلا ذاك كَافْ فيؤمن له ولد شماد نعم ذاكْ كافْ قطعا!
وجاء دور الولي ولد الشيخ يب الذي جعله حظه كمندوب يتصدي لهذا الدخيل والثائر الشرس إلى عالم الإبداع فقال كمن يمتحن قدرات متسابق :
حَدْ إمكَاطِعْنِ كَاطِعْنِ *** لمْكَاطِعْنِ كَطّاعْ إجْدِرْ
مايِكّْدِرْ حَدْ إيْكَاطِــعْنِ *** أبْدَ مَا يِكَدِرْ مَا يِكَدِرْ
فقال ولد ابنو كمن يريد ان يحسم المباراة من أول جولة ملمحا لحادثة اجتماعية تخص الولي ولد الشيخ يب :
باعِدتْ الشَّلاتْ أُوذَ فـاتْ *** مِنْ عَندْ إجْدرْ لِجْدر لِجْدرْ
وإيكَدْ إتْبَاعِيـدْ الشَّـلاتْ *** يَصْلحْ وإيكِدْ أفْطَنْ يِخْسرْ
فسكت الولي رافعا الراية البيضاء في وجه هذا المغمور المسموم اللسان :
فأردف ولد ابنو كمن يعلن انتصاره على سدنة لغن أو كمن يذيع البيان الأول متربعا على عرش سلطانه:
نَعْرَفْ لِغْنَ كِنْتْ إبْلَمْلاسْ*** مانكبرْ عنُّـو مانِسْــغِـرْ
أوُكَلَّلْتْ انْدُورْ إنغِرْ النّاسْ*** كَلِّتْ لِغْنَ للنـّاسْ إتْغِـرْ
ومن يومها بزغت ظاهرة فريدة في الأدب الحساني والأدب الموريتاني عموما تسمى محمد ولد ابنو ولد احميدا لم يوجد لها مثيلٌ حتى اليوم. كان كل امغني أيا كان صيته (يِتْمَزْرَ) طوعا أو كرها عن صَيْدْ إدَاشِغْرَ ، إذا جعله حظه السيء في مواجهة معه
وهو ماعبر عنه الأديب الكبير الشيخ ولد مكي بقوله :
أشبه حد إلى گد __ عن صيد إداشغر
يتمزر ، وان بعد __ اندور نتنزرَ
من صفحة Mohamed Sid’Ahmed