انتبهوا لما يحدث في السينغال / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو – ستون مترشحا للرئاسة في السنيغال ، تعني (في أحسن الأحوال) ، حكومة تحالفات ضعيفة بعد شوط ثاني حتمي ، تتوزع حقائبه زعامات تقليدية من الصعب حد المستحيل ، أن تكون لصالح “حراك” باستيف ..
لكن خروج باستيف من حلبة التنافس على الكرسي لا يخرجه من حلبة التأثير على الساحة ..
نعم ، نستطيع الآن أن نؤكد خروج جناح صانغو من حلبة التنافس على الكرسي في كل الحالات ، بعد هذا العدد من المترشحين ..
و إذا كان لماكي صال دور خفي في طفرة الترشحات و هو أمر سيظهر حتما من خلال قبول العدد النهائي للمترشحين (لا تذهبوا بعيدا بالديمقراطية السينغالية) ، و هذا هو اعتقادي ، يمكن اعتبار اللعبة محسومة مسبقا لصالحه ، مع شغب قادم لا أحد يستطيع تحديد حجمه ..
يبقى الاحتمال الثالث ؛ أن يكون هذا العدد الهائل من المترشحين عفوي ، في تعبير واضح عن خروج اللعبة عن السيطرة منذ البداية : سيعتمد فيها جناح ماكي صال على التزوير كما فعل في الانتخابات الماضية و يعتمد فيها جناح باستيف على الشغب الجماهيري لإفساد الانتخابات ، لأن إفسادها يعني خروج جناح ماكي صال من اللعبة (في حالة إعادة الانتخابات)..
هذا الصراع المفتوح بين صانغو و ماكي صال ، الأقرب إلى لي الأذرع منه إلى أي شيء آخر و الشخصي جدا ، هو ما يهدد الاستقرار في السينغال و هو صراع رغم حداثته ، متجذر جدا و مكشوف جدا و عميق الأسباب جدا و خطير الاستفزاز من الجانبين ؛ بسبب قيادة الأول لِقِوَى الشغب (الشباب) و اعتماد الثاني على اصطفاف فئوي متحدي للمجتمع ، لم يعتده الشعب السينغالي و يؤزم الوضع بما يُحدثُ من إرباك لنُخبه..
موقف موريتانيا من الاثنين (ماكي صال و سانغو) ، ما كان ينبغي أن يحدده ثالث أعدائها (جناح واد) ، على حلبة صراع تقدم كل هذا الكم من الخيارات المفتوحة .!
لكن ، و لأننا دولة غريبة ، بلا مراكز دراسات و لا لجان متابعة و لا مجموعات ضغط و لا أصحاب خبرات مسموعة و أشك حتى ، في أن رئيس الجمهورية على اضطلاع “كافي” على البين الغامض بين توجيهاته في هذا الملف بالغ الأهمية و الميول الشخصية لمحل ثقته كما يحصل في أكثر من قطاع يتدثر مثله ب”توجيهات فخامته النيرة”.!!
اليوم ، بعدما فشلنا في المهمة الأولى ، يتأكد من خلال كل الإجراءات على الأرض ، أننا سنكرر فشلنا العبقري في المهمة الثانية المناطة بوزارة خارجيتنا المتخبطة في الأخطاء منذ نشأتها ..
لم يبق ما يكفي من الوقت للقيام بأي شيء مجدي لحماية جاليتنا الكبيرة و الفوضوية في السينغال . و أكبر خطأ نرتكبه اليوم في هذا المجال هو طمأنة الجالية من قبل المعنيين بالمهمة بالايحاءات غير المؤسسة على رؤية و الإهمال الضالع في التواطؤ و عدم الاكتراث بأي نتيجة ..
و لأنه من واجبي الوطني كعارف للوضع في جارتنا اللدود ، سأنصح جاليتنا (طلاب و تجار و سواح و مرضى و عشاق قمار …)، أن يخرجوا من السينغال قبل بدء الحملات، مهما كلفهم ذلك من أمر ، متمنيا لجارتنا خروجا آمنا من أزمتها و لوزارة خارجيتنا صدمة كبيرة في فشل أمانيها ..