نحن و الولاء السياسي(رأي حر)
الولاء السياسي….يعرف بأنه القرابة أو النصرة أو المحبة أو الصداقة ،يعني متانة الصلة الحاصلة بين الولي و المولي،اشكالية الولاء ترتبط بفلسفة معقدة و مثيرة للجدل ،تتقاطع فيها المعاني و الارتباطات الدينية و الأخلاقية و المعنوية بالإضافة الي المرجعيات العلمية و الفكرية المختلفة .
مع تطور المجتمعات و تشعب العلاقات و تداخلها ،أكتسب مفهوم الولاء أهمية كبري نتيجة لعلاقته بتطور المجتمع و تماسكه و أنصيا عه في مكونة ذات مدا خيل متعددة و متنوعة ، يطغي عليها الارتباط بالمصالح و تحقيق قدر كبير من الأطماع المتفاوتة في الحجم ،مع القدرة علي استيعاب الطرق و الآليات الكفيلة بتحقيق تلك الرغبات الجماعية التي تضمن الانسجام الكلي و الشمولي.
إذا كان الولاء للوطن تمليه معطيات عدة ،يأتي في مقدمتها الانتماء الطبيعي القانوني و الذي هو الإطار الناظم للدولة و الساهر علي وحدتها و المغذي لديمومتها و استمرارها،المنتج لتطورها من خلال عطاء الأفراد و الجماعات مع ضمان الالتزام التام اتجاه الدولة في خضم المتغيرات الدولية و خصوصا الإملاءات الأيديولوجية مع مستجدات عملية البناء الوطني .فإن هذه السيرورة المتكاملة أصبحت تشكل خارطة الطريق لقادة الرأي و السياسيين لأخذ مواقفهم الرسمية ازاء مجريات الأحداث الوطنية.
فالنظرة المتمعنة للتجربة الديمقراطية الوطنية الوليدة ،تمكننا من الوقوف عن كثب علي التنافر الحاصل بين المواقف الشخصية و الجماعية ازاء الشأن العام و ما ينتاب تلك المواقف من متغيرات آنية،قد لا نجد لها مبررات خارج السياق العام الذي يطبع مختلف التصرفات العقلانية و الموضوعية التي تعتبر السمة السائدة في سلوك الأفراد و الجماعات داخل الحيز الترابي الوطني،الشيء الذي قد يدفع قادة الرأي و النخب السياسية الي الارتماء في منزلقات دون تحديد العواقب المسبقة و النتائج المحتملة لتلك التصرفات.
فالمشهد السياسي الوطني يطبعه الكثير من الأختلالات البنيوية التي قلما أنبري بها بعض الزعامات و المكونات الأساسية في منظومتنا ،اتجاه القيادة الوطنية للبلد في ظرفية تتطلب تماسك الصفوف و تقوية الجبهة الداخلية ضد كافة الاحتمالات المرتقبة من مواقف المعارضة المقاطعة للانتخابات من محاولات تهدف من بين أمور أخري إلي الدفع بالبلاد إلي مربع الانطلاقة للعملية السياسية،دون مراعاة للعواقب المحتملة لتلك التصرفات ولا انعكاساتها. فكيف نوفق بين الأطماع الشخصية و الطموحات المشروعة ؟
عبد الصمد ولد أمبارك