أطار : تقرير عن أجواء التنافس المرتقب
خلال زيارة ميدانية لعاصمة ولاية آدرار، لاحظ مراسل “الزمان” كيف بدأ البعض يمهد لدخول أجواء التنافس المرتقب، والمتوقع أن يكون محتدما بين مختلف الفرقاء الانتخابيين المشاركين، في اللعبة السياسية المنتظرة..
وقد تقدم المعنيون باسم يافطات حزبية متنوعة ب25 لائحة بلدية (12 أطار، 4 بعين أهل الطابع، 6 الطواز، 3 شوم)، و8 لوائح للنيابيات.
وإن أحرز ولد اهميمد العمدة السابق بعض المكاسب الهشة فترة عهدته في البلدية، إلا أنه مهدد بالتصويت ضده كعقاب مبطن، نظرا لإقصاء مرشح رجال أعمال “اسماسيد” محمد محمود ولد أحمد ولد الحاج المختار الوالي السابق لولاية اترارزة في عهد الرئيس معاوية ولد سيدا حمد الطابع، وقد لا ينجح منافسوه في هزيمته الانتخابية إلا من خلال اللجوء لإتلاف حزبي قوي في الدور الثاني، قد لا يحصل الإجماع عليه من جديد.
مما يرشحه عمدة منتظرا بعد سباق شاق.
وعلى مستوى النيابيات يتصاعد الحديث بشكل خاص عن لا ئحة المحامي الأستاذ سيد محمد ولد محم المرشح من قبل الحزب الحاكم ووكيل لائحته، وتشكو بعض الأوساط في مدينة أطار من أداء النائب الحالي مركزين على إهمال لقضايا وهموم المقاطعة تحت قبة البرلمان مثل صمته المطبق عن وباء حمى الواد المتصدع، وصمته إبان اعتقال رجال الأعمال وأبناء عمومته الذين مول بعضهم حملته السابقة سنة 2006.
ولكن الأستاذ سيد محمد ولد محم بدهائه المعروف وتزلفه المبالغ فيه لنظام ولد عبد العزيز إلى حد تجاوز أساليب اللياقة السياسية المقنعة نسبيا جر حليفه الانقلابي إلى إعادة ترشيحه للنيابيات المنتظرة في يوم 23 نوفمبر القادم.
ونظرا لمنافسة أغلب اللوائح المرشحة للمعني وقوة نشاط معارضيه في المدينة، فقد لا ينجح في حسم المعركة في الدور الأول، إن تمكن من الصعود إلى الشوط الثاني.
ويحتل الصحفي عبد الفتاح ولد اعبدينا مرشح لائحة حزب الإصلاح المرتبة الثانية على لائحة الترشحات النيابية، وهو معروف في الوسط الإعلامي، من خلال معاناته المريرة مع رجل الأعمال المتنفذ محمد ولد بو عماتو،التي خرج على إثرها من السجن بعفو رئاسي استعاد بموجبه كافة حقوقه المدنية.
وفي مستوى ثالث من التداول الشعبي و الاجتماعي يتحدث سكان أطار عن ترشيح خال الملياردير محمد ولد انويكظ المسمى أحمد ولد سيدي مولود ولد برو، الذي ترشح باسم حزب الكرامة ـ المحسوب على رجل الأعمال المقرب عائليا وماليا من الرئيس ولد عبدا لعزيز المدعو سيد محمد ولد ابوه، المتهم في الوسط الإعلامي بتبييض الأموال من خلال رحلاته المكوكية إلى المغرب ودبي، وقد سبق توقيفه في مطار الدار البيضاء بالمغرب ضمن ورطته المالية المعروفة بنقل مبالغ كبيرة من العملات الصعبة إلى دبي عبر مطار البيضاء، دون الوفاء بالشروط المطلوبة لذلك.
..وإن لم يكن ولد ابوه ضمن تشكيلة الحزب المذكور(الكرامة)، فإن بعض أقارب ولد عبد العزيز على سبيل المال سيد محمد ولد ابوه هذا والنائب المصطفى ولد مكي ولد عبد العزيز، قد لجئوا إلى شراء ذمم قيادات بعض الأحزاب الصغيرة، مثل حزبي “الكرامة” و “الكرامة والعمل”، لاستقطاب المستائين من ترشيحات الحزب الحاكم.
حيث تحرك محور(محمد ولد انويكظ ـ خداد ولد المختار) بعد رفض ترشيح محمد محمود ولد الحاج المختار لبلدية أطار، ورفض تبني ترشيح خداد ولد المختار من خلال الحزب الحاكم، إلا أن المعنيين الاثنين لم يبتعدا عن السرب، حيث ترشحا أو رشحا من خلال “الكرامة” المحسوب على الأغلبية الرئاسية، تعبيرا عن رفض غير مطلق حتى لا ينفرط عقد الصلة مع النظام القائم، وضمن هذا السياق خاله المغمور ولد برو، الذي لا يزال يبذل جهدا جهيد لمجرد التعريف بنفسه، وربطه بخاله الجسور محمد ولد انويكظ الذي سبق أن فشل في نزالين انتخابين رئاسيين، الزين ولد زيدان 2007، وأحمد ولد داداه 2009، وثالث صدمة انتخابية مع المخضرم أحمد ولد سيد باب 2006 في النيابيات التي كسبها ولد محم المدعومة من طرف العسكر وأهل عبد الله.
ورغم هذه الهزائم لا زال رجل الأعمال محمد ولد انويكظ يصر على المشاركة الانتخابية والسياسية، بروح مغامرة شجاعة، حرصا على موقعه الاجتماعي بمدينة أطار، ومصالحه الاقتصادية على الصعيد الوطني، المهددة باستمرار من قبل ولد بوعماتو وولد عبد العزيز، وإن بأساليب أقل حدة ومباشرة، وربما تكون أمعن في الإضرار.
كل هذه المعطيات قد لا تسعف ولدبرو، إن نجح في التعريف بنفسه قبل انطلاق الحملة الانتخابية.
وإن كانت ثمة لوائح أخرى كلائحة مشكلة من ائتلاف حزبي التحالف والوئام ، وهي مدعومة من طرف محمد المختار ولد زغمان حليف الخصمين السياسيين خداد ولد المختار وسيد محمد ولد محم.
وتأتي في المرتبة الخامسة حسب بعض المراقبين لائحة حزب “تواصل” للنيابيات التي يقودها القبطان عبد القادر ولد أحمد للطلبة، والتي يروج أن الأستاذ سيد محمد ولد محم اعترض عليها لعدم حضور وكيلها القبطان المذكور إبان تقديم اللائحة، مما قد يعرضها للإلغاء حسب بعض المصادر.
وفي هذا الجو التنافسي بين اللوائح النيابية ليتوقع حسم المعركة في الجولة الأولى من الاقتراع، ويرجح البعض أن يكون هناك شوط ثان بين الصحفي الشهير عبد الفتاح ولد اعبيدنا، الذي يستند إلى قاعدة انتخابية تقليدية قوية ويغلب على أعضاء لائحته المقدمة العرب السمر(لحراطين)، وهو ابن عم العمد السابق محمد السجاد ولد اعبيدنا، ومن جهة ثانية المحامي المدعوم من طرف الحزب الحاكم، وربما شريحة معتبرة من العسكر الذي يغلب على تصويتهم الأمر المباشر من قبل القائد.
فهل يحقق الصحفي الكبير المفوه عبد الفتاح ولد اعبيدنا المفاجأة غير المستبعدة بمدينة أطار؟!.
الزمان