هزة أرضية تصيب الحزب الحاكم.. من يتحمل التداعيات…؟
الاتحاد من أجل الجمهورية أو الحزب الحاكم؛ أو وريث حزبي”الجمهوري و”عادل”.. كلها مصطلحات يصح تفصيلها على الأخطبوط السياسي المنطوق في الثقافة الشعبية (حزب الدولة)؛ هذا الحزب الذي سلب من الديمقراطية زينتها لكثرة مناصريه عند الطمع وقلتهم عند الفزع.
اليوم يبدو الحزب متخما بأثقال لا حصر لها؛ عندما تتطاير حاضنته كغنم فرت من قسورة فتخرج عليه القبيلة من كل الربوع وهي تصرخ؛ ويشد الأتباع أحزمة الرحيل؛ ويخسر الساسة الكبار ممن ألفوا المشهد وتآلفوا معه سنين خلت غنائمهم التي جمعوها بالنفاق والوفاق؛….. حينها لا تسأل أبدا عن الباقي من القصة.
الكل خرج غاضبا؛ ليس حبا في الترحال لأنهم عايشوه منذ النشأة؛ وإنما تعبيرا عن مستوى الاحتقان الدرامي الذي وصلت إليه مفاصل اللعبة لحزب لا يطعمهم، ولا يكسوهم، ولا يؤمن لهم الولوج إلى المناصب؛ وإنما هي علاقة غرامية نسجتها الذهنية العامة عن حكاية المخزن.
انقطع الحبل السري؛ وبات المسكوت عنه مشاعا على المنابر؛ فوجوه الترشيحات هذه مخلوقات عجيبة على حافة الانقراض؛ كاملة النمو جسميا، مجهولة الإسم قبليا ووطنيا؛ فأنى نحن منها؟
لقد كان الخصوم على حق حين قاطعوا المنافسة بكبرياء؛ لكن حذاري أن يفرحوا بالمشهد القبلي والسياسي المنتفض؛ ففيه ألغام أرضية قاتلة.
يقول المنجمون في هذه البلاد (وهم كثر) إن ثورة الغاضبين ليست ربيعية؛ لأن الربيع احترق مع انتكاسته في مصر وسوريا؛ ولكنها ثورة كرتونية قد تتبدد في أية لحظة مع حزب يختلفون معه ويهيمون به في كل الأوقات؛ لكن هل الحزب قادر على مداواة جراح الخارجين عليه؟ وهل يحسن معهم صناعة المخارج.؟ أم هو قادر بجبروت أساطينه الجدد على امتصاص الضربة وقلب الطاولة على الخصوم.؟
وهل هناك انتخابات في الأصل حقا مادام الوقت رقيبا على الأعناق يطارد بسيفه الجميع، ولجنة الانتخابات عاجزة في الوسائل والإجراءات؟ وأين الممول الأوروبي من كل ما يجري وهو المعول عليه في دفع ثمن السباق.
ألا يعتبر التأجيل الحل الأمثل حيث يستريح الجمهور الغاضب، ويلتقط الساسة أنفاسهم؛ وتعود القبيلة إلى رشدها؛ فتنظم شتاتها، وتحزم أمرها، وتحدد نصيبها من الكعكة، ويعود الحزب إلى عرينه: حزب للجميع منه ينطلق وإليه يعود… ولو كان ذلك كله مجازا.
وليس في الأمر مفاجأة إن دقت ساعة التأجيل ولو قبل يوم واحد من ساعة الاقتراع.. وما انتخابات يونيو الرئاسية عنا ببعيدة.
نحن شعب مبدع نحسن التكيف مع اللحظة في أسرع من البرق، ويحق لموسوعة غينس أن تحتفي بنا لابتكاراتنا العديدة!
ألا نملك أطول قطار في العالم، وأطول البرلمانات عمرا على وجه المعمورة؟؟
فلا يضرنا إذن أن اضفنا إلى كل ذالك أطول انتخابات مؤجلة في العالم؛ مادام خير الانتخابات آجلها لا عاجلها.
بقلم اعل ولد البكاي