عن الزئبق الأحمر..
الزمان أنفو –
الزئبق الأحمر … مادة أخافت الملايين حول العالم، مم تتألف؟ لماذا تستخدم ؟ من أين يتم استخراجها؟ وما علاقتها بالجن واستحضاره؟ أسئلة كثيرة سيجيبكم المقال الإجابة عنها لتبديد استفساراتكم.
ما هو الزئبق الاحمر ؟
مادة ذات تركيبة غير مؤكدة ذاع صيتها منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين بسبب المزاعم الكثيرة التي راجت حول استخداماتها الكثيرة في صناعة عدد من الأسلحة المختلفة غير ذات العلاقة ببعضها البعض، وهو مما أثار المزيد من الشكوك حول صحة وجود مثل هذه المادة، فمثلاً يزعم مروجو تلك المادة أنها تدخل في صناعة الأسلحة النووية، أو أنها توفر طريقة أسهل لصنع القنابل الاندماجية وذلك عبر تفجير مادة الزئبق الأحمر موفرةً بذلك ضغطاً شديداً يؤدي لبدء التفاعل النووي الاندماجي دون الحاجة لوقود انشطاري يتم تفجيره نووياً أولاً لتوفير الضغط اللازم.
كما أشارت مزاعم أخرى إلى أن الزئبق الأحمر يمثل مفتاح نظم توجيه الصواريخ البالستية السوفييتية أو حتى مزاعم بإنه البديل الروسي المستعمل لتقنية الطلاء المضاد للرادار في طائرات الشبح.
لماذا يستخدم الزئبق ؟
من بين أبرز المزاعم حول استخدامات الزئبق الأحمر أنه يدخل في صناعة القنابل الاندماجية إذ يستعمل كمفجر ابتدائي بديل عن الوقود الانشطاري المستخدم في القنابل الاندماجية كما سبق وأشير في بداية المقال، وقد أيد هذا الزعم الفيزيائي صامويل كوهين مخترع القنبلة النيوترونية، إلا أن هذا الزعم يتعذر تصديقه علمياً لأن أي تفجير تقليدي لمادة ما لن يقدم سوى طاقة غير كافية وضئيلة جداً مقارنة بالطاقة التي يوفرها الوقود النووي الانشطاري.
زعم آخر انتشر في عقد التسعينات هو أن الزئبق الأحمر يسهل عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية يتيح استعماله للأغراض العسكرية، وذلك دون الحاجة لأجهزة الطرد المركزي التي يسهل تعقبها دولياً من قبل الدول والمؤسسات التي تعمل على منع انتشار الأسلحة النووية.
زعم ثالث شائع قال بأن الزئبق الأحمر ليس اسماً حقيقياً وإنما اسم شيفرة code name يشير ببساطة إلى اليورانيوم أو البلوتونيوم، أو ربما إلى الليثيوم 6 وهي مادة لها علاقة بالزئبق ولها لون يضرب إلى الحمرة بسبب بقايا المواد الزئبقية المختلطة بها. وإن كانت استخدامات الليثيوم 6 في الأسلحة الاندماجية تغطيها السرية.
وهناك مزاعم أخرى عديدة قدمتها صحيفة برافدا الروسية عام 1993 كان من بينها استخدامات الزئبق الأحمر كطلاء للاختفاء من الرادار وكمادة تدخل في صناعة الرؤوس الحربية الموجهة ذاتياً.
ما علاقة الزئبق الاحمر بالجن ؟
تنتشر الكثير من الشائعات حول الزئبق الاحمر، وأن السحرة يستخدمونه لأغراض كثيرة، ومن المزاعم التي سمعناها في هذا السياق، أن هناك كميات كبيرة من الكنوز القديمة المدفونة من ذهب وأثار تحت الأرض، وهذه الكنوز هي محروسة من الجن، ومن يحاول الحصول على هذه الكنوز فإن الجن يصيبه بصرع وبجنون، وأحياناً ينقل الجن الكنوز من مكان لا أخر ، لان هذه الكنوز مرصودة، وعليها حراس من الجن، وقد شاع بينهم أيضاً قدرة الدجالين والمشعوذين على استخدام الجن في استخراج هذه الكنوز ، ويقولون لا يمكن الحصول على هذه الكنوز الدفينة إلا من خلال إعطاء الجن الزئبق الأحمر مقابل هذه الكنوز .
وكذلك يطلب الجان من الدجال والمشعوذ الذي يتعامل معه، أن يحضر له هذا الزئبق الأحمر بكميات معينة ، مقابل أن يعطي الجان للإنسان أموالاً ضخمة يسرقها من البنوك ومن مطابع العملة في البلدان المختلفة .
ويقال إن الجن يطلبون الزئبق الأحمر، من الإنسان وهو غالي الثمن ويدعون أنه يصل سعره إلى مئات الألوف بل ملايين الدولارات، لأن الواحد من الجن يتغذى به ويساعد الإنسي في إطالة عمره ، ويجعله شاباً ويعطيه قوة .
