منتخب”المرابطون”هل سقط أم تعثر فحسب؟/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
الزمان أنفو – المرابطون لم يسقطوا يوما ،و إنما كانت النتيجة عند فريق رياضي تيامن باسمهم لا تخدم ربما منحى الاستئناس باسمهم هذه الأيام،لكن المرابطين ظلوا دائما فى الصدارة،لأنهم رابطوا و جاهدوا و صبروا و كانت نيتهم لله وحده،أما حين نحتضن الأجنبيات بالمعنى الشرعي،و لا نسير بحزم على خطى المرابطين،فلا غرابة أن نصيب مرة من بركة اسم المرابطين العريق التاريخي المتألق دوما و نجانب تلك البركة حينا آخر،بسبب استصغارنا لحرمات الله.
فرحت كثيرا حين انتصر المرابطون فى وجه الفريق الجزائزي،رغم المكانة العميقة للشعب الجزائري و الدولة الجزائرية،لكنني غضبت لله حينما رأيت رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم،رغم نجاحاته المتعددة و نسبه الشريفي يعانق فتاة فى عنفوان الشباب لم يرضع من لبن أمها سوى العاطفة الرياضية المشتركه.
ففى موقعة ذات مرة بين الصحابة و الكفار،تأخر النصر،و تذكروا أنهم نسوا السواك،فأقبلوا عليه جميعا،و هو سنة عظيمة ،فانتصروا،فكيف ننتصر و نحن نعانق الحسنوات ،بصيغة علنية بعيدا عن الاحتشام،و ذلك إثر انتصارنا على الجزائر،و لن ننتصر باسم المرابطين المجاهدين،و نحن لا نتقى مثل تلك المخالفات الشرعية الصريحة.
و لتجربوا مرة أخرى،ففريق المرابطون شهد تحسنا نوعيا معتبرا فى الأساليب الكروية و الرياضية،لكن فلنحذر ما يخالف الشرع الإسلامي الحنيف ،و سنظل نخطو من نصر مؤزر إلى نصر أكبر و أكثف.
ثم إنك يا أحمد ولد يحيى حين تكون رئيس اتحادية كرة القدم لا تمثل نفسك و فريقك الرياضي فحسب،بل تمثل موريتانيا برمتها،و ليس من تعاليم شرعنا و لا من عاداتنا معانقة “الأجنبيات”،لا موريتانيات و لا غيرهن،و ربما هزمنا البارحة بسبب تلك الفعلة،التى لم تجد من ينكرها علنا،و دون مجاملة أو لف أو دوران.
و فى الحقيقة “المرابطون”،لم بخسروا يوما و لن يخسروا أبدا،و لكن من تيامن باسمهم،ربما لم يلتزم بدفتر الشروط،و إن أكثروا من الاستغفار انتصروا،رغم الخطأ.
و من تمعن فى المخالفة التى جرتهم للهزيمة سيرى الرسالة واضحة و جلية،فالمخالفة بسبب لمس خفيف غير مشروع لكرة القدم،فكيف بلمس غير خفيف لحرمات الله.
و الرجاء التأمل،لقد كان الجزاء الرباني الموعظة من جنس العمل المخالف،سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم و أستغفر الله العظيم و أتوب إليه.
حسنات الأبرار سيئات المقربين،فالشرفاء هم القيمونون بالدرجة الأولى بالحرص على الاتباع ،و هذا الرجل رجل مهني فى ميدان حرفته الرياضية و علاقاته طيبة بكافة الأسرة الرياضية،بالكرم و الأخلاق و الاستيعاب،لكنه يمثل علم الجمهورية الإسلامية الموريتانية،فلينتبه،مثلما أننا جميعا مطالبون بذلك.
و عموما كرة القدم سجال،و يوم لك و يوم عليك،و لقد أحسن فريق “المرابطون” عندما تأهل من قبل،و لقد أحسن الأخ أحمد ولد يحيى بما بذل من جهود معتبرة و مقدرة،و فى كل تجربة بشرية خطأ و صواب،فإلى الأمام ،مع فرص و انتصارات باهرة مجددا،بإذن الله،و لنعلم أن هذه الصراعات و المنافسات الكروية و غيرها مجرد مناسبات دنيوية عابرة،بالمقارنة مع المصير الاخروي،من نعيم و عقاب،و لنتقى المحصلة و عاقبة الأمور،و إنما العاقبة للمتقين،و أذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون.
و باختصار فريق المرابطون لم يخسر تماما،و إنما كان ذلك درسا و تنبيها،و من الملاحظ فى السنوات الأخيرة،فى ظل قيادة أحمد ولد يحيى للاتحادية أن فريق “المرابطون”بدأ يقدم عروضا مبهرة و انتصارات رياضية ملموسة،من حين لآخر،فلنقبل عليه جميعا،رسميا و شعبيا،دعما و تشجيعا،عسى أن نحقق و نحرز المزيد من الانتصار و نستغل هذه الرياضة،المحل إقبال عالمي متصاعد،لإيصال اسم موريتانيا لمن لا بعرفها،و لتكون كرة قدمنا مبعوثا ناجعا لكسب الانفتاح و الترابط المتنوع مع الجميع،دون تفريط فى خصوصياتنا القيمية و الأخلاقية،و الله ولي التوفيق.
فعلا فريق المرابطون لم يخسر و لكنه تعثر،و لكل جواد كبوة.