Le rénovateur تتعرض لملامح الديمقراطية العزيزية
ما حل بدول أخرى قد يحل بنا، وكما هو معروف فى السياسة قد يأتينا فى أشكال مختلفة وظروف متغيرة. لكن ذلك لا يغير شيئا من طبيعته الهدامة. فالديمقراطية تكون غير مجدية عندما تكون سائرة على أعمدة.
وإذا كانت ديمقراطيتنا خضعت لظروف صعبة فذلك لأن من تعهدوا بتجسيدها على أرض الواقع لم يفوا بوعدهم. فى بلادنا تكاثرت الفيروسات القاتلة على ديمقراطيتنا حتى لتكاد أن تصاب بمرض يتعذر الشفاء منه. استخدم ولد الطائع غطاء ديمقراطيا لتحسين صورته الدولية. وقد أدخل بعض التحسينات على ذلك الغطاء خلال الانتخابات الأخيرة فى حكمه من خلال بطاقة تعريف غير قابلة للتزوير وبطاقة اقتراع موحدة.
كان الديكتاتور السابق يجر وراءه ماضيا ثقيلا، ومعارضوه يحاولون بكل السبل اقتلاعه من كرسيه. وكان الأمل فى أن تكون هناك انفراجة عامة من خلال تغيير حقيقي ينهى عهد احتكار السلطة الذي انتهكت فيه كل الحقوق الإنسانية. وكان الجيش يراقب تحلل السلطة دون أن يجرؤ على تحمل مسئوليته على الرغم من أن البلد كان على حافة الهاوية. وقد مكنت المحاولة الانقلابية لصالح ولد حننا من سطوع نجم ولد عبد العزيز بعد فشلها. كان الأسد العجوز أصبح عديم القوة فانقض عليه رجاله الذين يحرسونه.
لكن التاريخ يكرر نفسه دائما فى موريتانيا، فالجيش يرفض التسليم لنتائج الصناديق على الرغم من تظاهره بالتنازل. وقد أدت فترة النقاهة الطويلة بعد الانقلاب إلى سقوط النظام المنتخب ديمقراطيا وأعقبت ذلك فترة انتقالية مؤلمة انتهت بانتخاب ولد عبد العزيز رئيسا. أصبح الجيش هو سيد القرار فى البلد وأبعد المدنيون عن صناعة القرار الذين أرغموا على التقاعد حيث لم يعد لهم مكان في المعركة الحالية. ولم يكن الشارع قادرا على فرض إرادته على الحاكمين الذين باركهم.
تلك هي الديمقراطية العزيزية التى تقف سدا أمام إرساء حكم ديمقراطي حقيقي. ومن هناك فإنه يتعين علينا السعي لإنقاذ ديمقراطيتنا الهشة التى تسير على أعمدة.
الشيخ تجان ديا
Le rénovateur N° 1637