و يدعي السحرة والمشعوذون أن الزئبق الأحمر أنه وجبة شهية للجن لا تقدر بثمن ، وأن لعقة واحدة منه تعيد الجني الكهل شاباً قوياً فيرد الجن معروف الساحر ويقدم له خدمات وكنوز وذهب وأموال .
وكذلك يدعي السحرة والمشعوذين أن الزئبق الأحمر يقوم بتثبيت الخلايا في الجسد، ويؤدى إلى احتفاظه بالشباب الدائم، والصحة الخالدة، فلا يهرم ولا يشيخ ولا يمرض و لا يموت .
ويزعم المشعوذون والسحرة ومن يكتبون التمائم ، أن من يحمل جزء من الزئبق معه فإن الجن لا تستطيع الاقتراب منه، وإن كان الإنسي ممسوساً بالجن فإن الجن يغادر جسد الإنسي الذي يحمل الزئبق ، فيشفى الإنسي من المس ، ويدعون أن من يحمله من الشباب والفتيات الغير متزوجين ، يفتح لهم النصيب فيتم لهم الزواج . ومن يحمله ويدخل به على الحكام فيحقق رغباته وطلباته ويكون محبوباً عند الجميع ، والجميع يلبي طلباته ورغباته ، ويقول للشيء كن فيكون ، والعياذ بالله.
عمليات النصب باسم “الزئبق الأحمر”
تم نشر إشاعات أن الزئبق الأحمر وجد في أهرامات مصر، وفي توابيت الأسرة الفرعونية الحاكمة، ووجد هذا الزئبق ضمن زجاجة صغيرة ، وقد أدى انتشار خبر اكتشاف هذه الزجاجة إلى وقوع الكثير من عمليات النصب والاحتيال منها ما تداولته الصحف قبل عدة سنوات عن تعرض شخصية عربية مرموقة لعملية نصب ، عندما نصب عليه البعض بيع زجاجة تحتوي على الزئبق الأحمر المصري بمبلغ 27 مليون دولار .
وقد حرر محضر بهذه الواقعة تحت رقم ( 17768 ) إداري قسم جنحة نصب ، بجمهورية مصر العربية . ومن أحدث قضايا الزئبق الأحمر تلك التي أمر اللواء أحمد شفيع مساعد وزير الداخلية المصري لأمن الجيزة بتحويل المتهمين فيها للنيابة للتحقيق معهم .
وكانت مباحث الجيزة قد ألقت القبض على طالب اسمه أحمد محمد أحمد ومدرس في مدرسة أوسيم التابع لمحافظة الجيزة اسمه صابر السيد ، وبحوزتهما قارورة تحتوي على الزئبق الأحمر ، تم شرائها بالملايين من الجنيهات ، وتبين أنها لا تساوي أكثر خمسين جنيهاً .
وقد تم ضبط بعض العبوات التي مكتوباً عليها أنها تحتوي على زئبق أحمر، قدم أصحابها بلاغات على أنهم تعرضوا للنصب والاحتيال وأنهم اشتروا هذا الزئبق بملايين الدولارات، وهو لا يساوي عشرات الدولارات ، وهذه دعاوي النصب والاحتيال في الكثير من البلاد العربية وخاصة مصر والأردن وغيرها من الدول العربية، ومن خلال التحليل أثبت أنه مجرد سائل عادي، وهو نفس الزئبق الذي يستخدم في موازين الحرارة .
حملة ضد الزئبق الأحمر
الحديث عن الزئبق الأحمر وكثرة عمليات النصب التى حدثت بسببه جعلت الكثيرون يحاولون الوقوف ضد هذه الشائعات عبر حملة Campaign against Red Mercury أو “الحملة ضد الزئبق الأحمر” والتى أنشأت موقع إلكترونى يوثق الحوادث التاريخية التى تم الترويج فيها للزئبق الأحمر سواء كمنشط جنسي أو وسيلة لتحضير الجن أو سلاح نووى.
ويقول مؤسس الحملة مايكل بي مور، إنه أنشأ الحملة بعدما كتب فى عدة مناسبات عن أشخاص تعرضوا للقتل فى محاولة استخراج الزئبق الأحمر من مناجم والبعض كان يبحث عنه فى مواد متفجرة وكل هذا حدث فى أفريقيا عندما كان يعمل كصحفى بها.
وقال فى الموقع “الزئبق الأحمر لا وجود له والكثير من الأبرياء عانوا بسبب هذه الخدعة”.
وأكد أن هدف الحملة ليس مجرد إعلان على الإنترنت أو توثيق لحوادث النصب والمآسى الخاصة بالخدعة بل أيضا لتقديم نصائح حول كيفية الرد على هذه الخدعة وما يجب أن يقوم به الفرد إذا عرض عليه أحدهم شراء أى مادة قيل أنها الزئبق الأحمر.