أسألت هندا لا ابالك مالها
ألقى هذه القصيدة قائلُها في مَحفَلٍ اجتماعي، استقبل فيه "الجَكَنِيُّون" وفدا من سراة قبيلة "تَندَغَةَ"في مقاطعة "گَرُو"-بكاف معقودة- بموريتانيا: أسألتَ هندا لا أبا لك ما لها صَرمتْ حِبالَك إن وَصلتَ حِبالها صُرِمَت حَبائلُ غَيِّها مِن بعدِ ما تَبِعَتْ ضلاليْ واتَّبعتُ ضلالَها =
ألزمان أنفو
ولقد يكونُ وِصالُها مُتَيامِنًا
دانيْ القُطوفِ إذا أرَدتُ وِصالها
ثُمَّ استحالَتْ وَيْكَ رُبَّتَ حالَةٍ
أََوْدى بِها صَرفُ البِلى فأحالَها
فاترُكْ طِلابَكَها فإنّ سفاهةً
طَلَبُ الحليم مِن الأُمور مُحالَها
رُعبوبَةٌ فُنُقٌ كأنّ رُضابَها
رَاحٌ يَشُجُّ بِها النديمُ زُلالَها =
يا هندُ وَيْحكِ إنّني مِن مَعشَرٍ
لا يُتبِعونَ قَرينةً تَضلالها
ولَرُبَّ رُودٍ كالجُمانِ فريدةٍ
كُنتُ الجَوابَ لقائلٍ: مَن قالَها!
يا غُرَّ “تَنْدَغَةَ” التي قد زاحمَتْ
زُحَلًا وألقَتْ في البلاد ظلالَها
شُدّوا الرحالَ إلى الذين دعَوْكُمُ
مِن غُرِّ “جَاكانٍ” أيَا لَ أيَا لَها =
شُدّوا رِحالَكمُ إلى البلدِ الذي
شَدَّتْ إليهِ المَكرُماتُ رِحالَها
فتَرَوْنَ ساداتِ الأُباةِ أُباتَهُ
وتَرَون ساداتِ الفِعالِ فِعالَها
بِفَصاحةٍ وسَماحةٍ وصَباحةٍ
كانوا إذا ذُكِر الرجالُ رِجالَها
فأُولاكَ أمثالُ البُدورُ غَطَارِفٌ
ضَرَبَتْ بِهمْ غُرُّ العُلا أمثالَها =
مِن كُلِّ حالٍ بالفَخارِ سَمَيْدَعٍ
لَو طاوَلَتْهُ الرَّاسِياتُ لَطالَها
وإمامِ نازِلةٍ يُبَيِّنُ كُنْهَهَا
حتّى يُبِينَ حرامَها وحلالَها
قد نالَ غاياتِ العُلومِ وإنَّهُ
لو رامَ هاماتِ النجومِ لَنالَها
مَلَأَ الزمانَ عُلاهُمُ ونداهُمُ
مَلْأَ البلادِ جَنوبها وشَمالَها =
لَوْ نَادَتِ الآفاقُ: يا عِلْمُ انتَسِبْ
لِقَبيلَةٍ؛ لم ينتسِبْ إلَّا لَها
ما نالَ مَن طَلبَ المعالي فَضْلَها
أبدًا، ونالَ المُجْتدي إفْضالَها
وإذا ذكَرْتِ الأفضلينَ بِمَجلسٍ
فَلْتَذكُري قبلَ الخِصال خِصالَها
غُرٌّ كأمثالِ الزواخِرِ صَدَّقَتْ
يومَ الندى أفعالُها أقوالَها =
لَو لاح في الليل البَهيمِ وُجوهُهمْ
لَرأيتَ مِن شمسِ النهارِ كَمالَها
تِلكَ ابْنَةُ الفِكرِ البديعِ قد اكتَسَتْ
حَلْيًا مِن السِّحرِ الحلالِ حَلا لَها!