موريتانيا ومأساة لامبدوزا وانتخابات 23 نوفمبر/ باباه سيد عبد الله
فقدان أي نفس بشرية أمر مُحزن، أيا كان عمر أو ديانة أو جنسية تلك النفس البشرية. ومأساة غرق عشرات المهاجرين السريين قبالة سواحل جزيرة (لامبدوزا) الإيطالية يوم الخميس 3 أكتوبر 2013 كارثة تتفطر لها الأكباد.
لهذا، بادرت الحكومة الإيطالية إلى إعلان الحداد غداة هذه الكارثة، أي يوم الجمعة 4 أكتوبر 2013، للترحم على أرواح الضحايا، والتضامن مع عائلاتهم المكلومة.
واليوم، وبعد مرور قرابة 30 يوما على هذه الكارثة، يصدر عن رئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بيان من 80 حرفا و6 أرقام يقول إن “يوم الأحد الموافق 03 نوفمبر 2013 سيكون حدادا وطنيا على أرواح ضحايا مأساة لامبدوزا”.
ما لم يذكره بيان الرئاسة هو أن إعلان الحداد وتحديد تاريخه تنفيذ لقرار اتخذه رؤساء ودول وحكومات الإتحاد الإفريقي المجتمعون فى أديس أبابا يوم 12 أكتوبر الماضي.
وللرأي العام الموريتاني الحق فى معرفة تفاصيل قرار صادر عن أعلى مؤسسة فى الدولة بإعلان حداد وطني على ضحايا كارثة مؤلمة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة- للأسف، ما دام آلاف الشباب يفرون من التهميش والجوع والحيف فى إفريقيا، وتنتهي أحلامهم بالفردوس الأوروبي فى جوف الحوت، أو جثثا هامدة مجهولة الأسماء.
وليست هذه المرة الأولى التي تُخفي فيها الدوائر الرسمية تفاصيل قراراتها عن الرأي العام ،عن قصد أو عن سوء تقدير سياسي وإعلامي.
فخلال اجتماعه يوم الخميس 24 أكتوبر الماضي، صادق مجلس الوزراء على مشروع مرسوم يحدد إجراءات منح مساهمة مالية للدولة فى الحملة الإنتخابية لصالح الأحزاب السياسية المشاركة فى الإنتخابات البلدية لسنة 2013 .
وإليكم تعليق الحكومة على هذا النص، كما نشرته وكالة الأنباء الرسمية:
” إن المجلس (مجلس الوزراء) أقر تحفيز الأحزاب السياسية المشاركة فى الإنتخابات من خلال ميزانية الدولة فى الحملة الإنتخابية. وستكون تلك الإعانات- الهادفة إلى تقوية الأحزاب السياسية ومساهمتها فى الحياة الديمقراطية-على أساس اللوائح المترشحة المودعة من طرف الأحزاب على مستوى البلديات”.
ما لم تقله الحكومة هو أن المملكة العربية السعودية منحت موريتانيا مبلغا يناهز 4 مليارات أوقية دعما للمسار الإنتخابي الجاري، وأن نصيب كل لائحة من هذا المبلغ سيتجاوز 3 ملايين و600 ألف أوقية.
وما لم تقله الحكومة أيضا هو أن جهات عليا تتجه إلى تقليص نصيب اللائحة الواحدة إلى حدود 500 ألف أوقية فقط، وتوجيه الجزء الأكبر من المليارات الأربعة إلى (نفقات انتخابية أخرى).
وفى هذا الخِضم، سيتم حجب جوانب أخرى من الصورة.