30 سجيناً بينهم 3 من القاعدة تمكنوا من الفرار من سجن “نواكشوط”

altتعاني السجون في موريتانيا من تردي أوضاعها مما ساعد السجناء على فرض سلطتهم واكتساب شهرة كبيرة في المجتمع من خلال عمليات الفرار الجريئة التي نفذوها، كان آخرها فرار خمسة سجناء محكومين بالأعمال الشاقة المؤبدة من سجن آلاك، الذي يضم السجناء الأكثر خطورة والأطول محكومية.

ومن أشهر عمليات الفرار التي نفذت في موريتانيا تلك التي نفذت عام 2007 في سجن “نواكشوط” أكبر سجن في البلاد، حين تمكن أكثر من ثلاثين سجينا من الفرار من السجن المدني بنواكشوط المشهور بسجن “كابيلا”، واستطاع الموقفون وهم سجناء الحق العام حفر نفق يؤدي إلى الخارج، واستغرقت عملية حفر النفق حسب مصادر أمنية عدة أيام.

وتعد هذه أكبر عملية فرار للسجناء في موريتانيا، وكان أغلب الفارين يقضون عقوبات متفاوتة بتهم القتل والاغتصاب والسرقة، بينهم خمسة سينغاليين، حكم على ثلاثة منهم بالإعدام في قضايا تتعلق بالحق العام.

كما تمكن ثلاثة سجناء من تنظيم القاعدة من الفرار من سجن نواكشوط عام 2007 وهم يرتدون أزياء نسائية “عباءات وخمارات”، واستغل ثلاثة من أخطر عناصر تنظيم القاعدة في موريتانيا اشتداد الزحام والفوضى خلال أيام الزيارة للاندساس وسط نساء المعتقلين اللاتي يرتدين الخمار للفرار من سجن نواكشوط، ويتعلق الأمر بالخديم ولد السمان، الذي يعد زعيم القاعدة في موريتانيا وسيدي ولد حبت وحمادة ولد محمد خيرو.

كما تمكن عدد من سجناء الحق العام من الفرار من سجن نواكشوط أيضا بعد أن حفروا نفقاً تحت الجناح الثاني من السجن، وتمكن 16 سجينا من الخروج من النفق والفرار بعيدا عن السجن، بينما تم القبض على خمسة سجناء.

أوضاع السجون في موريتانيا

وتطرح عمليات الفرار المتكررة أسئلة كثيرة حول أوضاع السجون في موريتانيا، حيث يتساءل الخبراء والباحثون عن دور المؤسسة السجنية في انحراف السجين واحترافه الإجرام في حين أنها مُطالبة بإصلاحه وتأهيله لإعادة إدماجه في المجتمع، وهل أصبح السجن حقلا خصبا لعصابات الجريمة والجماعات المتشدِّدة التي تستقطب السجناء وتدفع بهم للذهاب بعيدا في تطرّفهم وإجرامهم، لاسيما بعد أن أصبحت السجون تخرج الإرهابيين والمجرمين وتزيد من خطورتهم داخل المجتمع.

ويقول الباحث أحمد سالم الخرشي إن السجون في موريتانيا تعاني من الاكتظاظ وسوء التغذية والظلم والانحرافات كاستعمال المخدرات والعنف والتطرف وتفشي الرشوة وقلة الإمكانيات، وتؤدي هذه المشاكل إلى زيادة معاناة السجناء، بسبب ما يمكن أن تفرزه من مشاكل أخرى، ويشير إلى أن السجين يشعر بأن السجن يكون غالبا أقل عدالة مما توقعه مما يدفعه إلى التمرد والانحراف خاصة إذا تعرض للعنف اللفظي أو الجسدي.

ودعا الخرشي إلى إصلاح السجون والحفظ الكرامة الإنسانية للسجين وبحث السبل الكفيلة بتنظيم الفضاءات السجنية، واحتواء الانحرافات فيها، وتبني إجراءات عقابية وتأديبية صارمة داخل المؤسسات السجنية لفرض النظام ومواجهة الانحرافات، حتى تتحول إلى مؤسسات إصلاح وليس إلى مؤسسات إقصاء.

العربية نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى