خدي توري ..شهادتي عليكم
ولدت في العاصمة انواكشوط عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بلد المليون عالم قبل المليون شاعر، بلد الأخلاق والفضيلة، موطن الكرم والجود، أرض النخوة والشهامة، كما قيل ويقال ويعتبره البعض جزء من معتقده.
وكثيرا ما تغني قادة البلاد وافتخروا بأمنها وأمانها، وأهملوا وتناسوا إجرام مجرميها وسيبوا طغاتها ومخربيها دون عقاب.
أما أنا فسأحكي شهادتي فقط ولايهمني ذاك القيل والقال وكثرة الافتخار والانتحال والجزم بحسن المآل .. في العام الذي ولدت فيه قبل ست سنوات ظهر فسادكم في بركم وبحركم وليس ذلك لأول مرة , إنما هو المظهر نفسه يتجدد كل عام, لقد تم في هذا العام لوحده اغتصاب مئات الفتيات البريئات وتجاوز عددهم الألف , وتعاقبتم جميعا على اغتصابهم ,منكم من باشر الاغتصاب ومنكم من تفرج متلذذا , ومنكم من بارك بصمته , ومنكم من شرَعه بتدخله في إطلاق سراح الجناة المجرمين المخربين ,وشفعتم في حدود الله التي لاشفاعة فيها وعطلتم شرعه الذي لايعطله إلا خاسر, واحببتم أن تشيع الفاحشة في قوم مؤمنين , وتركتم المجرم يسرح ويمرح بينكم معززا مكرما , بل تسابقتم إلى تهنئته بعد إطلاق سراحه ورضيتم به شريكا لكم في أعمالكم , وقبلتموه زوجا لبناتكم وأخواتكم , وجالستموه وآكلتموه , وحالفتموه في سياستكم , إذا لافرق بينكم كلكم مذنب أنتم في الجرم سواء.
في العام الذي ولدت فيه , اغتصبت فتاتين إحداهما حامل في شهرها السابع والجاني شرطي ورفيقه وطبعا أفلتا من العقاب ..!! وصدق القائل : قد يؤتى الحذر من مأمنه .. المسؤول عن الأمن هو الجاني ..!! وبعد ذلك بقليل أخبرتموني أن شابا محظريا اغتصب فتاة في مسجد وذلك في مقاطعة عرفات , وبعد ذلك قلتم لي وأنا البريئة التي لا تفهم تفاصيل إجرامكم , لكنكم أخبرتموني أن سيدة سنغالية اغتصبها أربعة ذئاب منكم , على طريق أكجوجت وتركوها يائسة بائسة , قرب بقالة المسافرين , وأخبرتموني أن سيدة تدير مطعما في الميناء اغتصبها سائق التاكسي وأخذ مالها بعد أخذه لشرفها , وأخبرتموني أن فتاة أخرى اغتصبها سائق تاكسي ورفيقه بعد أن كانت عائدة من المدرسة أيام الإضرابات واضطرت إلى ركوب التاكسي هي ورفيقتها وليتها مافعلت , فلقد دمَر الذئاب حياتها وقضوا على مستقبلها ونجت رفيقتها بعد أن قفزت من السيارة وأصيبت بكسور وجروح .
وأذكركم إن كنتم نسيتم أو تناسيتم , يوم قلتم لي أن فتاة تناوب على اغتصابها (19)مغتصبا قلتم لي يومها أنها فقدت الوعي عند المغتصب السابع لكن الذئاب الجناة هم الذَين اعترفوا على أنفسهم وأكدوا أنهم تسعة عشر وأنهم تناوبوا عليها جميعا , في وضح النهار وفي مكان معروف . الحدائق .(لحرايث) .. أتدرون الآن أين يوجد أولئك الجناة الفشلة ..؟؟ إنهم أحرار الآن إنهم مكرمون مبجلون يسرحون ويمرحون بين ظهرانيكم ,بل إنكم تتوددون لهم الآن وكأن شيئا لم يقع .
أذكركم إن كنتم نسيتم أنكم أخبرتموني , عبر تقاريركم ومواقعكم وجمعياتكم , أن الاغتصاب فيكم استهدف بشكل كبير الفتيات الزَهرات في سن مبكرة (قبل 21سنة), وأخبرتموني أن أماكنه تعددت وأن خرائطه اتسعت , لقد بلغ بمجرميكم الاطمئنان واستسهال العقوبة واحتقارها حتي زاولوه في التاكسي بنسبة 12% وفي الحدائق والبساتين بنسبة 15% وفي الحوانيت بنسبة 17% وعلى شاطئ المحيط الأطلسي بنسبة 12% و17% في أماكن استدرج إليها مجرموكم الضحايا و17%من الحالات اغتصب فيها مجرموكم الضحية في منزلها و10% حدثت في أماكن مختلفة , وكثيرا ما حكيتم عن حالات اغتصاب تحدث فيكم على يد أقارب الضحايا وتنتهي عادة بالتسوية والصلح والتستر والتعتيم , وإذا كنتم نسيتم قصة أسماء(28سنة) فأنا أذكركم بها ويالَ خجلكم إن كنتم نسيتم تلك الفتاة التي اغتصبها أبوها واعتاد ذلك عندما أصيبت أمها بالجنون متذرعا لها بقوله إنه ولي أمرها ومنعها من الزواج ..!!! أوصل بنا الجهل والغباء حد فهم النصوص هكذا ..؟؟
أسماء ليست الوحيدة التي اغتصبها أبوها فالحالة تكررت بعد ذلك مرتين في العاصمة انواكشوط لوحدها , هذا هو المعلن والذي خفا أعظم ,تعلمون أن غالبيتكم تستحي وتتخفى من الناس وتجعل أسرارها مع الله سيئة ,فالمغتصب فيكم يزوج بمن اغتصب لتغطية آثار الجريمة ..!! أو ليس الله بمطلع ..؟؟ ثم إن جرائم ذوي القربى فيكم تنتهي بالتسوية والتعتيم خوف العار والفضيحة .. من البشر طبعا..!! وأنتم تعلمون أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهندي. , أخيرا ومع إن شهادتي عليكم لا يسعها مقال ولا مقالين ولا يستوفيها كتاب أو كتابين إنما من باب الاكتفاء بالإشارة والأمثلة الدالة , إذا كان هذا هو بعض حالكم المعلن في انواكشوط ,فما بالكم بما يحدث في المدن الداخلية بعيدا عن الأضواء والبحث , حيث تقل الثقافة الاجتماعية وتتحكم الروابط القبلية , وتسود سياسة التعتيم .
أقول لكم إن أنتم أردتم بقاء .. عودوا إلى رشدكم .. ضعوا أيديكم على يد الظالم قبل أن يعمكم الهلاك ويحيط بكم العذاب .. لقد اغتصبتموني جميعا ورميتموني في المحيط ظنا منكم أن البحر من ذنوبي سيغسلكم بغسلي كلا فالبحر سيغرقكم بإغراقي ..
عثمان جدو ـ كاتب وناشط حقوقي . [email protected]